خوبان (جامع)

-

خوبان (جامع -)

يقع جامع خوبان في مدينة دمشق خارج أسوارها الشمالية في منطقة العقيبة؛ حارة السُمَّانة؛ شرق مبنى المصالح العقارية؛ على شارع يتعامد مع زقاق تحت المئذنة يصل شمالاً إلى مسجد السمرقندي وجنوباً إلى مسجدي عبد الله العمري والنوفرة.

وهو مشيّدة عثمانية، مسقطه العام شبه مربع، يتضمن حرماً وصحناً وميضأةً ومطهرةً ودكاكين متعدّدة عن يمين مدخله ويساره. وواجهته الرئيسية شرقية تحوي شباكي حرم الجامع في قسمها الجنوبي، وثلاثة دكاكين يتوسّطها مدخل الجامع في قسمها الشمالي. والشباكان خشبيان مستطيلان ومتماثلان ذوا إطار حجري بازلتي أسود معقود بعقد وتري ومغطيان بالمشبكات المعدنية. أما المدخل فواجهته مبنية من الحجر المشهّر (طحيني وسماقي)، وله باب خشبي ذو زخارف هندسية؛ معقود بعقد حلية من أجزاء دوائر متعاكسة ومتناظرة، مماثل لعقد مدخل رباط أبي البيان من العصر العثماني المتأخر.

منظر خارجي عام

تعلو المدخل مئذنة خشبية جميلة مغطاة باللياسة الكلسية، تبدأ بجذع مربع يصل إلى ارتفاع ٨.٥م تقريباً، ثم يصبح مثمناً بارتفاع نحو ٢.٥م وذلك عبر مثلثات هرمية في الأركان. ثم تأتي شرفة المؤذن الخشبية المثمنة البارزة والتي ترتكز على عدة صفوف من المقرنصات الخشبية البديعة. وللشرفة درابزين خشبي بزخارف هندسية مفرّغة، جُعل في أركانه الثمانية أعمدة خشبية تحمل مظلة مثمنة وبارزة، يعلوها جوسق مثمن تزيّنه ثماني نوافذ مصمتة ومعقودة بعقد وتري، ينتهي بقلنسوة مخروطية هرمية مغطاة بالألواح المعدنية ومتوّجة بالهلال.

الموقع العام

يفتح باب المدخل على دهليز ضيق يؤدي في نهايته إلى صحن الجامع ذي المسقط المستطيل، وقد جُعل على واجهته الشمالية بدءاً من الغرب ميضأة فمطهرة ثم غرفة صغيرة مربعة ودرج يُصعد به إلى طابق علوي مستحدث يحوي سدة وغرفة ومطهرة. وينصّف الواجهة الغربية للصحن مدخل آخر للجامع له باب ذو مصراعين. أما الواجهة الجنوبية للصحن (واجهة الحرم الشمالية) فقد جُعل أمامها رواق مغطى بسقف مستحدث يرتكز على خمسة أعمدة أسطوانية معدنية، وهذه الواجهة مبنية من مداميك الحجر البازلتي الأسود ينصّفها تقريباً محراب بسيط ذو حنية نصف دائرية، يوجد على يمينه ثلاثة شبابيك خشبية مستطيلة متماثلة ومعقودة بعقد وتري ومغطّاة بالمشبكات المعدنية، وكذلك على يساره ثلاثة شبابيك مماثلة يتوسطها مدخل الحرم المعقود أيضاً بعقد وتري يعلوه شباك مربع صغير.

مسقط الطابق الأرضي

ولمدخل الحرم باب خشبي ذو مصراعين يفتح على قاعة الحرم ذي المسقط المستطيل، وهي مغطّاة بسقف خشبي تقليدي؛ مدهونة بالطلاء الأبيض، وتتضمن رواقين موازيين لجدار القبلة: شمالي وجنوبي؛ تفصل بينهما بائكة من أربعة عقود مدبّبة ترتكز على ثلاث دعائم وسطية ودعامتين جداريتين، ويتوسّط الواجهة الشمالية للحرم درج يُصعد عبره إلى سدّة خشبية تغطي كامل مساحة رواق الحرم الشمالي. أما الواجهة الشرقية للحرم فهي تحوي شباكين متماثلين سبق وصفهما في الواجهة الخارجية،

المقطع أ أ	الواجهة الشرقية

 وكذلك الواجهة الغربية فإنها تحوي أيضاً شباكين متماثلين في جزئها الشمالي، أما الواجهة الجنوبية فهي خالية من العناصر المعمارية والزخرفية ولا تحوي سوى محراب ذي حنية نصف دائرية ومعقودة بعقد نصف دائري، قد جُعل له إطار رخامي زخرفي ملون حديث. وعلى يسار المحراب خزانة جدارية مستطيلة للمصاحف، ومنبر الحرم خشبي بالكامل؛ جُعل في الزاوية الجنوبية الغربية، وقد ارتفعت أربعة أعمدة خشبية في أركان جلسة الخطيب حوت أربعة عقود بينها؛ تحمل ذروة هرميّة طُليت باللون الأخضر، وتوّجت بالهلال.

المدخل العام	القسم العلوي من المئذنة
شباك شرقي	المنبر

جمال كبريت

مراجع للاستزادة:

- يوسف بن عبد الهادي، ثمار المقاصد في ذكر المساجد، الذيل لأسعد طلس (مكتبة لبنان، بيروت ١٩٧٥م).

- قتيبة الشهابي، مآذن دمشق (وزارة الثقافة، دمشق ١٩٩٣م).