باب السلام (مسجد-)
باب سلام (مسجد)
-
باب السلام (مسجد -)
خالد حياتلة
يقع مسجد باب السلام (باب السلامة) في دمشق القديمة بمحاذاة السور وملاصقاً لباب السلام (أحد الأبواب الشمالية لسور مدينة دمشق القديمة)، وبالتحديد في شارع الفرّايين على ضفة نهر عقربا؛ وعلى منعطف من السور يجعل اتجاهه نحو الشرق، ويفصل بين حي القيمرية داخل الأسوار وبين أحياء الأقصاب والعمارة الواقعة خارج الأسوار.
وهو مشيدة سلجوقية، أنشأه السلطان نور الدين الشهيد سنة 559هـ/1154م عند تجديده لأسوار دمشق، فجعل لكل باب فيها مسجداً وسويقة.
والمسجد مستطيل الشكل تبلغ أبعاده نحو 26×7م، وله ثلاثة مداخل ذات أبواب خشبية مفتوحة في جداره الشمالي المبني من الحجر البسيط التشذيب بارتفاع نحو 2.30م. وتظهر تفاصيل الحجر بوضوح، ثم تُشاهد مونة بيضاء سميكة تغطي الجدار حتى السقف، وأما جدرانه الباقية فمبنية من الطوب المدعم بالعوارض الخشبية، ومغطاة بالمونة البيضاء أيضاً. وللمسجد نافذتان بين الباب الأول والثاني ونافذة واحدة بين الباب الثاني والثالث، والنوافذ مستطيلة ومقوسة من الأعلى ومُغشّاة بشبكة من القضبان الحديدية. ويوجد سبيل مياه عن يمين المدخل الرئيسي، وهو ذو إطار وعقد من الحجر البازلتي الأسود.
النافذة الأولى مزينة بحجارة سوداء؛ باستثناء قفل العقد فهو ذو لون أبيض. أما النافذة الثانية فهي مزينة بحجارة مشذبة متناوبة الألوان الأسود والأبيض، ومن الأعلى تصبح ذات لون أسود بالكامل. والنافذة الثالثة ذات إطار من الحجر الأسود بالكامل.
الباب الأول من الجهة الشمالية الغربية - وهو الرئيسي- مزين بمداميك حجرية مشذبة متناوبة الألوان بين الأبيض والأسود، وعند نهاية الباب من الأعلى تصبح ذات لون أسود. والباب الثاني الذي يليه - كما الباب الأول- مزينٌ من أطرافه بالحجارة المتناوبة الألوان الأبيض والأسود باستثناء عقد الباب الوتري الذي يصبح أسود اللون، ويعلو الباب صف من المقرنصات الحجرية. أما الباب الثالث فتعلوه فتحة نصف دائرية مغشاة بشبكة معدنية. وللأبواب الثلاثة «مظلات» مستطيلة الشكل مغطاة بألواح خشبية وذات إفريز معدني مخرم.
حرم المسجد | الواجهة الشمالية للمسجد: تظهر مظلة المدخل الرئيسي والمئذنة |
وفي القسم العلوي من الجدار الشمالي للمسجد سبع نوافذ خشبية زجاجية مستطيلة الشكل؛ إحداها تؤدي إلى المئذنة.
مئذنة المسجد خشبية بسيطة؛ شرفتها بارزة تم تركيبها بشكل نصف مثمن على الجدار الشمالي الخارجي للمسجد، ويتم الدخول إليها عن طريق إحدى نوافذ الجدار الشمالي العلوية، ولشرفتها أربعة أعمدة خشبية مطلية باللون البني، يحيط بها درابزين خشبي ذو زخارف هندسية، وتغطيها مظلة خشبية ذات إفريز معدني مخرّم، وفوقها جوسق مثمن؛ يحمل قلنسوة مخروطية مصفحة بألواح التوتياء ومتوّجة بالهلال، أغلب الظن أنه تم تجديدها في العصر العثماني المتأخر؛ فذروتها هرمية على غِرار المآذن العثمانية.
حرم المسجد مستطيل الشكل، سقفه خشبي مكون من جذوع خشبية مطلية بلون بني قاتم تغطي كامل سقف المسجد المائل نحو الجنوب، بحيث يكون الجدار الشمالي أكثر ارتفاعاً من الجدار الجنوبي. أما الجدران من الداخل فهي مغطاة بالجص الأبيض، ولا تظهر الحجارة البيضاء إلا على إطارات النوافذ السفلية في جدار القبلة والنوافذ المقابلة لها على الجدار الشمالي.
في الجهة الغربية للمسجد باب خشبي يؤدي إلى الميضأة ودورات المياه، ويشاهد ضمن الميضأة قوس وجدار حجري أبيض اللون؛ حجارته غير مشذبة بشكل جيد.
في وسط المسجد بائكة مؤلفة من أربعة عقود مدببة حجرية بازلتية حاملة للسقف، ترتكز على دعامة من الحجر البازلتي الأسود في الجدار الغربي للحرم، وعلى عمود أسطواني حجري كلسي ودعامتين حجريتين من البازلت الأسود في الوسط؛ وعلى الجدار الشرقي للحرم مباشرة.
أما المحراب فكسوته حديثة، وهي من الرخام المشقف ذي الألوان المتنوعة؛ منها الأسود والأحمر والبني والأبيض؛ وزخارفه هندسية الشكل؛ منها المربع والمثلث والنجمي. وله قوس مدببة. وترتفع فوق المحراب لوحة أثرية صغيرة من القاشاني كتب عليها: «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
وللجدار الجنوبي للمسجد سبع نوافذ علوية خشبية بسيطة، وأخرى سفلية عددها ست؛ مشابهة للنوافذ الخارجية في الجدار الشمالي. وفي الجدار الشرقي كتبيتان خشبيتان مستطيلتا الشكل تحتويان على مجموعة من المصاحف.
وفي غرب المحراب منبر خشبي حديث بسيط، يُصعد إليه بخمس درجات.
مراجع الاستزادة: - يوسف بن عبد الهادي، ثمار المقاصد في ذكر المساجد، الذيل لأسعد طلس (بيروت 1975م). |
- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد الثالث مشاركة :