بصروي (جامع حسن)
-

البصروي (جامع حسن-) 

زكريا كبريت  

 

يقع مسجد حسن البصروي على ضفة نهر بردى في دمشق القديمة خارج سورها، عند الزاوية الشمالية الغربية لقلعة دمشق، في منطقة البحصة والسنجقدار وعلى الواجهة الغربية لسوق السروجية المطلة على شارع الثورة حالياً؛ وتقريباً في مواجهة جامع السنجقدار.

المسقط الأرضي
المقطع الطولي

كان مسجداً قديماً فيه ضريح الشيخ حسن البصروي، فانهدم ثم اختلس فجعل تابعاً لحمام سوق السروجية، إلى أن نهض به الشيخ أحمد شيخ السروجية، فجمع من أهل الخير ما أعاد به بناءه سنة 1343هـ/1924م، كما تدل على ذلك اللوحة التأريخية للمقام والتجديد المثبتة في منتصف الجدار الغربي لحرم المسجد، وقد نُقش عليها ما نصّه:

«هذا مقام الولي الكبير العارف بالله الشيخ حسن البصروي قد جدد مسجده هذا بمساعي أهل السروجية ومبرات أهل الخير بعد أن دُرِس دهراً طويلاً، سنة 1343هـ».

ويتّضح من عناصره المعمارية والإنشائية والزخرفية أنّه مشيّدة من العهد العثماني.

للمسجد مدخلان: مدخل شرقي مغلق يعلوه شباك زجاجي مرتفع معقود بعقد نصف دائري يقع في نهاية زقاق متفرّع من جادة سوق السروجية، ومدخل بسيط على واجهة المسجد الغربية تعلوه مظلّة خشبية ظاهرة جذوعها، له باب معدني مستحدث ذو مصراعين يفتح على دهليز، رُممت أحجار جداره الجنوبي، وكُسي جداره الشمالي بمداميك الحجر الأبيض والأسود حديثاً؛ وهو يؤدي - عبر فتحة ذات شباكين علويين زجاجيين معقودين بعقد نصف دائري؛ ومنتهية بحنيتين في زاويتيها - إلى صحن المسجد الذي تتوسطه بركة الميضأة المعطّلة التي كان يجري الماء إليها من نهر بانياس.

الحرم
الرواق

وقد كُسيت أرضية الصحن وجدرانه بمداميك الحجر الأبيض والأسود حديثاً، وغُطّي بسقف خشبي تقليدي ذي قفّاعة تحوي شبابيك خشبية للإنارة والتهوية، واستُحدث في زاويته الشرقية الشمالية ميضأة، وفي زاويته الشمالية الغربية باب شمالي يؤدي إلى مطهرة مجدّدة، يعلوه شبابيك زجاجية معقودة بعقود نصف دائرية.

الصحن

والصحن مفتوح من جهته الجنوبية عبر مستوى درجة واحدة على رواق مسقوف بسقف خشبي تقليدي، وهو ذو واجهة جنوبية متناظرة ينصّفها مدخل ذو ساكف مستقيم مزخرف يعلوه شباك زجاجي معقود بعقد نصف دائري، ويحيط بالمدخل شباكان متماثلان مستطيلان زجاجيان مرتفعان ومعقودان بعقد نصف دائري أيضاً، ويؤطّر الشبابيك الثلاثة إطار حجري بسيط.

ولهذا المدخل باب خشبي بمصراعين ذوي حشوات مستطيلة، يفتح على حرم المسجد ذي المسقط شبه المستطيل الذي يغطيه سقف خشبي تقليدي يرتفع عن سقف الرواق بمسافة سمحت بفتح ثلاثة شبابيك زجاجية متناظرة وفرت قدراً وافياً من الإضاءة والتهوية لهذا الحرم.

واجهة الحرم الجنوبية ينصّفها محراب حجري بسيط نصف دائري ومعقود بعقد مدبب تعلوه لوحة رخامية نُقش عليها الآية الكريمة: «كُلَّما دَخَلَ عَلَيها زَكَريّا المِحْرَابَ» وهي مؤطّرة بإطار بسيط تنصّفه الميمات في جهاته الأربع، ويرتفع فوقه تاج مثلثي زخرفي نباتي بديع. وهناك خزانة مصاحف جداريّة عن يسار المحراب معقودة بعقد نصف دائري، وأما عن يمين المحراب؛ فهناك المنبر الخشبي الأنيق الذي يُصعد عليه عبر تسع درجات إلى جلسة الخطيب، وهي ذات أربعة أعمدة خشبية يعلوها عقود ثلاثية تحمل سقفاً خشبياً مؤطّراً بإفريزٍ، يحمل جوسقاً ينتهي بقلنسوة مخروطية هرمية متوّجة بالهلال؛ وريشتاه (جانباهُ) وسياجه ذات حشوات بأشكال هندسية ينصفها حشوة نباتية مفرّغة، وفي أسفلها أربعة عقود صغيرة متناظرة .

المنبر

وأما واجهة الحرم الغربية فيعلوها ثمانية شبابيك مستطيلة زجاجية متماثلة. كما يعلو واجهة الحرم الشرقية في طرفها الجنوبي ثلاثة شبابيك متماثلة يضاف إليها الشباك المذكور الذي يعلو المدخل الشرقي المغلق، وفي زاويتها الشمالية الشرقية درج خشبي يُصعد عبره إلى سدّة خشبية مستحدثة ترتكز على جسور معدنية عرضية مطلية بدهان كما جميع عناصر السدّة وسقف الحرم الخشبية.

السدة وسقف الحرم

مئذنة المسجد صغيرة وبسيطة مستحدثة في الواجهة الرئيسية الغربية، ذات جوسق وقلنسوة مضلّعة ومتوّجة بهلال، تستند إلى مظلّة وأعمدة خشبية.

مراجع للاستزادة:

- يوسف بن عبد الهادي،ثمار المقاصد في ذكر المساجد، الذيل لأسعد طلس (مكتبة لبنان، بيروت 1975م).


- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد الثالث مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق