logo

logo

logo

logo

logo

البتراء

بتراء

petra - pétra

البتراء

رفعت هزيم

 المـدافـن السِّـيق
المـذابـح خزنة فرعون
الـدَّيْـر المسرح ونافورة الحوريات
أمّ البيارة معبدا قصر البنت والأُسود المجنّحة
  الحبيس
 

 نقل ديودور الصقلّي[ر] Diodorus Siculus (٨٠-٢١ق.م) عن شاهد عيان أنّ أنتيغونوس الأعور Antigonos Monophthalmos حاكم آسيا الصغرى وسورية بعد وفاة الإسكندر المقدوني أرسل حملةً عسكريّةً تتألّف من أربعة آلاف من الجند المشاة وست مئةٍ من الخيّالة إلى بلاد العرب الذين يسمّون Nabataious- أيْ الأنباط - عام ٣١٢ق.م، فباغتتهم ليلاً في مخبأٍ حصين لهم يجمعون فيه أُسَرَهم ومقتنياتهم يُدعى Petra باليونانية (أيْ «الصخرة»)؛ وهو - على الأرجح - موقع «أمّ البيارة» الذي يّظنّ أنهم أقاموا بقربه فيما بعد عاصمتهم التي عُرّبَ اسمها اليونانيّ بصيغة «البتراء»، أما اللفظ اليوناني فهو ترجمة لاسمها «سلع» بمعنى «الصّخرة» الذي ورد في العبرية في سفر الملوك الثاني (١٤/٧) اسماً لمدينة سبقتها في أدوم التي ورثتها الدولة النبطية، ولا يبعد هذا المعنى عن ذاك الذي تعرفه العربية؛ قال ابن منظور: «السَّلْعُ: شَقٌّ في الجبل كهيئة الصَّدْع»، ولكن اسم البتراء ورد في نقشٍ نبطيّ اكتشف فيها عام ١٩٦٤ بلفظ آخر هو rqmw، ثم ورد بصيغة «الرقيم» في رسالة بالسريانيّة تشير إلى الزلزال الأوّل الذي ضربها؛ وفي العربية في «معجم البلدان» لياقوت حيث يقول: «وقيل إنّ بالبلقاء بأرض العرب من نواحي دمشق موضعاً يزعمون أنه الكهف والرَّقِيم قرب عمّان»، غير أنّ نتائج التنقيبات الأثريّة تثبت أنّ المنطقة كانت معمورةً قبل عهد الأنباط بزمنٍ طويل، فالأدوات الأشوليّة تعود إلى العصر الحجري القديم، وضاحيتا «سِيق البارد» و«البيضاء» شمالي البتراء -اللتان فيهما أماكن للسكن ومطاحن للحبوب ورؤوس السهام- ترجعان إلى العصر الحجري الحديث. ويبدو أنّ البتراء – التي تبعد ٢٦٠كم جنوباً عن عَمّان عاصمة الأردن - أصبحت عاصمة لمملكة الأنباط مطلع القرن الثاني ق.م بفضل موقعها الاستراتيجي على «طريق البخور» بين جنوبي الجزيرة العربية وسورية وفلسطين، ووفرة مياهها إذ تقع «عين موسى» قرب مدخلها؛ ووجود المراعي من حولها؛ فضلاً عن منعة موقعها إذ تحيط بها سلسلتان من الهضاب. وقد نقل استرابون[ر] Strabo وصفاً للبتراء وأهلها أواخر القرن الأوّل ق.م عن صديقٍ يونانيّ له يُدعى أثنودور الطرسوسي Athenodorus of Tarsus عاش هناك، فقال: «إنّ البتراء عاصمة الأنباط تقع على سطح مستوٍ تحيط به الصخور شديدة الانحدار، ولكنها تحوي ينابيع غزيرة المياه تصلح للشرب والرّيّ، والأنباط هادئون شغوفون بالكسب والتملّك، فمن نقصت ممتلكاته فرضت عليه الدولة غرامة ومَن زادت ثروته كافأته، ولمّا كان العبيد قليلين لديهم فإنّ الأقارب هم الذين يقومون بالخدمة، أو يخدم بعضهم بعضاً، أو يقوم المرء بخدمة نفسه، وهذا يشمل الملوك أيضاً، ويخرج الناس دون ستراتٍ رومانيّة وينتعلون الأخفاف، وكذلك يفعل ملوكهم الذين يفضّلون اللون الأرجواني». ويظهر أنّ فقدان دولة الأنباط استقلالها عام ١٠٦م وخضوعها للرومان لم يكن الفصل الأخير في تاريخ البتراء، فقد ورد في نقشٍ يونانيٍ مؤرّخ بعام ١١٤م مكتوب على قوس النصر المقام على البوّابة الثلاثيّة تكريماً للامبراطور تراجان M. Trajanus (٩٨-١١٧م) أنها مُنحتْ مرتبة «المدينة الأمّ» Metropolis. ولمّا زارها الامبراطور هادريان Publius Aelius Hadrianus (١١٧-١٣٨م) حينما جاء إلى سورية عام ١٣٠م احتفلت بزيارته بسكّ نقود تحمل لقب Petra Hadriana «البتراء الهادريانيّة»، ثم منحها الامبراطور إيلاغابالوس Elagabalus (٢١٨-٢٢٢م) مرتبة «المستعمرة» Colonia عام ٢٢٠م، وكانت آنذاك ماتزال تسكّ النقود مما يدلّ على احتفاظها بأهميتها التجارية. غير أنها لم تسلم من الكوارث الطبيعية، إذ أدّى زلزالان ضربا المنطقة عامي ٣٦٥ و ٧٤٧م إلى دمارها مرّةً بعد مرّة، ثم احتلها الصليبيون مطلع القرن الثاني عشر وبنوا فيها قلعتين؛ إحداهما في «الحَبِيس» غرباً، والأخرى – وهي الكبرى- في «الوُعيرة» شرقاً على بعد كيلومتر واحد إلى الشمال من «استراحة البتراء»، وقد أقاموا فيهما حتى طردهم صلاح الدين الأيوبي منها في الربع الأخير من ذلك القرن، ثم زارها السلطان المملوكي الظاهر بيبرس في طريقه إلى الكرك عام ١٢٧٦م، ثم طواها النسيان حتى اكتشفها الرّحّالة السويسري بوركهارت J. L. Burckhardt عام ١٨١٢ في أثناء رحلته من عمّان إلى الحجاز.

البتراء

 

وهكذا اجتذبت المدينة المكتشفة المستشرقين والرحّالة من كلّ مكان، فكان من زوّارها الكونت الفرنسي لابورد L. de Laborde (عام ١٨٢٨)، والكاهن الأمريكي روبنسون E.Robinson (١٨٣٦)، والجغرافي الألماني شوبرت H. von Schubert (١٨٣٧)، والرحّالة البريطاني داوتي Ch. Doughty (١٨٧٥)، والأبوان الدومينيكيان لاغرانغ M. Lagrange وفنسيت H.Vincent (١٨٩٦)، والمستشرقون الألمان: دلمان G. Dalman وبرونوف R.Brünnow ودومستسفسكي A.von Domaszewski وأوتينغ J.Euting (١٨٩٧)، ثم المستشرقان الفرنسيان كلرمون غانو Ch.Clermont-Ganneau (١٩٢٥) وكاميرر A. Kammerer (١٩٢٩). أمّا التنقيب الأثري فكانت بدايته على يد هورسفيلد G. Horsfield وكونواي A. Conway عام ١٩٢٩، وتلاهما بعثات أثريّة قامت بأعمال المسح والتنقيب في مواسم متتابعة، اثنتان منها أمريكيتان بإدارة غلوك N. Glueck (١٩٣٢-١٩٦٣) وكركبرايد Diana Kirkbride (١٩٥٥- ١٩٦٧)، وثالثة بريطانية بإدارة بار P.Parr (١٩٥٨-١٩٦٥)، ورابعة أمريكية بإدارة هاموند P. Hammond (١٩٥٩-١٩٧٤)، وخامسة بريطانية بإدارة بنيت Crystal-M. Bennett (١٩٦٧-١٩٧٠)، وسادسة ألمانية بإدارة لندنر M. Lindner (١٩٧٣-١٩٧٨)، وسابعة فرنسية بإدارة لارشه F. Larché  (١٩٧٨-١٩٧٩)، كما شارك فوزي زيادين ومحمّد مرشد خديجة ممثلين لمديريّة الآثار الأردنيّة في بعض تلك الأعمال.

ويتحكّم «وادي موسى» منذ الأزل في طوبوغرافيّة البتراء وعمرانها وتطوّرها، فالشارع الرّئيس المعمَّد في وسط المدينة يرجع إنشاؤه إلى القرن الثالث ق.م، وكان ترابياً مفروشاً بالحصى ثم جُدِّدَ وبُلّطَ أواخر القرن الأوّل الميلادي، وهو يقع قرب الضفة اليسرى للوادي وينتهي ببوّابة من ثلاثة أجزاء - تسمّى البوّابة الثلاثية - تحجب المنعطف المفضي إلى الساحة المقدّسة المجاورة لمعبد «قصر البنت» والتي يبلغ طولها زهاء مئتي متر، وكانت معظم المباني في المدينة تمتدّ على التلال على جانبي هذا الشارع الذي يبلغ طوله نحو ألف متر وعرضه زهاء ستة أمتار، وكان يستخدم كذلك سوقاً. وللمدينة أسوار تعود إلى العهدين النبطيّ والبيزنطيّ مازالت أجزاء منها قائمة، فثمة سوران متوازيان في الجهة الشماليّة منها يمتدان من قبر فلورنتينوس Sextius Florentinus الحاكم الرّوماني للولاية العربيّة Provincia Arabia والمدفن الملكي/مدفن القصر قرب الحافة الغربية لجبل «الخُبثة» شرقاً إلى ضفة وادي التركمانيّة غرباً، فيصل الأعلى منهما الذي يبلغ عرضه نحو مترين - وهو نبطيّ - إلى «معلاة كونواي» Conway High Place، ثم يتجه إلى الجنوب الغربي ليلتقي السور الأدنى -وهو بيزنطيّ- ثم يتابع السّورُ الموحّد مسيره حتى نهايته قرب الضفة الشرقيّة لوادي موسى. وهناك سور بيزنطيّ في الجهة الجنوبيّة من المدينة يبدأ من الضفة الشرقية لوادي النّمير غرباً وينتهي على مقربة من المسرح المدرّج شرقاً.

المدرج بالمدينة

ويمكن توزيع المعالم الأثريّة في البتراء على ثلاثة أنواع:

أحدها: المدافن: هي أوّل ما يلفت نظر الزّائر لجمال مظهرها وإتقان صنعها وكثرة عددها وتوزّعها في المدينة وما حولها، وأنواعها ثلاثة: القبور المجوَّبة في الصخور وهي منتشرة في المدينة، وأبرزها مدافن الجَرّة و عُنيس والقصر والحرير؛ والقبور الصهاريج التي يتجاوز عددها خمسة وعشرين كتلك التي في باب السيق؛ والمدافن ذات الواجهات كخزنة فرعون والدّير.

وثانيها: المنشآت الدينيّة، وأهمها: المعابد والمذابح والمعليات المخصصة للعبادة، والرموز الدينية؛ وهي كثيرة تملأ المدينة وضواحيها، وفي ممرّ السيق عدد وفير منها، وتشمل هذه الرموز الأنصاب المستطيلة المنحوتة بشكل ناتئ في الكوى niche، ويُمثّل معظمها ذا الشرى من دون أن تتخذ مثالاً بشريّاً؛ والمسلاّت المنحوتة التي يغلب أن تُزخرف في أعلاها بزهرة الزنبق، وتسمّى الواحدة منها «ن ف س= نَفْسٌ» بالنبطيّة؛ لأنها كانت –فيما يبدو- تمثّل شواهد قبور أو أنصاباً تذكارية للموتى.

أعمدة البوابة

وثالثها: المنشآت العامة التي لم تُبقِ منها الكوارث سالماً أو ظاهراً إلا القليل؛ وأهمها المسرح المدرّج، و«معلاة كونواي» التي سمّاها ألبرايت W . F. Albright باسم «كونواي» زميلته في التنقيب عام ١٩٣٤، وتقع في نهاية الطرف الغربيّ من سور البتراء الشماليّ حيث تقود درجات منحوتة في الصخور الصاعدَ في الجزء الغربيّ من الموقع إلى منصّةٍ حجريّة ظنّ الباحثون في البداية أنها كانت قاعدة مذبح، وقد تبيّن للجيل اللاحق منهم أن وصفها بـ «المعلاة» خطأ لأنها ليست منشأة دينيّة بل دفاعيّة؛ ذلك أنّ بقايا السّور الدّائريّ المحيط بالموقع تشير إلى أنه كان حصناً لحماية البتراء من جهة الشمال في العصر الهيلينستيّ.

السِّـيق:

أوّل ما يواجه المرء في طريقه من جهة الشّرق إلى مدخل المدينة المسمّى «باب السِّيق» ثلاث كتلٍ ضخمة متجاورة مقطوعة من الصخور تنتصب بشكل المستطيلات الهندسيّة على يمين الطريق يُظنّ أنها نصب تذكاريّة دفنيّة وإنْ كان البدو يُسمّونها «صخور الجان» أو «الصهاريج» لأنهم يظنّون أنها كانت خزانات للمياه. ويقابلها على يسار الطريق مدفن المسلاّت الذي يتألّف من قاعة كبرى منحوتة في كتلة صخرية ضخمة تحوي خمسة قبور وعلى سطحها أربع مسلاّت - وهي أعمدة منحوتة على شكل الهرم يصل ارتفاعها إلى سبعة أمتار- يبدو أنها تشبه اليوم من حيث دلالتها شواهد القبور، وينوب تمثالٌ عن مسلّة خامسة تمثّل القبر الخامس، ويرجّح ذلك نقش ثنائيّ اللغة بالنبطيّة واليونانيّة على صخرةٍ تقابل المدفن على الجانب الآخر من الطريق؛ إذ يذكر كاتبه أنه أقام نصباً تذكاريّاً له ولذرّيّته وما يلبث المرء أن يصل بعد اجتيازه مدفن المسلات بقليل إلى موقع مرتفع يصعد إليه بدرجاتٍ يُدعى «المِدْرَس» قيل إنه كان معبداً خاصاً بإحدى الأُسر النبطيّة، ولكن أهميته ترجع إلى نقش نبطيٍ نذريّ فيه مقدّم إلى ذي الشرى «إله م د ر س ا»، مما يعني أن الاسم النبطيّ لهذا الموقع ظلّ حيّاً إلى اليوم.

والظاهر أنّ الأنباط أقاموا عند مدخل «السِّيق» سدّاً يمنع مياه السيل الذي ينشأ بعد مطرٍ غزيرٍ مفاجئ من الاندفاع إلى وسط المدينة فيتمّ بذلك تحويل المياه من خلال نفق حفروه عبر التلال باتجاه الشمال ما يزال قائماً باسم «المُثْلِم» إلى اليوم، ويتكرر هذا الهطل في الزمن الحاضر مما دعا إلى تجديد السدّ. وكان الطريق قديماً يمرّ على جسرٍ أُقيم فوق السد حتى يبلغ مدخل ممرّ السِّيق الذي تقول الحكاياتُ الشعبية إنه نشأ بضربةٍ في الصخر من عصا موسى عليه السلام، وهو ممر متعرّج كان مبلّطاً بالحجر الكلسي، يتجاوز طوله كيلومتراً واحداً، ويتسع عرضه إلى أربعة أمتار، ويضيق أحياناً فلا يتجاوز المترين، ويصل ارتفاعه إلى سبعين متراً، ويحيط به جداران صخريّان يختلط فيهما اللونان الرمادي والأصفر، ولعلّ ذلك يُبيّن سبب تسميته لأنّ «الشِّيق» – بالشين المثلثة- تعني في الفصحى «الطريق الضيّق في الجبل» ثمّ تحوّلت عند العامّة إلى الصيغة المتداولة بالسِّين المهملة. وقد صقلت الأمطار أجزاء من الجدارين على مرّ القرون، وفيهما قناتان لتزويد سكان المدينة بالمياه العذبة المأخوذة من «عين موسى» وعددٍ من الينابيع من خارجها؛ أو المجموعة من مياه الأمطار في خزّانات، إحداهما محفورة في الصخور والأخرى مؤلّفة من سلسلةٍ من الأنابيب الفخّاريّة.

خزنة فرعون:

إذا وصل المرء إلى آخر أجزاء الممر -وهو أشدّها ضيقاً- فوجئ بانفراجه على ميدانٍ فسيح يبلغ طوله زهاء مئتين وخمسين متراً وعرضه زهاء ثلاثة أمتار، يتصدّره بناء رائع شاهق لا تُضاهى واجهته من حيث غناها بالمنحوتات الناتئة البشريّة والحيوانيّة والزخارف المتقنة في كل ركنٍ من أجزائها، قد نُحت في الصخور الرمليّة التي يميل لونها عند شروق الشمس إلى الاحمرار، ويسمّى هذا المبنى «خَزْنة فرعون»؛ لأنّ البدو الذين كانوا يطوفون في وادي موسى في القرون الخوالي ظنّوا أنّ الجرّة الحجريّة التي تعلوه تحتوي على كنوز فرعون. وتتألف واجهة المبنى -التي يبلغ عرضها خمسةً وعشرين متراً ويزيد ارتفاعها على أربعين متراً- من طبقتين ترتكز السفلى منهما على ستة أعمدة تنتهي بتيجانٍ ذات زخارف نباتيّة، ويرتكز الجملون- أيْ المثلّث - الذي يعلوها على أربعةٍ منها فقط، ومن زخارفه قرص الشمس محاطاً بالقرون والسّنابل وهو رمز الإلهة إيزيس، أما العليا ففيها ستة أعمدة كذلك ولكنها موزّعة بالتساوي على ثلاثة أقسام يعلو اثنين منها ضلعا جملون غير متصلتين؛ لأنّ القسم الأوسط المخروطيّ الشكل ينتهي بقبّةٍ مسقوفة بتاج على شكل فراشةٍ لتحلّ محل رأس الجملون، وفوقه الجرّة الحجريّة التي يتجاوز ارتفاعها ثلاثة أمتار. ويدخل المرء المبنى عبر بوّابة فخمة خلف الواجهة إلى قاعةٍ واسعة مستطيلة تتصل بوساطة بابين مزخرفين من الجهتين اليمنى واليسرى بغرفتين مربّعتين تحوي اليمنى منهما مشكاة غير مكتملة، وتفضي هذه القاعة إلى قاعة أخرى مربّعة تحتوي على ثلاث مشكاوات؛ إحداها في نهايتها والأخريان في الجانبين الأيمن والأيسر منها. وقد اختلف الباحثون في تحديد وظيفة المبنى وتاريخ بنائه؛ لأنّ ضرراً بالغاً أصاب المنحوتات الناتئة على واجهته وهي معتمدهم الأساسيّ في هذا الشأن، والأرجح أنه كان معبداً أقامه أحد ملوك الأنباط لآلهتهم.

الخزنة في البتراء

 

المسرح ونافورة الحوريات:

ويتابع السائر طريقه بعد الخزنة عبر طريق رمليّ يتجاوز طوله كيلومتراً واحداً - يُسمّى «السّيق الخارجي»- إلى وسط المدينة فيجد إلى الجهة اليسرى منه المسرح المدرّج الذي يرجع بناؤه – كما يقول أحد النقوش - إلى عهد حارثة الرابع (٩ق.م-٤٠م)، وتختلط في تصميمه عناصر الفنون النبطيّة واليونانيّة والرومانيّة، وفيه أربعون صفّاً من المقاعد المنحوتة في الصخر تكفي لجلوس ثمانية آلاف متفرّج، وقد لحق به دمار كبير نتيجة الزلزالين المشار إليهما من قبل. وتقع نافورة الحوريّات Nymphaeum التي تظللها اليوم شجرة سامقة شمالي الشارع المعمّد عند ملتقى وادي موسى ووادي المتاهة، والظاهر أنّ الباحثين سمّوها كذلك تشبيهاً لها بتلك التي عرفها الرومان بهذا الاسم في العصر الامبراطوري، وكانت إقامة الحوريات في الميثولوجيا الإغريقية في الينابيع والجداول والأنهار.

معبدا قصر البنت والأُسود المجنّحة:

ويلي المسرح ونافورة الحوريات معبد الأسود المجنّحة the Winged Lions شمالي الوادي، وهو يطلّ على البوّابة الثلاثيّة ويتصل بوساطة جسرٍ كان يعلو مجرى المياه بالشارع المعمّد، ويحتوي على قاعة مستطيلة وغرفة عبادة cella مربعة الشكل يتضمّن مذبحاً مرتفعاً محاطاً بالأعمدة. وقد عُثر في المعبد - الذي تُرى أجنحة الأسود ضمن الزخارف على تيجان أعمدته - على خاتم يحمل صورة إلهة تركب دلفيناً؛ ورمز الدلفين نفسه على أحد الجدران؛ ونصب من الحجر الرمليّ نُحت عليه وجهٌ أُنثويّ كُتب تحته بالنبطية: «إلهة فلان بن فلان»، فاستنتج بعض الباحثين من هذا كله ومن المقارنة بمنحوتات معبد «خربة التنّور» أنّ كلا المعبدين كانا للإلهة «اللات»، وذهب آخرون إلى أن معبد الأسود كان للإلهة «العزّى». وكان هذا المعبد قائماً في النصف الأوّل من القرن الأوّل الميلاديّ كما يتبيّن من نقشٍ مؤرّخ بعام ٢٧م عُثر عليه في المدخل، ثم التهمت النيران أجزاء منه مطلع القرن الثاني الميلادي، ولكنّه ظلّ مستعملاً بعد ترميمه حتى خرّبه الزلزال. وكُشف في موقع جنوبيّ البوّابة الثلاثية عن ثلاث غرف مقبّبة يصل ارتفاعها إلى سبعة أمتار، في جدرانها المزيّنة كوى تكتنفها أعمدة تعلوها تيجان نبطيّة، وفوقها مجرى لتزويدها بالمياه وخزّان، مما يعني أنها كانت حمّامات Thermen ذات صبغة دينيّة. ويلي ذلك «قصر البنت»؛ أيْ بنت فرعون، وهو معبد ضخم في وسط المدينة يقف على مصطبةٍ مرتفعة تفصلها بضع درجات من المرمر عن الساحة المقدّسة، وأمام مدخله مذبح لحرق البخور والضحايا الحيوانية. وفيه مَقْدِس مرتفع، وجدرانه التي يزيد ارتفاعها على عشرين متراً مطليّة من الخارج بالكلس ومزخرفة بأشكالٍ هندسيّة، وفيها منحوتات ناتئة؛ أما من الداخل فقد زينت برسوم الأزهار وأوراق الأشجار. وقد عُثر في هذا المعبد الذي كان مخصّصاً لذي الشرى على نقشين نبطيّين؛ أحدهما على حجرٍ يُذكر فيه اسم حارثة الرابع، والآخر على لوحٍ مرمريّ يرد فيه اسم خلفه مالك الثاني (٤٠-٧٠م) وزوجته شقيلة، مما ينقض الافتراض الذي يُرجع زمن بنائه إلى العهد الرّوماني.

الحبيس:

تطلّ الكتلة الصخريّة الضخمة المعروفة باسم «الحبيس» على قصر البنت شرقاً وعلى وادي «الصيغ/السيغ» غرباً، وفي القمّة الجنوبيّة منها بقايا قلعة تعود إلى زمن الصليبيين يُصعد إليها بسلَّمٍ صخريّ من الجهة الجنوبية ليجد الصاعد مبنىً فريداً لا نظير له في البتراء – وإنْ كان هناك ما يشبهه في «دَرْكُوش» غربيّ إدلب في شماليّ سورية - سمّاه الباحثون «كولومباريوم» Kolumbarium؛ إذْ قُسمت جدرانه الخارجيّة إلى كُوىً قليلة العمق تشبه المشكاوات؛ قيل إنّ الأوعية المحتوية على جماجم الموتى من الأجانب أو على رماد جثثهم كانت توضع فيها، وقيل أيضاً إنها كانت أعشاشاً للحمام؛ لأنّ تربية الحمام كانت معروفة زمن البيزنطيين. وبالقرب من هذا المبنى قبر نبطيّ يُسمّى «القبر ذا الواجهة غير المكتملة»، وإلى الشمال منه مبنى صخريّ أصبح اليوم متحفاً عُثر بالقرب منه على فخّارٍ نبطيّ يبدو أنه كان يُصنع في مشغلٍ قريب؛ وعلى منحوتات حجريّة ذات زخارف يونانيّة ورومانيّة بينها منحوت يمثل «هرقل». ويُسمّى هذا المبنى - الذي كان بيتاً نبطيّاً أو مزاراً دينيّاً - تارةً «معبد قوس قزح» لاستعمالٍ غير مألوف للحجارة ذات الأثلام الملوّنة في بنائه، وتارةً أخرى «القبر ذا النوافذ» لوجود خمسٍ من الفتحات المتقنة فوق بوّابته لدخول الضوء؛ وهو أمرٌ نادر في العمارة النبطيّة.

 المـدافـن:

أمّا المدافن المنحوتة في الصخور فمعظمها عند الحافتين الغربيّة والجنوبيّة لجبل «الخُبثة» شماليّ السّيق الخارجيّ يصل المرء إليها بوساطة بضع درجات قرب المسرح، ويبدو أنّ بعضها كان لملوك الأنباط، وأهمها مدفن يُسمّى «الجَرّة» لوجود جرّة حجريّة أعلى واجهته؛ ويسمّيه البدو «المَحكَمة» لأنهم يظنّون أنّ الأقبية أسفل الساحة أمام القبر كانت سجناً لأولئك الذين يُحاكَمون، والمدفن الكورنثي الذي سُمّي كذلك لنمط تيجان الأعمدة فيه، ومدفن الحرير/المدفن الملوّن ذو الواجهة المتعدّدة الألوان، والمدفن الملكي/مدفن القصر، ومدفنٌ ضخم يحوي أحد عشر قبراً عُثر فيه على نقشٍ نبطيّ قصير طُمس آخره؛ وفحواه: «ع ن ي س و = عُنيس أخو شقيلة ملكة الأنباط»، فاستنتج الباحثون منه أنّ بعض تلك المدافن كان لملوك الأنباط وحاشيتهم؛ لأنّ عُنيس المذكور كان وزيراً يعاون شقيلة أثناء وصايتها على ابنها الملك رب إيل الثاني (٧٠-١٠٦م)، وخمّنوا أنّ مالك الثاني دُفن في مدفن «الجَرّة» أو في المدفن الكورنثي؛ وأنّ رب إيل الثاني وأسرته دُفنوا في المدفن الملكي، ويعزّز هذا الاستنتاج نقشٌ ثانٍ على لوحٍ حجريٍّ- بين المدفن الملكي وقبر فلورنتينوس الحاكم الرّوماني للولاية العربيّة- ترد فيه أسماء رب إيل الثاني وأفراد أسرته. يضاف إليها مدافن العهد الروماني، ومنها قبر فلورنتينوس الذي يذكر نقش لاتينيّ يعلو بابه المزخرف بالنّسر الرّوماني أنّ ابن الحاكم بناه لأبيه عام ١٣٠م، ومدفن الجندي الرّوماني في وادي فَرَسَة الذي نُحتت في واجهته أشكال تمثّل ثلاثة من الجنود الرومان بلباسهم المعروف. وثمة مدفن إلى الشمال من قبر فلورنتينوس يُسمّى «بيت دورثيوس» Dorotheos Haus نسبة إلى صاحبه الذي نُقش اسمه بالخطّ اليونانيّ مرّتين على مقعدٍ حجريٍ في إحدى غرفه، وفيه مذابح وخزّان مياه، ويصعب تحديد العهد الذي ينتمي إليه. وبالقرب من هذا البيت موقع يُعرف - بسبب الصلبان المحفورة في جدران بعض مقابره – باسم «مُغر (أيْ مَغارات) النّصارى»، ويضمّ كذلك مذابح وخزانات مياه. يُضاف إلى تلك المدافن «قبر التركمان/التركمانيّة» Turkmaniye Tomb في وادٍ غربيّ السّور الشماليّ يحمل هذا الاسم، وترجع أهمية المدفن - الذي شوّهت عوامل التعريّة الجزء العلويّ من واجهته - إلى أنّه الوحيد في البتراء الذي يحمل نقشاً نبطيّاً، ويصف كاتبه في خمسة أسطر أجزاء المدفن النبطيّ، ويشير إلى أوجهٍ من ديانة الأنباط .

مقابر الملوك

المـذابـح:

أمّا جبل المذبح فقد سُمّي كذلك لوجود مذبح للأضاحي في أعلاه يُسمّى «المعلاة الكبرى» The Great High Place - أيْ المكان المرتفع – (ويُسمّى كذلك Robinson’s High Place)، ويصعد المرء إليه من الشرق وهو قادم من السِّيق من المنطقة المجاورة للمسرح أو من الشمال الغربي من وادي فَرَسة حيث يجد في طريقه مسلّتين حجريّتين يصل ارتفاع كلٍ منهما إلى ستة أمتار؛ ونقشاً ورد فيه اسما العزّى وذي الشّرى «ربّ البيت». ويبلغ ارتفاع الجبل زهاء مئتي متر، ويُشرف على منطقة المدافن المنحوتة وعلى السِّيق الخارجي، وقد هُيّئ هذا الضرب من المذابح أيْ «المعلّيات» بتسوية سطح الجبل وإزالة الصخور الزائدة لإقامة الوسائل التعبديّة، وهناك منصّة تلتفّ على ثلاثة جوانب لتشكّل مستطيلاً طوله نحو خمسة عشر متراً وعرضه نحو ستة أمتار، وترتفع منطقة المذبح التي تشغل الجانب الغربي قليلاً عن قاعها، وتشمل مذبحين: أحدهما منبسط محفور بشكل مستطيل على السطح، والآخر ذو أُخدودين دائريين ينتهيان إلى مجرى دونهما مما يعني أنه للأضاحي، وهو يعلو حُجرةً صغيرة لحفظ الأدوات، وإلى الجوار مقاعد منحوتة في الصخور ومصاطب مرتفعة وخزّان كبير منحوت للمياه وأجرانٌ متعدّدة لعملية التطهّر الديني.

ويرى الزائر على أطراف الدّرب الفاصل بين جبل المذبح ووادي فرسة معالم تستحق الذكر، وأهمّها مَعْلم تختلط في جدرانه الصخريّة الخارجية الألوان البيضاء والحمراء والرّماديّة التي تزداد تألّقاً عند غروب الشمس؛ ولذا سُمّي «القاعة الملوّنة»، وفي داخلها المربّع الفسيح – الذي تزيد مساحته على مئة مترٍ مربّع - ومشكاوات متعدّدة محفورة في جدرانها الداخليّة يتقدّمها صفوفٌ من الأعمدة مما جعل الباحثين يُسمّونها أيضاً «قاعة الأعمدة»، وربما كانت مدفناً لملكٍ نبطيّ، غير أنّ وجود المصاطب الثلاثيّة الحجريّة في جوانبها يدلّ على أنها كانت قاعةً للولائم التعبّديّة التي تعني عند الأنباط المشاركة بين الآلهة والناس بتناول الطعام. ويليه «معلم البستان/الحديقة» الذي دُعيَ كذلك لكثرة نباتات الغار والحشائش قرب مدخله المحميّ بواجهةٍ محمولة على أربعةٍ من الأعمدة، ثمّ «معلم الأسد» وهو منحوت بارز في الصخر لأسدٍ يتجاوز طوله أربعة من الأمتار وارتفاعه ثلاثة، ويقال إنّ الماء الذي كان يتدفّق من فمه خرّبَ قسماً كبيراً من رأسه. ويتجه الزائر منه جنوباً حتى يصل إلى «مَعْلم عُبادة» على طرف وادي النّمير يتألّف من حجرتين منحوتتين أسفل كتلةٍ صخريّة ضخمة بجوار بئر، ويظهر أنّ تمثالاً لعبادة الثاني ملك الأنباط كان في مشكاةٍ في إحدى الحجرتين، والدليل على ذلك نقشٌ نبطيّ هناك - وهو يشير إلى تأليه هذا الملك بعد مماته - يقول كاتبه: «هذا هو تمثال الإله عبادة.. الذي أُقيم في السنة ٢٩ من عهد حارثة مُحبّ شعبه»؛ أيْ عام ٢٠م.

الـدَّيْـر:

يُعدّ «الدَّيْر» الذي يقع في نهاية الطرف الغربي من وادٍ بالاسم نفسه غربيّ البتراء من المعالم الأثريّة الكبرى، ويمرّ الصاعد إليه من وراء المتحف بوساطة سلَّمٍ منحوت في الصخور بمَعْلمٍ رومانيّ يُدعى «مَعْلَم الأسود» لوجود أسدين منحوتين متقابلين تآكلا بعوامل التعريّة على جانبي مدخله؛ ثم بقاعةٍ تحتوي على مقعدين حجريين متقابلين يزين واجهتها ثلاثُ جرارِ منحوتة؛ وإلى اليسار نصب حجريّ للإله ذي الشرى، حتى يصل إلى واجهة شبيهة من حيث تصميمها المعماري بمبنى «الخزنة»؛ وهي تفوقها ضخامة -إذ يبلغ عرضها نحو خمسين متراً- ويتجاوز ارتفاعها أربعين متراً لكنها لا تبلغ مبلغها من الجمال؛ لأنها تكاد تخلو من المنحوتات والزخارف، وقد أُطلق على هذا المبنى - الذي كان فيما يبدو معبداً أو مدفناً نبطيّاً يعود إلى منتصف القرن الأول الميلادي ولا يضمّ في داخله سوى قاعة كبرى - اسم «الدير» لوجود صلبانٍ محفورة على جدرانه الخلفية تعود إلى العهد البيزنطيّ.

أمّ البيارة:

أمّا موقع «أمّ البيارة» الذي يرتبط اسمه ببداية تاريخ الأنباط فهو في قمة الجبل الذي يحمل اسمه في الجنوب الغربي من المدينة ولا يصل المتسلِّقون إليها إلا بعد نصف ساعة من المشقّة، وقد عثر المنقّبون فيها على أساسٍ لسور مستوطنة أدوميّة مبنيّة بالأحجار، وعلى خاتم يحمل اسم ملكٍ أدوميّ من القرن السابع ق.م. وتشير النقوش النبطيّة واليونانيّة في بناء قريب منها نُحت في الصخر يحتوي على مذبح وكوى إلى أنه كان معبداً لذي الشرى ونظيره الإغريقي زيوس، ويُبيّن وجود سبعة أحواض لتخزين مياه الأمطار سبب تسمية الجبل.

وهناك معالم أثريّة أخرى في ضواحي البتراء، ولعلّ أهمّها تلك التي في جهة الجنوب؛ إذ يرى السائر في وادي ثُغْرة وهو قادم من أمّ البيارة على يساره قاعدةً صخرية مربعة ارتفاعها متران تربض فوقها أفعى ملتفة مقطوعة في الصخر تلتفت إلى منطقة المدافن القريبة منها؛ فكأنّ هذه الكتلة الصخريّة التي تسمّى «معلم الأفعى» رمزٌ لحماية الموتى فيها، ثم يتابع السائر طريقه بضعة كيلومترات جنوباً عبر وادي صبرا ليجد هناك موقعاً فيه آثار نبطيّة ورومانيّة، أبرزها المسرح الصغير الذي يتسع لنحو ٨٠٠ متفرّج، وخزانات المياه، وبعض المعابد أو المدافن. أمّا السّائر بعد معلم الأفعى غرباً فإنه سيصل إلى «وادي وقت»/ «وادي أبو عليقة» حيث يجد على جدرانه نقوشاً نبطيّة يجاورها منحوت في مشكاة للإلهة إيزيس وهي جالسة، ثم يبلغ جبل هارون الذي يصل ارتفاعه إلى ١٥٠٠م فوق سطح البحر ويُشرف على المنطقة بأسرها، ويدلّ نصب عموديّ في أعلاه ونقوش نبطيّة مصاحبة على أنّه كان موقعاً مقدّساً عند الأنباط، ويبدو أنّ مقام النبي هارون في قمّة الجبل – وهو مبنى حجريّ يتّسم بالبساطة تعلوه قبّة – بُني في زمن الصليبيين على أنقاض مبنى بيزنطيٍّ قديم، ثم أُعيد بناؤه في عهد السلطان محمّد بن قلاوون كما يتبيّن من كتابتين بالعربية إحداهما على مدخله والأخرى عند رأس التابوت، وكان الظاهر بيبرس سبق إلى زيارته في طريقه إلى الكرك عام ١٢٧٦م.

والخلاصة أنّ زائر البتراء لن يزداد معرفةً بالجوانب المختلفة لحضارة العرب الأنباط ممثّلةً بتلك المعالم الأثريّة المتنوّعة وحسب؛ بل سيُمتّع ناظريه بواحدةٍ من أكثر المدن في الشرق القديم بهاءً وسحراً، وقد خلّدها الشاعر برغون J .W .Burgon في قصيدةٍ نظمها عام ١٨٤٥م وحملتْ اسمها فوصفها بأنها «المدينة التي برزت من الصخور كأنها من صنع ساحر، ولكنها ليست بيضاء كطهر العذارى ولا رماديّة كورع القدّيسات؛ بل هي المدينة الورديّة التي مضى عليها ألفان من السنين، فأيّ أعجوبة تطاولها ويبلغ عمرها نصف عمر الدّهر؟».

مراجع للاستزادة:

- إحسان عبّاس، تاريخ دولة الأنباط (عمّان ١٩٨٧).

- زياد السلامين، مدخل إلى تاريخ وحضارة البتراء (عمّان ٢٠٠٩).

- M. Lindner , Petra und das KÖnigreich der Nabatäer, ( Nürnberg 1983).

- J. Taylor , Petra and the lost kingdom of the Nabataeans, (London 2001).


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1053
الكل : 58492167
اليوم : 64681