حموي (مسجد)
-

 الحموي

الحموي (مسجد -)/جبلة

 

 

يقع مسجد الحموي في الجزء الجنوبي من مدينة جبلة القديمة، في منطقة الدريبة حي الثغرة، عند تقاطع زقاقين: الأول يتجه من الشمال إلى الجنوب، ويُعرف باسم زقاق المنصوري، في حين أنّ الزقاق الثاني يتجه من الشرق إلى الغرب نحو البحر ماراً أمام قبة العمري الأثرية.

 

أنشأ المسجد الأخوان عمر وعُثمان الحموي سنة ٧٩٩ھ/١٣٩٦م في أثناء العصر المملوكي، في عهد السلطان برقوق وولاية نائب طرابلس الأمير سيف الدين أرغون شاه ابن عبد الله الإبراهيمي؛ حين كانت مدينة جبلة تابعة إدارياً لولاية طرابلس.

تبلغ مساحة المبنى القائم حالياً ٣٣٠م٢، تتوزع على قسمين: قديم وحديث، ويتألف المخطط المعماري للمسجد من حرم الصلاة وقاعة ملحقة وميضأة ومطاهر وصحن المسجد.

يُدخَل إلى المسجد من الواجهة الشمالية عبر باب معدني مستحدث مزخرف بزخارف هندسية، يُفضي إلى دهليز بطول ٨ م، وعرض ١.٦٥م باتجاه شمال- جنوب، ويرتفع بمقدار ٠.٦م عن مستوى الشارع. وينتهي الجدار الشرقي للدهليز بباب مستحدث يوصل إلى الفناء. وتتوضع الميضأة والمطاهر المستحدثة إلى يسار الداخل إلى الصحن. وتبلغ المساحة المستحدثة ٢٢م٢، تتوسط كلّاً من جدارها الغربي والشرقي نافذة أبعادها (١.٧٥×١.٢٠م). ويتوضع الحرم الأثري على الجدار الجنوبي للصحن، وهو يرتفع بـمقدار ١.٤٥م عن مستوى الشارع.

   
   

يُدخَل من الصحن إلى حرم المسجد الذي يتخذ شكلاً مربعاً طول ضلعه ٦م وبمساحة تقارب ٣٦م٢، وباب الدخول هو فتحة مدخل من دون مصراع خشبي في الجدار الشمالي للحرم؛ بعرض تقريبي ١م، ويعلو المدخل زخرفة كتابية ضمن لوحة أثرية أبعادها (٠,٤٠×0,41م) تتضمن نصاً تأريخياً يتألف من أربعة أسطر، ذُكر فيها اسم المنشئين- وهما الأخوان عمر وعثمان الحموي- إضافة إلى تاريخ بناء المسجد. وتحمل اللوحة رنكين:

- الرنك الأول العلوي يمثّل شعاراً كتابياً للسلطان مُحاطاً بدائرة مقسمة ثلاثة أجزاء كُتب فيها تعابير تمجد السلطان المملوكي برقوق: ١- عز لمولانا السلطان ٢- برقوق ٣- عز نصره.

- الرنك الثاني السفلي يأخذ شكلاً دائرياً، وهو مقسم كذلك ثلاثة أقسام؛ الجزء العلوي منه فارغ من دون نقوش، في حين أن الجزء الأوسط يتضمن رمز الكأس؛ إشارة إلى وظيفة الساقي المسؤول عن السقاية ومد السماط للسلطان في العصر المملوكي. وتظهر الكأس ثانيةً في الجزء السفلي مع قرنين على جانبيها ومُعين (بقجة) إشارة إلى وظيفة الجمدار؛ أي: المسؤول عن الملابس في قصر السلطان في العصر المملوكي، وهو من الألقاب الوظيفية، ويُشبه هذا الرنك ذاك الذي يعلو بوابة تربة الأمير تنبك في حي الميدان بمدينة دمشق.

وعلى كل من الجدارين الغربي والشرقي للحرم نافذتان ضيقتان أبعاد كلّ منهما (٠.٧×١.٤م).

امتداد الواجهة الشرقيةكتلة المحراب من الخارجاللوحة التأريخية أعلى باب الحرم

 

يتوسط الجدار الجنوبي للحرم المحراب بعرض ١.٣م وارتفاع ١.٨م، وتجويف بعمق ٠.٥٥م، تعلوه صدفة معقودة بعقد منكسر، ويمتاز هذا المحراب ببروزه عن سمت الجدار الجنوبي.

غُطِّي الحرم بقبوة متصالبة، وقد بُنيت جدرانه من الحجر الرملي المحلي المنحوت بشكل جيد، تتناقص أبعادها باتجاه الأعلى، وتستند إلى أربع دعائم ركنية ضخمة.

يتوضع المدخل الأثري للمسجد في الطرف الجنوبي للواجهة الشرقية، وهو معقود بعقد حجري وتري يفتح على فراغ مستطيل يؤدي إلى صحن المسجد، أُغلِق في فترةٍ لاحقة، وهو يرتفع بمقدار ١.٤٥م عن مستوى الشارع.

تبلغ مساحة صحن المسجد نحو ١٩٦م٢، يحيط به من الجهتين الشمالية والغربية سور بارتفاع ٢م. ويظهر في الزاوية الغربية الجنوبية العلوية للحرم درج يصعد إلى السطح يتألف من ٨ درجات حجرية.

وأما الواجهات الخارجية للمسجد؛ فهي فقيرة بالزخارف والعناصر التزيينية: الواجهة الشمالية: تتضمن المدخل والنوافذ المستحدثة، والواجهة الشرقية: تتألف من المدخل الأثري المعقود في طرفها الجنوبي؛ ومن شباكين للحرم في وسطها؛ ثم شباك في طرفها الشمالي.

هلا أصلان

 

مراجع للاستزادة:

- Hala Asslan, «La Ville de Djeblé de l’époque fatimide à l’époque mamelouke, Étude archéologique, architecturale et historique», École Pratique des Hautes Études, Paris 2011.


- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد السادس مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق