الخشاش (مسجد-)
خشاش (مسجد)
-
الخشّاش
الخشّاش (مسجد -)
يقع مسجد الخشّاش داخل مدينة اللاذقية القديمة، في وسط منطقة حي الصليبة بداية حارة الشويكلة، عند زاوية تقاطع شارع أبي العلاء المعري المتجه من قوس النصر الأثريّة غرباً نحو البحر مع الامتداد الشمالي لقنطرة حارة الشويكلة الأثرية، يُقابله من الجهة الشمالية جامع الصليبة.
منظر علوي عام |
والمسجد مشيّدة تعود إلى العصر المملوكي، عمّره علاء الدين الخشاش المعري الطرابلسي، ويَعود تاريخُ بِنائه إلى سنة ٨٨٧ هـ/١٤٨٢م، وعُرِف المسجد بلقب بانيه «الخشّاش» اعتماداً على ما ورد ذكره في الوثائق الشرعية القديمة، فقد وُقِفت للمسجد أربع شجرات زيتون عميّرات، ضمن بستان عوض الواقع في محلة المحافر، وكذلك بئر ماء وناعورة وبركة مُعدة لجمع المياه وبيتان مسقوفان.
في سنة ١٩٣٩م قامت بلدية اللاذقية بشق شارع أبي العلاء المعري الممتد باتجاه شرق- غرب؛ مما تسبب بهدم قسمٍ من مسجد الخشّاش في جزأيه الشمالي والغربي، واستخدم المسجد كُتّاباً لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه، وأُغلِق في سبعينيات القرن العشرين الميلادي. وفي سنة ١٤٢٦هـ / ٢٠٠٥م جرى ترميم المسجد وتأهيله بهدف إحيائه وإظهار موقعه على نفقة بعض المحسنين كما هو مذكور في لوحة رخامية إلى يمين باب المسجد، وأُضيفت إليه قبة ومئذنة صغيرة بيتونية ذات جذع قصير خماسي الأضلاع يعلوه جوسق بطبقتين ذروته عريضة، كُتب على إحدى أضلاعها: «الله نور السموات والأرض»، وعلى ضلعٍ ثانية كُتب: «وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين»، والمسجد مُغلق حالياً، ولا تُقام فيه الصلوات.
الواجهة الرئيسية الشمالية | تفصيلة في الواجهة الغربية | الواجهة الغربية |
وللمسجد واجهتان ظاهرتان من الحجر الرملي المنحوت متوسط الحجم: واجهة شمالية تمثل الواجهة الرئيسية للمبنى يتوسطها مدخلٌ يضم باباً خشبياً ذا مصراعين تعلوه قوسٌ حجريّة وتريّة. ويعلو قوس الباب لوحة تأريخية أثرية تحوي زخرفةً كتابية نُقِش عليها بالخط الثُّلُث المتداخل النص الآتي: «بسم الله الرحمن الرحيم أنشأ هذا المسجد المُبارك الفقير إلى الله تعالى علاء الدين الخشاش المعري الطرابلسي في سنة سبع وثمانين وثمانمائة والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله»، تعلوها نافذة صغيرة معقودة بعقد مدبب ضامّ، وفوقها نجمة رباعية.
وإلى يمين الباب لوحة رخامية حديثة بيضاء اللون، ذُكِر فيها اسم المسجد ومنشئه وتاريخ هدم جزء منه سنة ١٩٣٩م، وتاريخ الترميم على نفقة الحاج علي عجيل سنة ٢٠٠٥م.
ينتهي أعلى الواجهة باثنتي عشرة شرّافة مسننة، ثُمّ قبة نصف كروية حديثة صغيرة الحجم مدهونة بالطلاء الكلسي الأبيض؛ إضافة إلى مئذنة حديثة عن يسارها سبق وصفها.
الحرم | اللوحة التأريخية فوق المدخل | الواجهة القبلية للحرم |
أما الواجهة الغربية للمسجد؛ فتتوسطها نافذتان مستطيلتا الشكل متماثلتان ومغطاتان بالمشبكات المعدنية سوداء اللون، معقودتان بعقد وتري، تتوسط أعلاهما نافذة صغيرة معقودة بعقد ضامّ مدبب، تتوضع نجمة رباعية أعلاه. ويحيط بالنافذتين وما يعلوهما عقد واسع حجري مدبب. وتنتهي هذه الواجهة بشطفة عريضة؛ لتتكامل مع البناء المجاور الملاصق، وينتهي أعلى الواجهة بأربع عشرة شرّافة حجرية مسننة.
يفتح باب المسجد على حرم ذي مسقط أقرب إلى شكل المربع بأبعاد ٨.١٣×٩.٦٥م، ومساحة ٦٧م٢، ومسجل في السجلات العقارية بـ٨٤ م٢، بعد أن كانت مساحته عند الإنشاء ٤٠٠م٢. وتغطيه قبوة متقاطعة ترتكز على أربع دعائم جدارية ركنية غير مزخرفة مبنية من الحجر الرملي.
يتوسط الجدار الجنوبي للحرم محراب حجري ذو حنية نصف دائرية معقودة بعقدٍ مُدبب يرتكز على سويريتين من الآجر المشوي المحزز، والمحراب بعمق يُقارب نصف متر، وعلى جانبيه خزانتان جداريتان مستطيلتا الشكل، تعلوه نافذة معقودة بعقد ضام مدبب، تعلوه نجمة رباعية الأضلاع. والمحراب وما يحيط به موضوع ضمن قوصرة معقودة بعقد مدبب يرتكز على دعامتين ركنيتين. أما الواجهة الداخلية الشرقية فهي مصمتة.
هلا أصلان
مراجع للاستزادة:
- هلا أصلان، دراسة ميدانية لجامع الخشاش (٢٠١٨م).
- أرشيف الوثائق القديمة، مديرية أوقاف اللاذقية.
- المجلد : المجلد السادس مشاركة :