دنون (خان-)
دنون (خان)
-
دنون (خان -)
يقع خان دنون في قرية خيارة دنون على بعد ٢٥كم جنوبي دمشق و٣ كم جنوبي مدينة الكسوة، على يسار طريق درعا القديم، ويمر بالقرب منه أحد أفرع نهر الأعوج والمسمى بنهر الخيارة.
يسمى خان دنون أو خان ذي النون نسبة إلى بانيه علي بن ذي النون الأسعردي الدمشقي أحد كبار تجار دمشق في سنة ٧٧٨ هـ/١٣٧٦م، في العصر المملوكي، وقد عمّره لنفع الناس- كما يتضح من النقش الكتابي الموجود في مدخل الخان والذي يؤرخ لتأسيسه.
فناء الخان |
المبنى كبير له مخطط شبه مربع بأبعاد ٥٩ × ٦٢م، بني من الحجر البازلتي الأسود، ارتفاع جدرانه نحو ٦م، ومدخل الخان معقود بعقد مدبب مرتفع من الحجر البازلتي الأسود؛ يرتكز على دعامتين من الحجر الأبلق (الأبيض والأسود)؛ وهو يحتوي على باب ضخم معقود بعقد وتري من الحجر الأبلق يحوي مصراعين خشبيين مصفّحين بالألواح المعدنية. يتألف من باحة سماوية واسعة أبعادها ٣٨.٥ × ٤١م كان في وسطها بركة، فيما تلتف حولها القاعات من كل الجهات، وخصصت الغرفة الواقعة على يسار المدخل لتكون مسجداً صغيراً للخان؛ له مدخلان؛ ويحتوي على محراب، وثمة غرفة مماثلة عن يمين المدخل، في حين يقع الإيوان في الجهة الجنوبية على محور مدخل الخان. أما الجناحان الغربي والشرقي فهما متناظران لكل منهما ثلاثة مداخل تنفتح على الباحة بأبواب ضخمة مرتفعة معقودة بعقد مدبب ذات واجهات خشبية.
الواجهة الشمالية يتوسطها المدخل |
واجهة المدخل من الداخل |
زود الخان بخمسة أبراج دائرية في الزوايا الخارجية وفي وسط الضلع الغربية، بُنيت من الحجارة البازلتية المنحوتة، في حين بنيت باقي أجزاء الخان من الحجارة البازلتية المتوسطة الحجم والمشذبة بعناية. أما سقف الخان فهو مكون من قبوات متصالبة ترتكز على دعائم وعقود بنيت من الحجارة البازلتية المقصبة، وهو مكسو باللياسة التقليدية والكلسية البيضاء.
الإيوان من المدخل |
قاعات الخان |
ثمة عدد من النقوش الكتابية على بعض الحجارة التي بُني منها الخان، ومنها النقش الموجود على المدخل والذي تمثله الآية الكريمة (٢٦٢) من سورة البقرة: « بسم الله الرحمن الرحيم: الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منَّاً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون..».
الفناء والواجهة الشرقية الداخلية |
مخطط الخان |
وثمة نص آخر منقوش في الجناح الغربي داخل المدخل وهو الآية (٢٦٣) من سورة البقرة: «قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى .. والله غني حميد. صدق الله العظيم – حمنذر الشام».
وثمة نص ثالث يدل على تاريخ بناء الخان أيام السلطان المملوكي الأشرف شعبان، يقع في واجهة المدخل الخارجية: « بسم الله الرحمن الرحيم: أنشئ هذا الخان المبارك أيام مولانا السلطان الأشرف شعبان ... وجه الله تعالى وكان الفراغ منه في جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وسبعمائة».
ظل خان دنون مهجوراً مدة طويلة، حتى اُتخذَ مأوىً للاجئين الفلسطينيين بعد تهجيرهم من وطنهم سنتي ١٩٤٨ و١٩٦٧م، ثم بدأت المديرية العامة للآثار والمتاحف ترميمه وإعادة تأهيله بدءاً من سنة ١٩٨٩م، وما زالت الأعمال مستمرة كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
محمود حمود
مراجع للاستزادة: - أحمد وصفي زكريا، الريف السوري (محافظة دمشق) ج٢ (١٩٥٧م). - وثائق المديرية العامة للآثار والمتاحف (دائرة ريف دمشق). |
- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد السابع مشاركة :