الدحداح (مقبرة-)
دحداح (مقبره)
-
الدحداح (مقبرة -)
تقع في مدينة دمشق خارج سور المدينة القديمة، إلى الشمال منه في حي العقيبة في منطقة العمارة البرانية، جنوب شارع بغداد، وتعرف باسم مقبرة الدحداح أو مرج الدحداح أو أبي الدحداح أو الغرباء. ذكرها مؤرخ دمشق ابن عساكر (499 - 571هـ/1106 - 1175م) باسم مقبرة الفراديس ومقبرة باب الفراديس، كما عرفت باسم الذهبية، وهي من المقابر القديمة في دمشق، وكان في مكانها قديماً مرج يعرف بـ «مرج الدحداح» نسبة إلى المحدِّث أبي الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي الدمشقي الذي تُوفِّي سنة ٣٧٢هـ/٩٨٢م، ودفن فيه، وكان هذا المرج مجاوراً لمقبرة الفراديس أو باب الفراديس إلى وقت قريب بأواخر العصر العثماني، وقد ذكره عز الدين عربي كاتبي في كتابه «الروضة البهية في فضائل دمشق المحمية»، وبمرور الوقت اندمج المرج بالمقبرة وشكّلا مقبرة واحدة.
مخطط لموقع مقبرة الدحداح |
وهي من المقابر الخاصة بالمسلمين، وكان يدفن فيها أبناء حي العقيبة وسوق ساروجة والبحصة (الأحياء الشمالية في المدينة). وقد تغيرت حدود المقبرة على مر العصور وتراوحت في المساحة بين مدﹼ وجزر ضمن الأحياء السكنية المحيطة بها، فقد أزيل منها قسم عند شق شارع بغداد سنة ١٩٢٥م، وكان هذا القسم يضم قبة قديمة وقبوراً سلجوقية نُقِلت بعض أحجارها إلى مقبرة الدحداح الحالية التي تتألف من عدة عقارات من منطقة العمارة البرانية تبلغ مساحتها نحو٤٢ دونماً؛ وعقارين من منطقة العقيبة. تُعدّ مقبرة الدحداح واحدة من أهم مقابر المدينة وأكبرها، وهي الثانية في المساحة بعد مقبرة الباب الصغير [ر]، ولأهميتهما فقد اشتهر في دمشق من حفاري القبور من كان يعمل بالحفر في المقبرتين المذكورتين.
المقبرة من الداخل | بعض شواهد القبور |
قبور الأعلام الذين دفنوا في مقبرة الدحداح
قال ابن الحوراني: «وفي مقبرة باب الفراديس مشهد الخضر، وعنده قبر محمد بن عبد الله ابن الحسن المقدسي ثم الدمشقي المعروف بأبي شامة (ت٦٦٥ﻫـ/١٢٦٧م)، وتضم قبر الصحابي أبي الدحداح، وقبر عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم وغيرهما من الصحابة والصالحين. وقد أقيم على قبر عبد الرحمن بن أبي بكر حديثاً جامع يعرف بجامع الشيخ عبد الرحمن في أقصى الشمال من المقبرة إلى جانب تربة ابن منكورس. أما تربة الشيخ «أبو شامة» [ر] المقدسي الدمشقي فهي في أقصى الجنوب من المقبرة إلى الشمال قليلاً من خانقاه النحاسية، وهو مؤلف كتاب «الروضتين في تاريخ الدولتين النورية والأيوبية»، كما تضم عدداً من أضرحة شهداء الثورة السورية وضحايا مجزرة البرلمان سنة ١٣٦٤هـ/١٩٤٥م.
تربة ابن منكورس |
الشخصيات المدفونة فيها:
العلامة الحسيني، والعلامة الشيخ الحلبوني، والعلامة الشيخ الحواصلي، والعلامة الأفغاني، والعلامة الشيخ الميداني، والشيخ الكسم، والشيخ المحدث الحريري، وأبو النور شيخ الطريقة الشاذلية، وعلامة الشام أبو حنيفة الصغير الملقب) دبس وزيت)، والمؤلف الشيخ الرنكوسي، والعلامة الشيخ السفرجلاني، وعلامة الشام عبد القادر بن العلامة أبي الفرج الخطيب الحسني، والعلامة العالم الغزي، والإمام المؤرخ المقدسي الدمشقي صاحب التصانيف الشهيرة، ومفتي الحنابلة الشيخ العلامة الشطي، وشيخ الشام العلامة سعيد الحلبي، وغيرهم من علماء دمشق ومشايخها.
أحمد دالي
مراجع للاستزادة: - أبو الحسن علي بن محمد الربعي المالكي، فضائل الشام ودمشق، تحقيق صلاح الدين المنجد (مطبوعات المجمع العلمي العربي، دمشق). - أكرم العلبي، خطط دمشق (دار الطباع، دمشق ١٩٨٩م). - قتيبة الشهابي وأحمد الإيبش، معالم دمشق التاريخية (منشورات وزارة الثقافة، دمشق ١٩٩٦م). |
- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد السابع مشاركة :