logo

logo

logo

logo

logo

تجلات - بلاصر

تجلات بلاصر

Tiglath-pileser - Tiglath-Pileser

 تجلات - بلاصر

أكرم محمد كسار

تجلات- بلاصر الأول (1115- 1077ق.م):

تجلات- بلاصر الثاني (967- 935 ق.م):

تجلات- بلاصر الثالث (744- 727 ق.م):

 

عرفَ ثلاثة من ملوك بلاد آشور باسم تجلات- بلاصر Tiglath- Pileser، وهو صيغة متأخرة محرفة من الاسم الأصلي توكلتي- أبلُ- أيشارّا Tukulti- aplu- Esharra الذي يعني باللغة الأكادية « مُتَّكلي هو ابن بيت الكون»، وبيت الكون Esharra اسم معبد آشور. هؤلا الملوك الثلاثة هم:

تجلات- بلاصر الأول (1115- 1077ق.م):

يعد عهد تجلات- بلاصر الأول مثالاً على حالات تجدد قوة الدولة الآشورية عقب فترات الضعف والاضمحلال التي كانت تحدث في تاريخها الطويل. فقد سبقت عهد هذا الملك فترة ضعف امتدت لتشمل عهد أبيه وسلفه آشور-ريشَ- إشي، وكانت الأخطار خلالها تحيق بالدولة الآشورية. فمن الأنحا الشمالية كانت جموع قوم «مشكي» تزحف للهجوم على هذه الدولة لتدميرها مثلما حدث لكل دول المنطقة المعروفة. ويرجح الباحثون أن هؤلا القوم هم سكان فريجيا في غربي آسيا الصغرى. ومن الغرب كانت القبائل الآرامية تتحرك من منطقة الفرات الأعلى لتجتاح بلاد آشور. غير أن تجلات- بلاصر الأول أثبت مقدرة في مواجهة الأخطار ونقل الدولة الآشورية من حالة الدفاع إلى الهجوم، فدحر جموع المهاجمين من آسيا الصغرى وهاجمهم في مناطقهم. ومن المدن التي استولى عليها في هجومه ذاك ميليديا Milidia (ملاطيا حالياً) التي تنسبها نصوصه إلى خانيجلبات (ميتاني).

أما تجاه القبائل الآرامية فقد شن هذا الملك ثماني وعشرين حملة لابعاد خطرها والسيطرة عليها بحسب ماتذكره نصوصه. وتروي هذه النصوص أن تجلات- بلاصر قاد تلك الحملات السنوية- وبضمنها اثنتان في سنة واحدة - باتجاه نهر الفرات في سورية من مدينة كركميش شمالاً إلى منطقة سوخو تحت مصب الخابور جنوباً. ولم تتوقف حملات تجلات- بلاصر الأول عند نهر الفرات وإنما لاحق القبائل الآرامية عبر النهر، وشملت فعالياتها منطقة جبل البشري [ر]. ويرد في نصوص حوليات هذا الملك أيضاً أنه سيطر على القبائل الآرامية في منطقة واسعة تمتد «من قاعدة جبل لبنان، مدينة تدمر في بلاد أمورّو، أناة (عانة الحالية في العراق) في بلاد سوخو إلى مدينة رابيقو Rapiqu (في منطقة الرمادي الحالية) في بلاد كاردونياش». وتجدر الإشارة إلى أن النص يسمي لبنان وتدمر باسميهما العربيِّين الحاليَّين، أما بلاد كاردونياش فهي التسمية التي كان الآشوريون يستعملونها للدلالة على بلاد بابل. ومما جا ت به نصوص هذا الملك أنها ذكرت اسم الآراميين أول مرة إلى جانب اسم «أخلامو» الذي كانت النصوص السابقة لعهده تقتصر عليه في الإشارة إليهم.

يروي تجلات- بلاصر الأول في حولياته أنه ذهب إلى «جبل لبنان» ونقل من هناك خشب الأرز إلى عاصمته آشور، وفرض سيطرته على «بلاد أمورّو» حيث تسلم الضرائب من مدن جبيل وصيدا وأرواد، ويذكر بصدد أرواد «ركبت في قوارب الأرواديين، قطعت بنجاح مسافة ثلاث ساعات مضاعفة من أرواد التي في وسط البحر، إلى مدينة صَمُرِ Samuri (تل كزل حالياً جنوب طرطوس) التي في بلاد أمورّو. اصطدت في وسط البحر دلفيناً (nakhira)، وهو الذي يدعونه حصان البحر». وعلى الرغم من أن نصوص تجلات- بلاصر الأول لا تروي الحوادث بتسلسلها الزمني فهي تعد ذات أهمية خاصة لمعرفة الحالة السياسية في سورية قبل عام 1100 ق.م وبعده، وقد ورد آخر ذكر لميتاني في هذه النصوص. وكان تجلات- بلاصر الأول أول ملك آشوري يترك نصوص حوليات مطولة منقوشة على موشورات طينية مثمنة الأضلاع ويصل ارتفاعها إلى نحو 50سم. وكانت هذه الحوليات الأولى التي تتضمن أخبار نشاطات الملك في مجال الصيد. وفي هذا المجال يرد أن الملك قام بنفسه بصيد الثيران الوحشية في منطقة الجزيرة في سورية، واصطاد الفيلة في منطقة حران والخابور، كذلك حاول نقل زراعة بعض الأشجار التي تنمو في سورية إلى بلاد آشور، ومنها شجر الأرز والبقس وبعض أشجار الفاكهة. وهناك دليل كتابي على أن السنوات الأخيرة من حكم تجلات- بلاصر شهدت وجوداً مكثفاً للآراميين في بلاد آشور التي اضطربت أحوالها وتعرضت لتهديد المجاعة.

تجلات- بلاصر الثاني (967- 935 ق.م):

لا توجد معلومات كثيرة عن الملك تجلات- بلاصر الثاني باستثنا ذكر اسمه ونسبه على مسلة في مدينة آشور، وكذلك إطلاق اسمه على العام الذي يعادل 966ق.م. وقد خلفه على العرش ابنه آشور- دان الثاني (934- 912ق.م) ثم حفيده أدد- نِراري الثاني (911- 891ق.م) الذي يعده المؤرخون مؤسس الامبراطورية الآشورية التي ابتدأ بها العصر الآشوري الحديث.

تجلات- بلاصر الثالث (744- 727 ق.م):

ارتقى تجلات- بلاصر الثالث العرش على أثر انقلاب حدث في العاصمة الآشورية كلخ (نمرود حالياً)، وقام بتطوير الجيش والإدارة وتوطيد صلة الدولة بالمقاطعات التابعة لها. مرت علاقة هذا الملك مع سورية بمرحلتين، كان من نتائج التحركات الآشورية في المرحلة الأولى (743- 738ق.م) تجزئة الولايات ذات الحكم شبه الذاتي إلى وحدات إدارية أصغر مع تقليص سلطات حكامها. وفي الوقت نفسه قضي على كيان أورارطو [ر] في شمال- شرقي سورية، وتم الاستيلا على مدينة أرباد عاصمة بيت أجوش، وأصبح بِسيريس Pisiris، حاكم كركميش تابعاً للدولة الآشورية. وسيطر تجلات- بلاصر الثالث في هذه المرحلة على إقليم أُنقي Unqi (سهل العمق) وعاصمته كونولو ا وحوله إلى محافظة ضمت إليها مدن شمالية رئيسية مثل أرباد وختاريكا وصَمُر.

تجلات - بلاصر الثالث

في المرحلة الثانية (734- 732 ق.م) قام تجلات- بلاصر الثالث بحملتين على دمشق، وحملة على فلسطين. ففي عام 734 ق.م كان هذا الملك في فلسطين ودخل مدينة جزير (تل جزر) واستولى على حاصور [ر]. وفي هذه المرحلة أصبحت مجدو مركزاً إدارياً تابعاً للدولة الآشورية. أما دمشق فقد قام تجلات- بلاصر الثالث بإسقاط ملكها ريزن Rezin (رضيان بالآرامية) عام 733ق.م، وحولها إلى مركز محافظة في عام 732ق.م. وكانو باناموا الثاني ملك شمأل قد توفي عند أبواب دمشق حينما كان مع تجلات- بلاصر الثالث وجيشه في عام 733 ق.م، فنصب الملك الآشوري بار- ركوب ابن باناموا ملكاً على شمأل. ومن الجدير بالذكر أن تجلات- بلاصر الثالث تولى بنفسه حكم بابل وتوج ملكاً عليها، وقد عرف عند البابليين باسم بولو Pulu الذي ورد في قائمة الملوك البابلية. وورد هنا الاسم في المصادر الكلاسيكية، كما ذكرته التوراة بصيغة فول.

مراجع للاستزادة:

-A. K. GRAYSON, Assyrian Royal Inscriptions 2, (Wiesbaden, 1976).

-A. K. GRAYSON, Assyrian Rulers of the Early First Millennium BC I (1114-859 BC), (Toronto, 1991).

-W. W. HALLO and W. K. SIMPSON, The Ancient Near East: A History, (New York, 1971).


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1045
الكل : 58491462
اليوم : 63976