جلال دين حسن (جامع امام)
-

 جلال الدين حسن

 جلال الدين حسن (جامع الإمام -)

 

يقع جامع الإمام جلال الدين حسن على سفوح «قلعة القدموس» الجنوبية في الحي القديم والسوق التجاري لمدينة القدموس القديمة التابعة لمنطقة بانياس، على بعد عشرين كيلومتراً من مدينة بانياس شرقاً، ويجاوره مقام الداعية محمد أبو المكارم المتوفَّى سنة ١٠٣٦هـ/١٦٢٧م.

منظر عام للجامع

واجهة المدخل الرئيسية

يُعرف الجامع باسمين: الأول «جامع القدموس» نسبةً إلى البلدة التي بُني فيها؛ لأنّه الجامع الوحيد في البلدة حتى العصر العثماني، والاسم الثاني هو «جامع الإمام جلال الدين حسن» نسبةً إلى الشخص الذي أمر ببنائه في العصر الأيوبي في سنة ٦٢٨هـ/١٢٣٠-١٢٣١م، كما تُشير إلى ذلك زخرفة كتابية منقوشة على الجانب الأيمن من الباب الرئيسي للجامع: «بسم الله الرحمن الرحيم/ أمر بعمارة هذا الجامع المبارك/ جامع الإمام حسن جلال الدين/ الداعي الأجلّ جمال الدين بن شمس الدين سنة ٦٢٨هـ». ويتألف الجامع من حرم مستطيل وصحن خارجي، وقد نُقِشت على جدرانه عدة نصوص كتابية تعود إلى حقب زمنية مختلفة، منها نص تشييد في المدخل: «بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمارة هذا الجامع المبارك الموالي الأصحاب نجم الدين وشمس الدين أعزَّ الله نصرهما».

 

اللوحة التأريخية

تتألف بوابة الدخول من قسمين: الأول داخلي يتألف من بابٍ ذي مصراعين يعلوه قوس وترية، تعلوها زخرفة كتابية تعود إلى العصر العثماني، مؤلفة من ثلاثة أسطر، أسفل كل سطر خط، مع زخرفة على الجوانب، ابتدأ السطر الأول بالبسملة تليها الآية الثامنة عشرة من سورة التوبة: «بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّه﴾ جدد (...غير مقروءة) عمارة هذا المسجد المبارك». يعلو هذه الكتابة في الوسط زخرفة على شكل مربع تتضمن كتابة (ما شاء الله). أمّا القسم الثاني الخارجي فيتألف من عقد مدبب مرتفع تعلوه نافذة ضيقة مستطيلة الشكل، وإلى يساره نافذة معقودة بعقد وتري.

 

لوحة التجديد أعلى المدخل

وثمة لوحة رابعة من الجهة الشرقية للمدخل، منقوش عليها أمر بنائه واسم الداعية «جلال الدين»: (بسم الله الرحمن الرحيم أمر بترميم هذا الجامع المبارك المولى نجم الدين بن شمس الدين).

 

لوحة زخرفية كتابية

يُفضي المدخل إلى الحرم المؤلف من ثلاثة فراغات تغطيها قبوات حجرية متصالبة ترتكز على دعائم جدارية حجرية، ويبلغ طول الحرم ٢٢م وعرضه ١٢م بارتفاع ٨ م، وجدرانه مبنية من الحجارة الكلسية بسماكة تبلغ نحو ٢م، يتوسط الجدار الجنوبي محراب بسيط تعلوه الآية ٣٧ من سورة آل عمران: ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ﴾، وعلى الجدار الداخلي الشرقي للحرم كُتب جزء من الآية ١٠٣ من سورة النساء: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).

 

حرم الجامع

 

القسم الشمالي الغربي من الحرم

المنبر والمحراب 

ومئذنة الجامع مبنية من مداميك الحجر الكلسي بسماكة ٤٠ سم وارتفاع ١٥ م، وبابها منخفض بارتفاع ١.٣٠م. يُوصَل إلى الشرفة العلوية بصعود درج داخلي يتخذ الشكل الحلزوني مكون من ٤٤ درجة حجرية، وتتخذ المئذنة من الخارج شكلاً مثمناً، تحيط بأعلاها شرفة حجرية ذات درابزين بسيط بارتفاع يُقارب المتر، يعلوها جوسق بسيط مغطى بقبة صغيرة نصف كروية متوّجة بالهلال المعدني؛ إضافة إلى نوافذ صغيرة تتوضع في جدران المئذنة تستخدم للتهوية والإضاءة.

المئذنة

وذكر المؤرخ الفرنسي دوسو الذي عمل قنصلاً في سورية سنة ١٢٣١هـ/١٨١٥م: (في بلدة القدموس جامع قديم فيه ثلاث لوحات كتابية، الأولى تتوضع على باب الجامع الذي يُفضي إلى الشارع الرئيسي؛ ذُكِر فيها: أمر بعمارة هذا المسجد المبارك جمال الدين بن شمس الدين، إضافة إلى زخرفةٍ كتابيةٍ غير مثبتة نُقِش عليها: «عمّر هذا السدّ المناري علي ومصطفى أولاد الشجاع»)، وهي الأسرة التي نسبت إليها قرية «كهف الجاع» المجاورة.

هلا أحمد أصلان

مراجع للاستزادة:

- M.Van Berchem, Épigr. Des Assassins, JA, 1897, I, p. 495.

 


- المجلد : المجلد الخامس مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق