خانقيه (مدرسه)

-

 الخانقية

الخانقية (المدرسة -)

 

تقع المدرسة الخانقية في مدينة دمشق خارج أسوارها الجنوبية، في منطقة ميدان حقلة، شمالي جامع الأمير تـنبك وتربته، ويطلّ مدخلها الغربي على شارع الميدان الرئيسي.

والمدرسة مشيّدة مملوكية، تتألف من ثلاث قاعات: قاعة مركزية، وقاعة جنوبية جُعلت مسجداً، وقاعة شمالية جُعلت كُتّاباً.

المدخل الشمالي	سقف الحرم وعقوده	الواجهة القبلية

يُدخل إلى المدرسة من مدخلها الغربي المعقود بعقد وتري؛ والمبنية واجهته من مداميك الحجر البازلتي الأسود، وهو يحتوي على باب ذي مصراعين يفتح على دهليز مفتوح طويل يؤدي في نهايته إلى مدخل ذي واجهة حجرية كلسية يحتوي على باب حديث خشبي بزخارف هندسية يفضي إلى القاعة المركزية التي كان ينصّفها بركة مياه حجرية ضخمة، تغطّيها قبوة متقاطعة ترتكز على منتصف زوايا جدران القاعة ينصّفها قبّة رقبتها ذات مسقط مثمن، وهي عالية الأركان تحوي ثمانية شبابيك مرتفعة للإنارة والتهوية، وقد زالت القبة واستبدل بها سقف خشبي مستوٍ. أما جدران القاعة المركزية فهي كمثيلاتها في القاعتين الأخريين مبنية من مداميك الحجر الكلسي الطحيني حتى مستوى بداية العقود، والجزء العلوي مغطى باللياسة والكلسة التقليدية. ويتخلّل الجدران الحجرية مشاكٍ متناظرة ومتماثلة ومعقودة بعقدٍ نصف دائري. وينصّف الجدار الشرقي لهذه القاعة باب خشبي ذو مصراعين معقود بعقد وتري يؤدي إلى الميضأة والمطهرة. أما الجدار الشمالي فينصّفه باب خشبي ذو مصراعين وساكف حجري داخلي مستقيم يفتح على قاعة الكتّاب الشمالية التي كانت مغطاة بقبة، ثم اقتُطع ثلثاها من جهتها الشمالية عند تنفيذ المتحلِّق الجنوبي (الطريق السريع)، فأصبح الثلث الأخير الباقي من القاعة قوصرة ذات عقد حجري أبلق مدبّب ومرتفع، يُنصّف واجهتها الجنوبية باب معدني حديث ذو مصراعين معقود بعقد وتري؛ أضحى هو المدخل الشمالي للمدرسة.

الحرم

وتفتح القاعة المركزية بكل واجهتها الجنوبية على المسجد عبر عقد حجري أبلق مدبّب ومرتفع. وحرم المسجد ذو مسقط مستطيل يتألّف من أربع بوائك شبه متماثلة ذات عقود حجرية –سبق وصفها- ترتكز على الجدارين الشرقي والغربي؛ فأمّا البائكة الشمالية الأولى فهي مغطّاة بسقف خشبي مستوٍ وتحوي جدرانها الشرقية والغربية مشاكي حجرية متناظرة ومتماثلة. وأما البائكة الثانية فقد كانت مغطّاة بقبّة استُبدل بها سقف خشبي ذو قفّاعة فُتحت في جدرانها أربعة شبابيك للإنارة والتهوية، وقد جُعل في الجدار الشرقي لهذه البائكة خزانة جدارية معقودة بعقد وتري، وجُعل في جدارها الغربي شباك معقود بعقد وتري أيضاً تحوّل إلى مدخل لتوسعة الحرم الغربية. وأما البائكتان الأخريان فهما مسقوفتان بسقف خشبي تقليدي؛ غير أن أُولاهما تماثل جدرانها البائكة الثانية، والبائكة الأخرى جُعل في جداريها الشرقي والغربي مشاكٍ مماثلة للسابقة؛ وينصّف جدارها الجنوبي محراب ذو حنية نصف دائرية معقودة بعقد نصف دائري مدبب، يعلوه شباك خشبي مرتفع. عن يمين المحراب ويساره خزانتان جداريتان مستطيلتان ومتماثلتان، ووُضع المنبر الخشبي الحديث في الزاوية الجنوبية الشرقية للواجهة القبلية.

وقد أُضيفت توسعة الحرم في الجهة الغربية منه في سنة ١٤٢٩هـ/٢٠٠٨م تحت إشراف مديرية أوقاف دمشق، حيث جُعل مدخلها ينصّف واجهتها الشمالية المكسية بالحجر الأبلق والمطلّة على دهليز المدخل الغربي. وقد فُتح عن يمين المدخل ويساره شباكان خشبيان متماثلان ومغطّيان بالمصبّعات المعدنية. وللمدخل باب خشبي ذو مصراعين يفتح على حرم التوسعة ذات المسقط المستطيل المسقوفة بسقف مكسوٍّ بالخشب التقليدي من أسفله؛ وهي تتألف من أربع بوائك مفتوحة على بعضها عبر عقود واسعة ومرتفعة ترتكز على دعائم جدارية، وقد كُسيت بواطنها بالحجر الأبلق. وجميع جدران التوسعة كُسيت بمداميك الحجر الأبلق حتى مستوى بداية العقود؛ والجزء العلوي منها مغطّى باللياسة والكلسة التقليدية؛ ولا يوجد فيها ما يميّزها سوى شباك في الطرف الجنوبي لواجهتها الغربية يُطلّ على فراغ (منور) مستطيل، وثمة شباك وباب خشبيان في الطرف الجنوبي لواجهتها الشرقية يُطلّان على حرم مسجد المدرسة الأساسي.

جمال كبريت

مراجع للاستزادة:

- يوسف بن عبد الهادي، ثمار المقاصد في ذكر المساجد، الذيل لأسعد طلس (مكتبة لبنان، بيروت ١٩٧٥م).

---

- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد السادس مشاركة :