حمص في العصور التاريخية
حمص في عصور تاريخيه
-
حمص
حمص
حمص في العصور التاريخية
مريامون Meryamon قادش [ر] Qadis صدد Sadad حيسا Hesa | قطنة [ر] Qatna ربلا Rabla نشالا Nasala تدمِر Tadmir |
تقع مدينة حمص في حوض العاصي، وسط سورية، تبعد نحو 165كم عن دمشق باتجاه الشمال، وعن حلب 200كم باتجاه الجنوب، يمر نهر العاصي غربها. وهي مركز أكبر محافظات القطر، وتمتد إدارياً من الحدود اللبنانية غرباً حتى العراقية شرقاً حيث تبلغ مساحتها 42226كم2، وعدد سكانها مليونا نسمة، من أبرز المدن التي تتبع لها: تدمر، القصير، الرستن، تلكلخ، المخرم، حسيا، صدد، القريتين.
أدّت حمص دوراً مهمّاً خلال العصور القديمة، ولاسيما خلال فترة ازدهار حماة[ر] وقطنة[ر] وقادش[ر]، لكن لا توجد دلائل واضحة على مكان توضع المدينة القديمة حتى الآن على الرغم من العثور على بعض اللقى التي تعود إلى الألف الثاني ق.م في بعض أجزاء المدينة. لكن من المعتقد أن التل الأثري الذي تقوم عليه قلعة حمص ربما كان يضم في ثناياه حمص القديمة خلال العصرين البرونزي والحديدي على الأقل.
للتل شكل دائري قطره 275م، يرتفع نحو 29م عن مستوى الأرض المجاورة له. كان يحيط بالقلعة خندق يعتقد أنه كان يملأ من مياه نهر العاصي.
قام الفرنسيون ببعض الأسبار السريعة في القلعة إبان فترة الاحتلال في أثناء وجود كتيبة عسكرية فرنسية في الموقع. بعدها قامت السلطات الأثرية السورية ببعض التحريات الأثرية التي لم يتم نشرها. وتابعت بعثة سورية- إنكليزية مشتركة أعمال التنقيب سنة 1994م، واستمرت حتى سنة 2000م، قامت بإنجاز المخطط الطبوغرافي للتل، وقسمته إلى عدد من القطاعات:A, B, E, G,، وأجرت عدة أسبار فيه. وقد دلت البقايا الأثرية - الفخارية والمعمارية المكتشفة- على أن أقدم استيطان في الموقع يعود إلى العصر البرونزي المبكر في الألف الثالث ق.م، وتوجد بقايا أثرية تثبت أن سكنى التل استمرت خلال الألف الثاني ق.م، لكن لم يتم الكشف عن عمارة أو كتابة تعود إلى هذه الحقبة نظراً لصعوبة تنقيب السويات الأقدم في التل.
ولم تقدم التحريات الأثرية ما هو متوقع من حمص على الرغم من مكانتها الجغرافية حيث تُعدّ عقدة الوصل بين جنوبي سورية وشماليّها وشرقيّها وغربيّها، إلا أن هناك عشرات المواقع الأثرية المهمة التي تحتضنها المحافظة ضمن حدودها الإدارية، وقدمت الكثير من الشواهد الأثرية على قيام أعظم الحضارات، ومنها: تل المشرفة، وتل النبي مند، وتل الشعيرات، وتل القريتين، وكثير غيرها، وهذا ما تؤكده النصوص الكتابية المكتشفة في الكثير من المواقع، ومنها إيبلا وماري وآشور ونينوى وغيرها.
- قطنة [ر] Qatna:
هي تل المشرفة حالياً، نحو 18كم شمال شرقي حمص، كانت من أهم المدن السورية خلال العصر البرونزي الوسيط والمتأخر، وقد جاءت معظم المعلومات عنها خلال العصر البرونزي الوسيط (1800 - 1600 ق.م)، من نصوص ماري على نحو أساسي، وكذلك من نصوص ألالاخ[ر]. وأول ذكر لملك قطنة هو اشخي-أدد الذي بدأ حكمه في 1776 - 1775 ق.م، وهو معاصر لسومو إيبوخ (يمحاض)، وشمشي- أدد الأول (آشور)، ويسمح- أدد (ماري)، وإشمي- دجن (إيكالاتوم على نهر دجلة). وتناولت نصوص ماري تفاصيل تروي رحلة يسمح-أدد من ماري إلى قطنة؛ لطلب ابنة ملك قطنة للزواج بها. خلف اشخي-أدد على عرش قطنة ابنه أموت بيل lAmutpiè. وظلت قطنة مدينة مهمة خلال الألف الأول ق.م، وازدادت أهميتها بعد سقوط حماة بيد الآشوريين في نهاية القرن الثامن ق.م.
