logo

logo

logo

logo

logo

جبيل في العصور الكلاسيكية

جبيل في عصور كلاسيكيه

-

 جبيل

جبيل

جبيل في العصور الكلاسيكية

أهم المباني الأثرية

 

جبيل في العصور الكلاسيكية

العصر الهلنستي (٣٣٣-٦٤ ق.م):

بعد الانتصار الذي أحرزه الإسكندر الكبير في معركة إيسوس[ر] سنة ٣٣٣ق.م؛ انطلق لغزو بلاد فينيقيا، واستسلمت جبيل من دون مقاومة كما وضعت أسطولها في تصرف الملك المقدوني. وبعد وفاة الإسكندر أضحت فينيقيا مسرحاً لصراع خلفائه البطالمة والسلوقيين الذين تمكنوا من السيطرة النهائية على البلاد سنة ١٩٨ ق.م.

وعلى الرغم من ذلك بقيت فينيقيا تنعم بوضع متميز ضمن التنظيم الذي وضعه الإسكندر للمنطقة، و كانت جبيل قد فقدت الغنى والتألق الذي عرفته في الألف الثاني ق.م؛ إلا أنها حافظت على قسط كبير من الشهرة الاقتصادية والثقافية والدينية، وتشهد على ذلك العملة التي ضربت في عهد أنطيوخيوس الرابع (١٧٥-١٦٤ق.م) والتي تحمل اسم جبيل المقدسة نسبة إلى المكانة الدينية التي تمتعت بها المدينة. كما تدل معالم الطرقات والأحياء السكنية والحي الصناعي المكتشفة في الموقع على الازدهار الذي نعمت به جبيل، والتي اشتهرت فيها أيضاً صناعة النسيج.

 

تعدّ النصوص أهم مصدر للمعلومات عن المدينة في هذه الفترة، إذ تذكر النصوص أن جبيل كانت تملك أراضي حراجية تقع خارج نطاق الأسوار، وأنها بقيت مركزاً مهماً لتصدير الخشب وصناعة السفن.

وعلى الرغم من أن التنقيبات لم تبرز معالم مباني هذه الفترة من معابد وملاعب وميادين سباق الخيل؛ فإنّ النصوص تشهد على وجودها، وقد ذكرت إحدى الكتابات أن شخصاً يدعى ديونيز وابنه اسباسيوس كانا يشغلان مركز مدير ملعب، كما أن شخصاً آخر يدعى تيموقراط قد شارك في الألعاب الرياضية التي كانت تقام في اليونان.

- العصر الروماني - البيزنطي (٦٤ ق.م - ٦٣٥ م):

في القرن الأول ق.م أعاد الرومان بإمرة القائد بومبيوس[ر] السلام إلى بلاد فينيقيا التي كانت تهزها النزاعات الداخلية، وعلى الرغم من ذلك فإن الهدوء التام لم يسد المنطقة إلا في زمن الامبراطور أوغسطس (٢٧ق.م–١٤م)، وعرفت جبيل في عهده ازدهاراً تجسد في تشييد مبانٍ وفي الإصدارات المتعددة للعملة التي ظهر عليها وجه الامبراطور، ونتيجة لذلك توسعت المدينة، وأدخلت التعديلات على تخطيطها المدني بفضل الهبات التي قدمها الملك هيروديس الكبير Herodes للمدينة، واشتهرت جبيل بوصفها مركزاً دينيّاً يؤمه الحجاج بفضل تعدد معابدها التي انتشرت في المدينة وجوارها وخاصة معبد الإله أدونيس[ر] Adonis.

في ظل الحكم الروماني بقيت الثقافة الهلنستية منتشرة في المدينة وفي المنطقة، وقد عثر على عدد كبير من النصوص المكتوبة باللغة اليونانية كما عُرف بين أهلها فلاسفة لامعون أمثال أوريليوس Aurelius واسباسيوس، ويروي المؤرخ فيلون Philon الجبيلي في كتابه عن آلهة فينيقيا أن جبيل هي واحدة من أقدم المدن في العالم.

رواق شارع روماني
المسرح الروماني في جبيل
معبد روماني

اشتهرت مدينة جبيل بصناعة النبيذ، حيث فاخرت بعض النصوص الرومانية بمزايا النبيذ المحلي الذي وازى بنوعيته -بحسب المؤرخ أثينايوس Athenaios النوقراطي في القرن الثاني للميلاد -نوعية النبيذ الذي كانت تنتجه مدينة لسبوس، كما اشتهرت جبيل بتجارة ورق البردي وتصدير النبيذ وبكونها أحد مراكز تجارة الكتان.

في عهد الامبراطور هادريانوس (١١٧-١٣٨م) عُدّت منطقة أحراج جبيل ملكاً للامبراطور، وثبتت حدودها من أجل تنظيم استثمارها، وخصصت للدولة أربعة أصناف حرجية، وهي (الأرز، الصنوبر، السنديان، العرعر)، وكان الخشب المصدر عن طريق مرفأ جبيل يستخدم في صناعة السفن للمنطقة ولأعمال البناء في أنحاء الامبراطورية.

وقد عرفت جبيل أيام الحكم الروماني تنظيماً مدنياً جديداً، وأدخلت تعديلات كبيرة على المدينة التي توسعت حتى بلغت مشارف التلة الجبلية المجاورة، وارتفعت الأعمدة على طرقاتها، وزينت التماثيل ساحاتها العامة على غرار المدن الشرقية. لم يطبق فيها التخطيط الشطرنجي بشكل كامل، فقد أخذ النسيج المستحدث في الحسبان الأبنية الموجودة والمعالم الطبيعية للموقع، فجارى تكوينه الطبيعي في الوسط، وتحرر من جميع القيود على الأطراف.

خلال هذا العصر تم تعديل جزئي لتخطيط الطرقات التعامدي الذي كان مستخدماً منذ العصر الهلنستي، وقد اكتشفت خارج الوسط القديم للمدينة إحدى هذه الطرقات المزودة بالأروقة والأعمدة التي كانت تعطي المدن الرومانية طابع الهيبة، ويمكن مشاهدة هذه الطريق حالياً عند المدخل الشرقي للمدينة مع أعمدتها، وقد أعيد تركيز أرضيتها التي ما تزال تحمل آثار دواليب العربات التي كانت تجتازها. تؤدي هذه الطريق إلى ساحة عامة أمام ينبوع للمياه.

أعيد أيضاً بناء بعض المعابد التي يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد في المكان نفسه، حيث تم وصل معبد بعلة جبيل ببناء العمالقة بوساطة باحة، وحل مكان معبد المسلات معبد كبير تحيط به باحة ذات أروقة، وقد يكون هذا المعبد الجديد كما كان الذي سبقه مخصّصاً للإله أدونيس.

بين القرنين الثاني والثالث للميلاد شيدت مبانٍ عامة جديدة، منها: سبيل للمياه مزين بالتماثيل يقع عند تقاطع ثلاث طرقات، كما بني مسرح على الطراز اليوناني سنة ٢١٨م. شرقي هذا المسرح شيدت بازليكا عامة كانت مركزاً للاجتماعات والمبادلات التجارية ما تزال أساساتها تشاهد على الأسوار الشرقية لمدينة العصر البرونزي؛ إضافة إلى حمامات أُزيلت خلال أعمال التنقيب.

لوحة فسيفساء أرضية من العصر الكلاسيكي بجانب جامع السلطان عبد المجيد
لوحة فسيفساء جدارية من العصر الكلاسيكي بجانب كنيسة مار يوحنا
قلعة جبيل

في القرن الرابع للميلاد اعتنقت الامبراطورية الرومانية الديانة المسيحية بعد أن اهتدى إليها الامبراطور قسطنطين، وخلال هذه الفترة اعتمدت جبيل كرسياً مطرانياً في إطار مقاطعة فينيقيا الساحلية التي نعمت بفترة طويلة من الهدوء والازدهار. وقد عثر المنقبون على بعض المعالم التي تعود إلى هذه الحقبة الزمنية مازال ظاهراً منها حتى اليوم بقايا حي سكني في القسم الشمالي – الشرقي للموقع؛ وكنيسة تقع في الحي القديم للمدينة، وهي مخصّصة لسيدة النجاة.

- أهم المباني الأثرية:

١- المسرح:

يعود مسرح جبيل إلى القرن الثالث للميلاد. يقع على الجانب الشمالي الشرقي من مدخل البوابة الفينيقية، تم الكشف عن المدخل خلال حفريات ١٩٢٠م، وقد نقله المنقبون من موقعه الأصلي لمتابعة الحفريات الأثرية. فقد هذا المسرح نحو ثلثي مساحته بسبب استعمال حجارته في أبنية أخرى تعود إلى الفترات اللاحقة، وقد كان يتألف من أوركسترا نصف دائرية في منتصفها فسيفساء للإله باخوس [ر] إله الخمر والجنس الذي حمل رمزية تلك المرحلة. احتوت على مذبح لحرق البخور لتكريم الآلهة ما تزال آثاره قائمة حتى الآن على الأوركسترا.

أما منصة التمثيل حيث كان الممثلون و الجوقة ينفذون عملهم؛ فتتميز بزخارفها التي تمثل جبهات مثلثية ترتفع على أعمدة صغيرة تعلوها تيجان مثلثية.

كان المدرج بارتفاع ٢٠م، احتوى على أكثر من ثلاثين درجة لم يبقَ منها سوى خمس درجات. بعض الدرجات المنهارة مثقبة حيث استخدمت الثقوب كقاعدة لوضع أعمدة خشبية لحمل أوراق الرق التي وضعت لحماية المتفرجين من أشعة الشمس.

كنيسة سيدة النجاة الصليبية

٢- الأعمدة:

صنعت الأعمدة من الغرانيت المستورد من مصر، تعلوها تيجان كورنثية الشكل. ترتفع هذه الأعمدة على الجزء المتبقي من الطريق الرومانية التي يقع القسم الأكبر منها خارج منطقة الأسوار، وقد كانت هذه الطريق تؤدي إلى معبد سيدة المدينة بعلة جبيل.

٣- الحمامات:

البناء الذي احتوى الحمامات لم يكتمل؛ حيث هناك ثلاث غرف مع قواعد لأعمدة من الآجرّ المشوي، احتوت غرفتان منها على أرضية أصلية من الفسيفساء البيضاء، وفي القسم البارد كان هناك بقايا حوض مستطيل.

لم يبقَ من هذه الحمامات سوى بعض الأساسات، أُزيلت في أثناء عمليات التنقيب.

وفاء الجوابرة

 

التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1061
الكل : 58492266
اليوم : 64780