الجوزة (جامع) /دمشق/
جوزه (جامع) /دمشق/
-
¢ الجوزة
الجوزة (جامع -) /دمشق
يقع جامع الجوزة خارج سور المدينة القديمة في منطقة العمارة البرانية في محلة العقيبة إلى الجنوب من حمام السكاكري، وفي زاويته الجنوبية الغربية سبيل للماء.
المسقط الأفقي للجامع |
ويعتقد أن الجامع بني في العصر الأيوبي، وتم تجديد المسجد سنة ٨٠٤ هـ/١٤٠١م من قبل حاجب حجاب دمشق الأمير المملوكي شاهين الفارسي الذي بنى جامع كفرسوسة الكبير بعد حريق ألمّ به. وكان الجامع آنذاك مسجداً صغيراً حتى قام بتوسيعه القاضي بدر الدين حسن ناظر الجيش سنة ٨٣٠ هـ/١٤٢٦م من جهته الشمالية، فأصبح جامعاً تقام به خطبة الجمعة على الرغم من قربه من جامع التوبة ومسجد الأقصاب. ويقال: إن زوجة القاضي بدر الدين هي التي قامت بالتوسعة، فصارت مساحته نحو ٥٧٧م٢. وقد جددت العديد من أجزائه لاحقاً، وآخر تجديد للجامع تم في سنة ١٩٨٧م، وقد اختلس الجوار من مساحة الجامع من الجهة الشمالية من الصحن، وأضيفت إلى البيوت المجاورة؛ ولكن لا يعرف متى تم الاختلاس.
مقطع أ - أ |
ويحتج القيمون على الجامع على آخر تجديد وترميم تمَّ على الجامع؛ لأنه طمس العديد من معالمه الأثرية مثل تلوين العقود والأعمدة وتيجانها وأخيراً المحراب الذي أصبح كأنه حديث البناء، وأيضاً إزالة المنبر الخشبي، وينتقدون نوعية الرخام المستخدم لوزرة الحرم وللبركة في صحن الجامع، ولم يبقَ من الجامع القديم الأثري سوى الشكل العام والمئذنة والمدخل الرئيسي بحسب قولهم.
الواجهة الرئيسية الجنوبية |
ويُعدّ جامع الجوزة من أبهى جوامع دمشق وأوسعها حيث يُنزل إليه بأربع درجات من الجهة الغربية عبر مدخل يطل على صحن الجامع، وله باب جديد نسبياً، وهو معقود بقوس مدببة، فوقه نقش مكون من سطرين كتب بخط زخرفي، ويغلب أن محتوى النقش كان يشير إلى باني الجامع أو مجدده وتاريخ بنائه، ويعلو النقش فتحة دائرية (قمرية) مكونة من تشكيل زخرفي من الحجارة البيضاء والسوداء متداخلة في ما بينها، والمدخل عموماً مبني من الحجارة المتناوبة الألوان الأبيض والأسود والأصفر (الأبلق).
المدخل الرئيسي |
وتقع قاعدة المئذنة الحجرية إلى الجهة الشمالية من المدخل، وهي ترتفع قرابة الخمسة عشر متراً، وهي ذات بدن مثمن متينة البناء مبنية من الحجارة المتناوبة الألوان الأبيض والأسود عليها زخارف جميلة، في قسمها العلوي مظلة جميلة من الخشب يحملها جزء حجري ناتئ، ويتخللها عدة فتحات مستطيلة لإدخال الضوء والهواء في جهاتها الأربع الرئيسية، وفي قمتها هلال نحاسي، وعلى قاعدة المئذنة في الجهة الغربية المطلة على الشارع نقشان بارتفاع متر ونصف تقريباً عن الأرض، ومن الواضح أن أحدهما أقدم من الآخر، وقد تم تشويهه وتمويهه بحيث يصعب قراءته، والثاني واضح الكتابة مكون من ثلاثة أسطر مكتوبة بخط الثلث، يتضمن النقش تاريخ البناء أو التجديد واسم المجدد، فهي كالتالي (السطر الأول: بسم الله الرحمن الرحيم - السطر الثاني: جدد هذه المنارة لوجه الله تعالى - السطر الثالث: الحاج محمد بن بكري السقاميني سنة ١٠٨٧هـ) أي في سنة ٦٧٦١م.
المئذنة |
وللجامع صحن كبير مبلط بالحجارة المزية (الزهرية) والسوداء، تتوسطه بركة ذات ثمان أضلاع مبنية من الرخام، وأضلاعها مكسوة بالرخام المشقف بتشكيلات هندسية جميلة مكونة من عدة ألوان: الأصفر والأبيض والأسود والأحمر، ويتوسطها كأس رخامية يزيد ارتفاعها على ارتفاع جدران البحرة، ويذكر القيمون على الجامع أن البركة كانت ذات اثنتي عشرة ضلعاً؛ ولكنها حُوّلت إلى وضعها الحالي المثمن في آخر ترميم للمسجد.
الصحن |
وفي الجهة الشمالية للصحن مصطبة مرتفعة قليلا ًعن أرضيته، بواجهتها باب يدخل منه إلى قاعة حديثة البناء فيها محراب حديث في جدارها الجنوبي، تُعدّ توسعة للمسجد وتستخدم في أيام الجمعة، يتم الدخول إليها عبر باب في جدارها الغربي، وفي جهتها الغربية الشمالية درج صغير يؤدي إلى المطاهر.
وفي الجهة الشرقية للصحن إيوان مسقوف مكون من صفين من العقود المدببة محمولة على عمود وسطي لكل صف، وأطراف العقود مستندة إلى الجدران، وفي نهاياتها مقرنصات جميلة، وهي مكونة من الحجارة المتناوبة الألوان بالأسود والأبيض، ويستخدم الإيوان حالياً مكاناً للوضوء، وقد جرى تجديده وكسوته بالسيراميك وأرضيته بالبلاط المطبوع الملون، وله واجهة من الحديد والزجاج.
أما في الجهة الجنوبية للصحن؛ فتقع قاعة الصلاة (الحرم) الواسعة، ولها ثلاثة مداخل بأبواب خشبية: الأوسط أكبرها؛ يقسم الحرم صفان من العقود إلى ثلاثة أروقة متوازية مع جدار القبلة. في الصف الشمالي عقدان كبيران مدببان يستندان في الوسط إلى عضادة حجرية بلقاء بألوان متناوبة البني والأسود والأبيض. وفي الصف الجنوبي ثلاثة عقود مدببة جميلة من الحجر الأبلق، تستند إلى عمودين أسطوانيين حجريين بارتفاع خمسة أمتار يصغر قطراهما كلما ارتفعا، ويعلوهما تاجان حجريان مدهونان باللون البني، قد أضيفت بين الجدار الشمالي للحرم وصف العقود الشمالي سدة معدنية مستحدثة، يصعد إليها بدرج صغير في الزاوية الشمالية الغربية للحرم. يوجد في جدار القبلة محراب حجري في طرفيه الخارجيين عمودان مثمنان لأحدهما زخرفة مضفورة بارزة، ولكل منهما تاج مقرنص، وهما مدهونان باللونين الذهبي والبني، وباقي المحراب مشوه بالدهان الحديث، وهو ملون على شكل مداميك حجرية باللونين الأبيض والبني، يعلوه إطار من الزخارف النباتية والهندسية مختلفة الألوان؛ وأيضاً آيات قرآنية بخط الثلث، وإلى يمينه منبر حديث نسبياً وضع في الزاوية الغربية الجنوبية من الحرم يصعد إليه بعشر درجات، وتعلو جلسة الخطيب قلنسوة صغيرة مزخرفة بألوان عديدة بتشكيلات نباتية جميلة، ويذكر القيمون على المسجد أنه كان يوجد منبر خشبي إلى يمين المحراب مباشرة، وهو منبر جميل ومزخرف بزخارف نباتية وهندسية؛ لكنه أزيل.
للحرم نوافذ عدة؛ إذ يوجد في الجدار الجنوبي نافذتان كبيرتان إلى يمين المحراب ويساره، مستطيلتا الشكل مغشى كل منهما بمصبعات حديدية متداخلة، وفي المستوى العلوي للجدار نفسه يوجد ست نوافذ مستطيلة الشكل أيضاً؛ لكنها أصغر من سابقاتها ولها زجاج ملون، وفي الجدار الشمالي للحرم ثلاث نوافذ علوية واثنتان سفلية، وأيضاً في الجدار الغربي نافذتان علويتان.
الحرم |
ويغطي جدران الحرم من الداخل على ارتفاع متر تقريباً وزرة من الرخام غطيت بعض أجزائها بألواح من الخشب.
المحراب |
وسقف الحرم مكون من عروق خشبية تعلوها طبقة خشبية تحمل العديد من الطبقات التي تكون السقف الذي يأخذ شكلاً جملونياً بنسبة انحدار بسيطة جداً، والسقف من الداخل مدهون باللون البني والأبيض.
خالد حياتلة
مراجع للاستزادة: - أكرم حسن العلبي، خطط دمشق (دار الطباع، دمشق ١٩٨٩م). - عبد القادر محمد النعيمي الدمشقي، الدارس في تاريخ المدارس (مطبعة الترقي، دمشق ١٩٤٨م). - محمد كرد علي، خطط الشام (مكتبة النوري، دمشق ١٩٨٣م).
|
- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد الخامس مشاركة :