- ربلا Rabla:
تقع على بعد 35 كم جنوب غربي مدينة حمص، ونظراً لموقعها الجغرافي والطبيعي؛ فقد كانت بمنزلة حصن عسكري تتمركز فيه الجيوش خلال الألف الأول ق.م، وجرى تجهيزها بما تحتاج إليه من قبل الدولة الآشورية والبابلية الحديثة؛ لتكون قادرة على الصمود والبقاء في وجه الخصوم. وتذكر النصوص الآشورية ( النص ذو الرقم 2766) المكتشفة في العاصمة الآشورية كلخو (نمرود حالياً)- والموجهة من المدعو شمس-أخ-إدن إلى الملك- بعض الأخبار التي يرد فيها اسم البلدة: «عندما أحضرت القائد العسكري إلى ربلا، أوضح لي بما يخص حراسة المواقع بقوله: ابعث نصف الحيوانات المدربة إلى ربلا، والنصف الآخر إلى كندسي Kindisi». كما يرد اسم البلدة في النصوص البابلية ضمن الأخبار المتعلقة بحملات الملك نبو بلاصر[ر] (التي بدأها 605 ق.م)، وكان يقودها ابنه نبوخذ نصر[ر] الذي- وبعد انتصاره في كركميش[ر]- اتجه جنوباً ليسيطر على منطقة حماة وحمص، ووصل إلى قادش وربلا Ra-ab-le-e وجعلها المركز الرئيس للحامية البابلية في وسط سورية. وقد تلقى نبوخذ نصر خبر وفاة والده وهو في ربلا، فاتخذ بعض التدابير العاجلة، ورتب أموره، وأوكل إلى أصدقائه من أعيان المنطقة التصرف ببعض الأسرى الذين كانوا قد وقعوا في قبضته، قبل عودته إلى بابل.
بقايا أثرية في تل قلعة حمص | مبانٍ أثرية مكتشفة في تل قلعة حمص |
- نشالا Nasala:
ذكرت نصوص ماري بعض المدن القديمة مثل مدينة نشالا أو نزالا Nasala, Nazala التي يرجح أنها موقع القريتين الحالي إلى الجنوب-الشرقي من حمص على الطريق الواقعة بين دير عطية وتدمر. وهي جزء من البادية، وكانت على علاقات جيدة مع ملوك قطنا، ويمحاض، وماري، ومن أهم المحطات التجارية للقوافل التي تعبر من ماري وقطنة ومناطق الشمال إلى منطقة دمشق وجنوبي بلاد الشام.
عرفت نشالا لاحقاً في العصر الآشوري الحديث باسم «حصر عينان«، وما هو معروف عنها أنها كانت تشكل حصناً مهماً حينها.
- تدمِر Tadmir:
ورد اسمها بصيغ متعددة في نصوص ماري Tadmor, Tadmr, Tadmur، واستمر ذكرها في العصور اللاحقة (البرونزيّ الوسيط والآشوري الحديث)، بوصفها محطة مهمة على طريق القوافل التي تربط بلاد الرافدين بسورية.
- مريامون Meryamon:
سور في تل قلعة حمص |
وقد مر ذكرها في النصوص المصرية التي تذكر فيها قادش، واستمر ذكرها في العصر الفينيقي على أنها متاخمة لأملاك أرواد. ويمكن مطابقتها مع موقع مريمين الحالي «في سفح جبل الحلو إلى الغرب من مدينة حمص»، ويُعدّ موقعها الجغرافي من أحكم المواقع في وادي العاصي.
- قادش [ر] Qadis:
حدد مكانها الباحث دوسو Dussaud في موقع تل النبي مند الحالي، وهذا ما أكده أحد النصوص الخمسة المكتشفة في التل، كما جاء ذكرها في العصر البابلي الحديث، وهي تبعد 30كم جنوب غربي حمص، على الضفة اليسرى لنهر العاصي، بالقرب من بحيرة قطّينة، تبلغ مساحة التل 10هكتارات، وارتفاعه عن الأرض المجاورة 30م. وقد أعطى موقع قادش الحصين ميزة مكنته من اكتساب مهارة الدفاع عن الموقع وصد العدوان، فقد سيطرت قادش في الألف الثاني ق.م على بقعة من الأرض امتدت من حمص شمالاً حتى سهل البقاع جنوباً، جرت فيها معركة قادش المشهورة بين الحيثيّين والمصريين عام 1285ق.م.
- صدد Sadad:
تقع على بعد 35 كم جنوب - شرقي مدينة حمص، وقد كانت إحدى المدن القديمة المهمة في الألف الأول ق.م، وتذكر الروايات وجود برج كبير فيها تعرض للهدم خلال الفترة العثمانية.
- حيسا Hesa:
ربما كانت حسياء الحالية 18كم جنوبي حمص على طريق دمشق، و جاء ذكرها بصيغة «حيسا» في النصوص الآشورية الحديثة، وقد كانت محطة بريد مهمة على أطراف البادية وفق النصوص، التي يرد في أحدها ذكر لقائد كتيبة الجند الموجود لحده في البلدة. وهناك رسالة تتضمن طلب إسكان 30 عائلة في حيسا، كما يرد ذكر رجال الحاكم نبو- صلا Nabu-salla المقيم في حيسا، ومجموعة من الحرفيين وأصحاب المهن الذاهبين إلى مدينة أرجِتي Argite، وطلب منحهم الحقول.
عمار عبد الرحمن
- التصنيف : العصور التاريخية - المجلد : المجلد السادس مشاركة :