داريا
داريا
-
¢ داريا
داريا
داريا Darayya مدينة في الغوطة الغربية تبعد عن دمشق نحو 7كم باتجاه الجنوب، وترتفع نحو650م عن سطح البحر، تتوضّع ضمن سهل فسيح ذي تربة خصبة يرتوي من أحد فروع نهر بردى، وأحد فروع نهر الأعوج.
جاء اسم داريا من اللغة الآرامية بمعني الدور أو المساكن (الياء علامة الجمع، والألف أداة تعريف)، وربما كان الاسم مستمداً من دورويو؛ ومعناه: المذرّون (من تذرية الحبوب في البيادر)، وقد ظل يستخدم كذلك خلال العصور الكلاسيكية حيث ذكرته المصادر الكلاسيكية المتأخرة، ومنها رسالة أرشمندريت كنيسة الولاية العربية سنة ٥٧٠ م والموجهة إلى الأساقفة الأرثوذكس؛ إذ كان الموقع مقراً لعدد من الأديرة المسيحية التي سكنها آل جفنة، وهم ملوك العرب الغساسنة، المرتبطون بالدولة البيزنطية والذين قدموا من جنوبيّ الجزيرة العربية، وناصروا الدين الجديد، وبشّروا به على المذهب اليعقوبي. وبعد ظهور الإسلام سكنتها بعض القبائل العربية من عنس وخولان، ونزل بها بعض الصحابة والتابعين. وجامعها القديم مشهور في وسطها، وفيها ضريح حزقيل، وفيها مقام الصحابي الجليل بلال الحبشي. وفيها أيضاً قبر أبي مسلم عبد الله بن ثوب الخولاني، وهو من كبار التابعين، وقيل أيضاً: قبر خليفته وابن عمه أبي إدريس الخولاني. وفيها أيضاً قبر أبي سليمان عبد الرحمن بن عطية الداراني، وهو من كبار تابعي التابعين، دُفن قبلي القرية في سنة 221هـ/835م.
وفي العصر السلجوقي أيام مجير الدين آبق نزل الصليبيون على داريا سنة 553ه....ـ/1158م، فأحرقوها ونهبوها، ورحلوا بعد أن أحرقوا جامعها القديم عند ضريح الداراني. وفي سنة 565هـ/1169م أمر السلطان نور الدين محمود بن زنكي بعمارة جامع داريا القائم اليوم، وجعله وسط القرية، وعمّر مشهداً لضريح الداراني عليه قبّة.
مخططات لخمسة مدافن مكتشفة في داريا |
مخطط مدفن جنوبي داريا قرب قناة الإوز |
قدمت داريا قبل عدة عقود بعض اللقى الأثرية التي تعود إلى العصر الروماني، ومنها تمثال اكتشف في البلدة القديمة، وهو منحوت من الحجر الرخامي المائل إلى الصفرة، ويمثل امرأة تحمل طفلها الرضيع في حضنها. هناك تمثال آخر يمثل إيروس[ر]؛ إله الحب عند الإغريق الرومان، وأيضاً عثر على حجر لفصل حدود الملكيات الزراعية بين أراضي داريا وبلدة المزة، ويعود تاريخه إلى القرن الرابع للميلاد. وثمة قنوات للري تنسب إلى العصرين الروماني والبيزنطي، كانت ما تزال مستخدمة حتى فترة قريبة، وأهمها قناة الإوز القادمة من صحنايا إلى بلدة سبينة عبر داريا. لكن أعمال المسح والتنقيب الأثري الأهم لمنطقة داريا أجرتها بعثة دائرة آثار ريف دمشق، وذلك بين ٢٠٠٥ و ٢٠١٠، وتمكنت من التعرف إلى تل أثري، يقع عند نبع شواقة، إلى الجنوب من داريا وإلى الغرب من بلدة صحنايا، يعود تاريخه إلى العصر البرونزي وعصر الحديد، وهو أقدم أشكال الاستيطان في المنطقة. كما كشفت البعثة عشرة مدافن داخل البلدة القديمة وفي أراضي داريا الجنوبية المجاورة لبلدة أشرفية صحنايا.
مخطط المدفن الإفرادي |
- المدافن: وهي من النوع البسيط، تسعة منها جماعية، وواحد قبر فردي، ويمكن تصنيف هذه المدافن وفق ثلاثة نماذج: النموذج الأول - والأكثر شيوعاً- هو من نوع المدافن الجماعية (النواويس)، التي حُفرت في تربة قاسية من نوع (الكونغلوميرا) أو من الصخر الكلسي، وهي نواويس تتكون من حجرة على شكل مغارة مقببة يبلغ قطرها نحو ٣.٥م، تتوضع على عمق يزيد على المتر عن سطح الأرض، ارتفاعها نحو٢٠٠سم، لها مدخل، أبعاده نحو ٨٠×١٠٠سم، ليس له اتجاه ثابت، كان يغلق بألواح حجرية. يجري النزول من المدخل - عبر درجة أو اثنتين- إلى بهو المدفن الذي ينخفض مستواه نحو المتر عن المدخل، وهو ذو شكل مربع أبعاده نحو ٢٠٠× ٢٥٠سم، تتوزع حوله ثلاث معازب تعلوها أقواس، في كل معزبة قبر واحد طوله نحو ٢م، وعرضه ١م، وينفرد أحد المدافن بوجود قبرين في إحدى معازبه.
يحتوي كل قبر على عدد من الهياكل العظمية(٤-٨هياكل) توضع بعضها فوق بعض، أو جمعت العظام – أحياناً- في زوايا كل قبر لوضع الجثث الجديدة. وليس ثمة اتجاه ثابت للرأس أو للقدمين. أما وضعية الدفن فهي تسجية الجثة على الظهر، والرجلان واليدان ممدودة في معظم الحالات، وقد أظهرت بعض المسامير المكتشفة أن بعض حالات الدفن كانت تجري بدفن التابوت مع الجثة التي بداخله. وتعود الهياكل إلى ذكور وإناث من البالغين والأطفال.وضعت مع الأموات مرفقات جنائزية متنوعة يحتاج إليها الميت في حياته الأخرى، ومنها بعض الأواني الزجاجية والفخارية كالأكواب والصحون، والمدامع والتمائم، ومنها مقتنيات شخصية للميت، كالحلي والجواهر (أقراط وخواتم وأساور وعقود وخرز وقلائد وخلاخل)، التي صُنعت من مواد مختلفة، منها: الذهب والفضة والبرونز والحديد والزجاج والعاج.
مدفن جماعي | مدفن إفرادي وتظهر على جدرانه بقايا آثار الحرق |
وقد عثر على نثرات أقمشة (ربما صنعت من الحرير) ملتصقة ببعض قطع الحلي، كما عثر في أحد القبور على مسامير تابوت خشبي؛ مما يشير إلى حالة دفن الميت مع تابوته. ومن المعتقد أن كل مدفن من هذه المدافن كان يخص عائلة كبيرة، (حلقة أولى وثانية من القرابة)، ظلت تستخدمه فترة طويلة امتدت من القرن الثالث حتى أواخر القرن السادس للميلاد.
خرز |
النموذج الثاني: وهو قبر عادي إفرادي يعود تاريخه إلى القرن الأول أو الثاني للميلاد، وقد كان مجاوراً لأحد المدافن الجماعية، اتجاهه من الشرق إلى الغرب، بني بإتقان من ألواح مشذبة من الحجارة الكلسية القاسية، أبعاده ٢× ١× ١م، ويتألف الغطاء من لوحين حجريين تركت بينهما فتحة عرضها ٢٥سم.
وقد تبين أنها من حالات الدفن الاستثنائية؛ إذ جرى تسجية الجثة على الظهر، ثم غطي القبر باللوحين الحجريين، وأشعلت النار فيها عن طريق سكب كمية من الزيت عليها عبر فتحة الغطاء، ولكن الجثة لم تحترق احتراقاً كاملاً، بسبب ضيق المكان وكثافة الدخان، بعد ذلك رُدِم القبر بالأتربة. والملاحظ أنه لم يوضع أثاث جنائزي مع الجثة على الرغم من العثور على بعض الحلي المعدنية - ومنها ما صنع من الذهب - التي كان يرتديها المتوفى، وهو هنا امرأة، من الواضح أنها من علية القوم.
ومن المتوقع ألا يكون الحرق بهذه الطريقة ناجماً عن اتباع طقوس دينية موروثة بقدر ما يمكن أن يكون اختياراً إجبارياً لُجئ إليه بسبب الموت الذي قد يكون ناجماً عن مرض أو وباء معدٍ، علماً أن طقس حرق الجثث ودفن الرماد هو من التقاليد التي كانت شائعة في سورية إبان العصر الروماني.
النموذج الثالث: ويمثله مدفن وحيد كُشِف عنه جنوبي داريا قرب بلدة أشرفية صحنايا بجوار قناة الإوز، وقد ظهر على عمق متر واحد عن سطح الأرض، وهو يتألف من ثلاثة قبور بنيت بجدران مشتركة من ألواح كبيرة من الحجر الكلسي القاسي. ويبلغ طول الجدار الغربي (المؤلف من لوح حجري واحد) ٢٥٤سم، وارتفاعه ١٣٠ سم، وسماكته ١٨ سم، وتتعامد القبور الثلاثة على هذا الجدار، وتتجه شرقاً، طولها نحو ٢٢٠سم، وعرضها يراوح بين ٨٠ و٩٠سم، وعلى الرغم من التخريب الكبير الذي تعرض له المدفن فإن ما تبقى يظهر وجود حالة دفن جماعي في كل مدفن حيث لوحظ تراكم عدد من الجماجم والهياكل العظمية في الجزء الغربي من كل قبر؛ مما يعني استخدام القبر فترة طويلة، كان يجري في كل مرّة إزاحة العظام القديمة إلى الزاوية الغربية من القبر لوضع الجثة الجديدة. وقد دفن في القبر الواحد رجال ونساء وأطفال، ومعهم بعض المرفقات الجنائزية، ومنها أوانٍ زجاجية ومدامع، وأساور معدنية مختلفة الأشكال، وأطواق، و نقود، وأجراس صغيرة، وخواتم حديدية، وخرز، وبعض الكسر الفخارية. ومن المعتقد أن المدفن كان مخصصاً لعائلة كبيرة (حلقة أولى وثانية)، وكل قبر فيه مخصص لعائلة صغيرة (حلقة أولى)، استخدم فترة طويلة نسبياً بين القرنين الثاني والرابع للميلاد.
تمثال من الحجر الرخامي لامرأة تحتضن طفلاً |
- أنواع الأثاث الجنائزي: يدل الأثاث الجنائزي المكتشف في قبور داريا على الحالة الاقتصادية المزدهرة للبلدة؛ ولاسيما خلال نهاية العصر الروماني وبداية العصر البيزنطي المسيحي (القرن الرابع حتى السادس الميلادي)، وتشير إلى أن قسماً مهماً من المجتمع كان ينتمي إلى الطبقة الوسطى. وقد صُنِعت اللقى من مواد مختلفة: معدنية وزجاجية وعاجية وأحجار كريمة، وفخار وعظم، وهذا ما يدل على وجود صناعة متقدمة للزجاج والجواهر في المنطقة وقتذاك. ومن أهم القطع التي عُثِر عليها:
١ـ القطع المعدنية: ومن بينها عدد كبير من الحلي الحلقية الشكل، كالأساور والخلاخيل. وتبين الأساور المتأكلة الملتصقة بشدة ببعضها أنه كان من المرغوب فيه تزيين الساعد بالكثير من الأساور. وارتدت نساء داريا وزناً ثقيلاً من الحلي المعدنية، التي لم يقتصر ارتداؤها على الحياة فقط، بل اصطحبت إلى القبر أيضاً. وهي عادة كانت معروفة في سورية، وكذلك وضع خلاخيل الزينة في الأرجل، التي ظهرت في مشاهد الفسيفساء، ومنها لوحة معروضة في متحف السويداء، تظهر فيها الربة الإغريقية أرتميس artemis وزميلات طفولتها. وقد غلب على الأساور النوع البسيط الشكل الذي له نهايات مسطحة، وأحياناً مزخرفة بخطوط، وهي تمثل رؤوس الأفاعي، عثر على مثيل لها في العديد من المدافن، ومنها: مدفن الطيبة بريف دمشق. أما الأساور السميكة ذات النهايات الغليظة على شكل رأس كبش، فهي إحدى الخصوصيات المحلية لداريا؛ إذ لا تُلفى من ذلك العصر إلا نظائر قليلة لها جاءت من حوران ومن شمالي الأردن؛ في حين تشكل داريا الموقع الأثري الأبعد شمالاً لهذا النوع من الأساور الصغيرة التي لا يمكن تحديد تاريخها تحديداً دقيقاً، لكنها ترجع إلى أواخر القرن الرابع حتى السادس. وقد وجدت أساور برونزية بنهايات رؤوس أكباش مشابهة في بلدة القريّا (بالسويداء). وهي تشبه زوجاً من الأساور الذهبية كُشِف عنه مع قطع حلي أخرى في إحدى الجرار التي اكتشفت في بيروت، ويعود تاريخها إلى أواخر القرن السادس أو مطلع السابع. وأيضاً ثمة - بين قطع الحلي - أساور زجاجية كثيرة، وهي ذات ألوان متنوعة.
أوان زجاجية من مدافن داريا |
ومن اللقى المعدنية هناك أطواق العنق والخواتم والأقراط المعدنية، وتأتي نسبتها بعد الأساور. وقد كانت أطواق العنق ذات أشكال بسيطة نسبياً صنعت من المعدن الملون، زخرفت بطريقة النقش وأحياناً بطريقة الليّ أو الجدل. وتُعدّ أطواق العنق من الحلي النسائية، وهي مكونة من خرز و«إكسسوارات» للتعليق مختلفة الأحجام والأشكال والمادة. وتعطي حلي العنق التي اكتشفت في داريا للمرة الأولى نظرة شاملة عن هذا النوع من الزينة في سورية الجنوبية بين القرنين الثالث والسابع الميلاديين. وقد صنعت الخرز من الزجاج أو عجينة زجاجية ومن أحجار شبه كريمة ومن مواد عضوية مثل العظم أو الصدف والمعدن الملون. وهناك كمية كبيرة من خرز العقيق، وكذلك الكهرمان الذي كان يُستورد من منطقة البحر المتوسط الشمالية ومن منطقة البلقان.
ومن الأشياء التي كانت تعلق بالأطواق مع الخرز: بعض القلائد أو الرصائع، وقبضة اليد(عثر على شبيه لها في حي القنوات بدمشق)، وبعض أنواع التمائم، والتي كان الغاية منها طرد الأرواح الشريرة. وهناك قطعة رقيقة زجاجية زرقاء داكنة شفافة مع خاتم مزين بشكل أسد، وليس مؤكداً كونها اعتقاداً مسيحياً يدل على القوة والقدرة المتمثلة في الحيوان البري لدرء الشرور، وذلك بسبب عدم وجود كتابة صريحة بذلك كما هو معتاد.
أما الخواتم فقد اقتصر وجودها على عدد محدود، وكانت من النوع البسيط الذي صُنع من الحديد والمعدن الملون. أما الأقراط فقد عثر على نحو ٢٠ قطعة معدنية منها، صُنع بعضها من الذهب والفضة.
أقراط ذهبية من داريا |
ومن اللقى المعدنية هناك مشبك ألبسة متكسر، وهو من أقدم لقى الموقع، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني أو الثالث، ويبدو أن المشابك بعد هذا التاريخ اختفت من ألبسة نساء داريا، وهناك بعض الإبر، وبعض أبازيم الأحزمة والأحذية، وهي مزودة بغلاف صب متين معيّن الشكل، ويمكن أن تُعدّ من الملابس الرجالية، ويعتقد أنها ترجع إلى أواخر القرن السادس والنصف الأول من القرن السابع.
وتُعدّ تشكيلة الأبازيم غير الملبسة في داريا طرازاً للأحزمة في الكثير من المواقع السورية ومواقع البحر المتوسط التي ترجع إلى أواخر القرن الخامس ومطلع القرن السادس، كما عثر على مثيل لها في قبر اكتشف في موقع خربة السمرة في الأردن.
وتميزت بعض قبور داريا بوجود أجراس كانت توضع - تبعاً لحجم كل منها- في سلسلة العنق أو في الحزام. وثمة مثال جيد على الأجراس الكبيرة التي كانت توضع في سلسلة الحزام جاءت من أحد قبور موقع جدارا (أم قيس) شمالي الأردن، يرجع إلى العصر البيزنطي. وكانت للأجراس فوائد سحرية؛ فهي توضع لدرء الأذى والشرور عن النساء والأطفال.
ومن الأشياء التي كانت تعلق بالأطواق بعض الصلبان التي علقت إما بواسطة ثقب في طوق من الخرز؛ وإما وضعت في سلسلة صغيرة معدنية، وقد أظهر حاملو الصلبان الصغيرة على الصدر اعتناقهم للعقيدة المسيحية الجديدة بكل جلاء.
٢ ـ الأواني الزجاجية: عثر على مجموعة جيدة من القطع الزجاجية، معظمها من نوع المدامع (البطحات)، وهي ذات أحجام متقاربة، شكلها مسطح دائري، ولها عنق أسطواني طويل، ولونها سماوي شفاف. وثمة نوع آخر من المدامع صغيرة الحجم ذات شكل متطاول، وفوهة مخروطية ضيقة عند العنق، والقاعدة شبه محدبة، وقد لا تكون استخدمت لتحفظ دموع المشيعين، بل ربما استخدمت لحفظ الزيت المقدس والعطورات والماء المرقي وغيره. وقد اكتشف الكثير من مثيلاتها في المدافن السورية، ومنها مدفن بلدة الطيبة (جنوبي الكسوة). كما كُشِف عن صحن زجاجي ذي حجم كبير، وآخر صغير الحجم ربما كان لوضع مواد الزينة. وأيضاً عثر في مدافن داريا على مجموعة جيدة من الأكواب بعضها ذو شكل أسطواني كان مخصصاً لوضع الخمرة المقدسة، وهناك أباريق مختلفة الأحجام والأشكال والزخارف، لها ميزاب وعرا، ويتنوع لونها بين الشفاف أو الأزرق المائل للخضرة أو الأخضر المائل للأسود.
أباريق زجاجية |
٣ ـ الأواني الفخارية: عثر في داريا على زبدية من فخار التيرا سيجيلاتاterra sigillata الروماني القبرصي المزخرف التي تعود إلى أواخر القرن الخامس أو مطلع السادس للميلاد، وبعدما انكسرت إلى قسمين رُتقت بمشابك، وتظهر ثلاثة ثقوب مزدوجة على طول الحافة المكسورة. كما وجدت بعض المسارج، وإبريق صغير مميز له عروة ومثعب، وهو ذو لون قرميدي يحمل بعض الزخارف التي نفذت على الكتف بطريقة الحفر. أما الفوهة فهي على شكل مصفاة لها عدد من الثقوب.
إبريق من الفخار |
إن المعطيات الأثرية التي قدمتها مدافن داريا بالغة الأهمية؛ لأنها ترصد الحالة الاقتصادية والاجتماعية للسكان، وترصد كذلك التطور في الأيديولوجيا الدينية والتحول من المرحلة الوثنية إلى الديانة المسيحية، والتي استغرقت وقتاً طويلاً نسبياً في داريا كما يبدو؛ إذ استمر السكان الذين اعتنقوا الديانة المسيحية الجديدة بممارسة الطقوس والعادات التي ألفوها في المرحلة السابقة، ولم يتخلوا عنها مباشرة.
محمود حمود
مراجع للاستزادة: - ابن قاضي شهبة، الكواكب الدرية في السيرة النورية، تح: محمود زايد (دار الكتاب الجديد، بيروت ١٩٧١م). - ابن الحوراني، زيارات الشام، تح: بسام الجابي (منشورات مكتبة الغزالي، دمشق ١٩٨١م). - إبراهيم عميري، المدافن والطقوس الجنائزية في العصور الكلاسيكية في ريف دمشق (المديرية العامة للآثار والمتاحف، دمشق ٢٠١٣). - محمود حمود، «طقوس الدفن في ريف دمشق خلال العصر الروماني البيزنطي، مدافن منطقة داريا نموذجاً»، مهد الحضارات ( العددان ١٧/١٨)، دمشق ٢٠١٣. -Von Christoph, Eger, und Mahmoud Hamud, SpätrÖmisch FrÜhbyzantinischer Grabbrauch in Syrien, Die nekropole von Darayya bei Damaskus;(ANTIKE WELT, 6- 2011).
|
- المجلد : المجلد السابع مشاركة :