درويشيه (حمام)
-

 الدرويشية (حمّام -)

 

يقع الحمام في مدينة حماة القديمة بين خان رستم باشا[ر] وخان أسعد باشا[ر]، مقابل طلعة الحريري تماماً. تطل واجهة بناء الحمام الرئيسية على وسط شارع المرابط التجاري، وهو ملاصق لسوق الذهب الذي يُعدّ أحد تفرعات سوق المنصورية الأثري (سوق الطويل).

الموقع العام لحمام الدرويشية

يعود بناء الحمام -بحسب المصادر التاريخية- إلى أواسط القرن ١٠هـ/١٦م، وكان يسمى «الحمام الجديد». بدأ بناءه القاضي محمد الأعوج، وأتمّه ولده الأمير حسن الذي سافر إلى بلاد الروم في أيام السلطان مراد الثالث؛ فأسند إليه السلطان- الذي أعجب به- ولاية حماة؛ فرجع وأقام بها حاكماً مدة ثلاث سنوات، ثم عزل، ومكث بمنزله ليولَّى بعد فترة إمارة معرة النعمان، وكانت وفاته في ليلة النصف من شعبان سنة تسع عشرة وألف، وقد أهدى الحمّام إلى المتسلم العثماني الذي خلفه بولاية حماة، وهو درويش باشا، فتحول اسم الحمام إلى حمام الدرويشية منذ ذلك الوقت.

منظر عام

قبة الحمام ملاصقة لمدخل سوق الصاغة

ويًعدّ من الحمامات الكبيرة في مدينة حماة، وهو مبني من الحجارة الكلسية المتوسطة مع وجود بعض المداميك من حجر البازلت، وفي الواجهة الرئيسية باب إضافة إلى ثلاث نوافذ تنفتح على شارع المرابط. يتألف الحمام من أقسام البراني والوسطاني والجواني والقميم، إضافة إلى ساحة خلفية متسعة أمام القميم. يُدخل إلى الحمام من باب ضيق يولج منه إلى ممر ينفتح على قاعة البراني الواسعة والمغطاة بقبة كبيرة على كاملها، وتستند القبة إلى أربعة عقود أو أواوين تضم مصاطب حجرية مرتفعة ببضع درجات من أجل الجلوس، وفي الوسط بركة جميلة مزخرفة بزخارف هندسية رائعة، وقد فُرشت أرضية البراني بالرخام والحجر.

الواجهة الأمامية

الواجهة الخلفية للحمام ويظهر مدخل القميم

في هذا القسم باب يؤدي إلى القسم الوسطاني وبجواره مكان جلوس معلم الحمام، والقسم الوسطاني أصغر من البراني، وهو يحتوي على أربع مقاصير، تغطيها قبوات تتخللها القمريات الزجاجية التي تسمح بمرور الضوء إلى داخل الحمام، وداخل كلِّ مقصورة جرن كبير بسيط الشكل. وهناك باب يفضي من الوسطاني إلى الجواني عبر دهليز متعرج ضيق ينتهي بساحة الجواني المبلطة، كانت تسمى ببلاط النار، تمر من تحتها أنابيب المياه الساخنة والبخار الناجم عن تسخين هذه المياه. والأرضية أيضاً مزخرفة بزخارف هندسية بوساطة الرخام المشقف والحجارة الكلسية والبازلتية. وتتوزع حول هذه الساحة ست مقاصير؛ إضافة إلى أواوين مطلة مباشرة على الفسحة، وتحتوي على ثلاثة عشر جرناً من الرخام منحوتة بشكل بسيط.

القسم البراني تتوسطه البركة

أما القميم فيتكون من أقسام للتسخين مع فراغات ومستودعات؛ إضافة إلى أرض فارغة من البناء (ساحة ترابية) كانت تستخدم لتخديم الحمام. وهذه الساحة تنفتح على باب خدمة يفضي إلى الزقاق الخلفي الذي يوازي شارع المرابط.

كان الحمّام يتزوّد بالمياه من ناعورة المأمورية (وهي من أكبر النواعير في مدينة حماة، وتقع في مدخل حي الطوافرة)؛ ويستدل على ذلك من جدول لتوزيع المياه مذكور بسجلات المحكمة الشرعية بحماة، والتي تبين توزيع مياه المأمورية، ويتضمن الجدول ذكر حمام الدرويشية.

الواجهة الخلفية للحمام وتظهر قباب الحمام وساحة القميم

تجري حالياً أعمال ترميم تشمل مختلف أقسام الحمّام.

مجد حجازي

مراجع للاستزادة:

- المحبي، خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، الجزء الأول (دار صادر، بيروت).

- أحمد الصابوني، تاريخ حماة (المطبعة الأهلية، حماة 1956م).


- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد السابع مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق