الدريب (جامع-)
دريب (جامع)
-
الدريب (جامع -)
يقع في مدينة النبك على بعد ٨٠ كم شمال دمشق، في الحي الشرقي منها، مقابل الواجهة الغربية لمقبرة النبك، ويفصله عنها شارع متفرع إلى الجنوب من شارع النهر الرئيسي.
وهو من مشيدات العصر العثماني، لم يُحدّد تاريخ بنائه بدقة، ولكن تصميم الجامع المحتوي حرماً مستطيلاً يتقدمه رواق شمالي يشير إلى الطراز العثماني المبكّر، ولكنه مجدد سنة ١٣٤٢هـ/١٩٢٩م.
يتم الدخول إلى الجامع من الواجهة الرئيسية الشرقية الواقعة مقابل المقبرة، من خلال مدخل مستحدث يقع بين المئذنة وواجهة الحرم، وهو باب مكوّن من مصراعين من الحديد، تعلوه مظلة خرسانية، ويعلوها لوحة التجديد الرخامية، وقد نقش فيها أربعة أبيات شعرية تؤرّخ للتجديد:
إن المساجد بالعبادة والهدى
يمحو بها أهل التقى كل الشقا
في ظل عرش الله يحشر في غدٍ
من كان فيها قلبه متعلقا
من يبنها في جنة المأوى له
بيت به جاء الحديث محققا
من رام إخلاص التقى أرخ وفا
يسعى فعمران المساجد بالتقى
سنة ١٣٤٢هـ
أما واجهة الحرم الخارجية فتضم أربع نوافذ متطاولة ومؤطرة بإطارات حجرية كلسية، ومعقودة بعقود نصف دائرية، وقد غُطّيت كل منها بشبك حماية معدني. كُسيت الواجهة كاملة برشة إسمنتية (تيرولية).
الموقع العام | الواجهة الرئيسية |
ينفتح المدخل على ممر طويل كان في الأصل مكشوفاً، لكنه حالياً مغطى بسقف خفيف من الجوائز الحديدية والألواح اللدائنية (البلاستيكية)، ويحوي في منتصفه بئراً دائرية قديمة قدم الجامع، ومحاطة بتصوينة حجرية دائرية بارتفاع ١م، ويحيط بالممر من الجهة الشمالية جدار مستحدث من البلوك الإسمنتي بارتفاع ٢م، يعلوه حاجز من الشبك المعدني بارتفاع الحرم. وينفتح من جهة الجنوب على الرواق الشمالي للجامع الذي يتكون من صف واحد من خمسة أعمدة أسطوانية تقوم على قواعد حجرية منحوتة، وتنتهي بتيجان بسيطة تحمل ستة عقود حجرية مدببة تحمل سقف الرواق الخشبي التقليدي.
الممر والرواق الشمالي |
يلي الرواقَ واجهةُ الحرم الشمالية المكونة من أربع نوافذ مشابهة تماماً لنوافذ الواجهة الخارحية، يتوسطها الباب المؤدي إلى الحرم، وهو خشبي من مصراعين، تعلوه قوس حجرية مجزوءة، تعلوها لوحة نُقش عليها الآية (١٨) من سورة التوبة:{إنَّمَا يَعمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ}، جُدِّد سنة ١٣٤٢.
والحرم مستطيل الشكل، ضلعه الطويلة باتجاه شرق- غرب، ويغطي كلاً من الحرم والقاعة سقف مستوٍ تقليدي من الخشب، يتكون من الجذوع والدفوف، وهو مؤلف من ثلاثة أروقةٍ موازيةٍ لجدار القبلة، تفصل بينها بائكتان، تتكون كل منهما من ستة عقود حجرية مدبّبة ضخمة محمولة على أعمدة حجرية أسطوانية مشابهة لأعمدة الرواق الشمالي، تقوم على قواعد حجرية منحوتة.
الحرم | عقود الحرم وأعمدته وسقفه الخشبي |
يتوسط الجدار الشمالي فوق المدخل دكة المبلغ الخشبية، وهي مربعة الشكل، محمولة على الجدار الشمالي والعمودين المقابلين للمدخل، ويتم الصعود إليها من خلال درج خشبي يجاورها من جهة الغرب. يتوسط جدار القبلة محراب الجامع القديم، وهو يتألف من حنية تتقدمها قوس نصف دائرية، وقد لُبِّس لاحقاً بإكساء خشبي وحُوِّل إلى منبر خشبي بسيط. وتمّ بناء محراب الجامع الثاني إلى اليسار منه، وهو يتألف من حنية نصف دائرية تتقدمها قوس مدببة تعلوها طاسة بسيطة خالية من الزخارف والتزيينات، تعلوها لوحة رخامية نقشت فيها الآية (١٨) من سورة الجِن: {وأنَّ المَسَاجِدَ للهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدَا}.
باب الحرم |
يلي الحرم من جهة الغرب قاعة مربعة الشكل تقريباً، يتم الدخول إليها من خلال بابين: الأول منهما يقع في نهاية الرواق الشمالي للجامع، مكون من مصراع واحد، تعلوه نافذة، تعلوها قوس نصف دائرية. أما الباب الثاني الرئيسي فهو مفتوح على الممر المؤدي إلى الخدمات، ويتوسط جدارها الشمالي، وهو خشبي يتكون من مصراعين، يعلوه ساكف حجري مستقيم، تعلوه نافذة معقودة بعقد نصف دائري. وقد خُصِّصت القاعة للصلاة في فصل الشتاء، وهي بمنزلة توسعة للجامع عند الضرورة؛ فقد فتح في جدارها الشرقي باب خشبي عريض يصلها بالحرم، ويتوسط جدارَها الجنوبي محرابٌ يتألف من حنية بسيطة في الجدار. ويلي القاعة إلى الغرب إضافات مستحدثة هي: فسحة سماوية موازية للقاعة، وميضأة حديثة.
|
المحراب القديم والمضاف |
تقوم المئذنة الحديثة على يمين المدخل، وهي تتكون من قاعدة مربعة بارتفاع الحرم، يقوم فوقها جذع مثمن، وقد فتح في الجدار الجنوبي منه باب يوصل إلى سطح الجامع، ويعلو الجذع شرفة المؤذن، وهي مثمنة الشكل تبرز عن الجذع، محمولة على «كرانيش بيتونية» من تسع طبقات، ويحيط بها درابزين من الحديد المشغول، تعلوها مظلة بيتونية مثمنة تحيط بجوسق مثمن مكون من ثلاث طبقات، العليا أصغرهن، وتنتهي بقلنسوة مكونة من جذعي مخروط متقابلين، يعلوها التاج المكون من ثلاث تفاحات وهلال. وقد فُتح في الضلع الجنوبية لطبقات الجوسق ثلاث فتحات، السفلى للمؤذن، والعلويتين للإنارة.
أما الوضع الإنشائي للجامع فهو جيد، لكنه بحاجة إلى الترميم؛ نظراً لوجود تشققات في بعض الجدران ناجمة عن عدم الصيانة والعزل، وتركه تحت تأثير مياه الأمطار ورطوبة الأرض خلال عشرات السنين.
عماد علي موسى
مراجع للاستزادة: - أرشيف دائرة آثار ريف دمشق، المديرية العامة للآثار والمتاحف. |
- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد السابع مشاركة :