دجله (نهر)

Tigris (The-) -

 دجلة (نهر -)

نهر دجلة Tigrisهو أحد نهري بلاد الرافدين العظيمين، ينبع من بحيرة غولكوك في جنوب شرقي تركيا بالقرب من ديار بكر التي كانت جزءاً من أعالي بلاد الرافدين في العصور القديمة.

نهر دجلة في بغداد

 يبلغ طوله 1850 كم، منها نحو 300 في الأراضي التركية، ونحو 44 تشكل الحدود بين سورية والعراق، وذلك قبل أن يدخل الأراضي العراقية عند بلدة فيشخابور.يذكر ياقوت الحموي «أن أول مخرج دجلة من موضعٍ يُقال له عين دجلة على مسيرة يومين ونصف من «آمد» (ديار بكر) من موضعٍ يُعرف بهَلُورس من كهفٍ مظلم. وممّا تجدر الإشارة إليه أن «آمد» كانت عاصمة مملكة «بيت زماني» الآرامية التي قامت في أعالي بلاد الرافدين في الألف الأول قبل الميلاد.

نهر دجلة عبر الأراضي الزراعية في ديار بكر

نهر دجلة في حسنكيف في تركيا

يرد اسم نهر دجلة في النصوص المسمارية بصيغتين هما: «إد ديغ نا» Idigna وهي الصيغة السومرية و«إدِّيغلات» Iddiglat وهي الصيغة الأكادية التي تحولت إلى «تيغرا» في العيلامية والفارسية القديمة، و«تيغريز» Tigris بالإغريقية، وإلى «دجلة» في العربية، و«حِدَّاقل» في العبرية. ويذكر العهد القديم أنه أحد أنهار الجنة. يبدو أن الاسم السومري «Idigna» يعني «الماء الجاري» ومن ثمَّ يمكن أن يُفسر اسم النهر بأنه «النهر السريع» مقارنة بتوأمه الفرات الذي يسير ببطء، وهذا يتطابق مع جريانه السريع في المناطق الجبلية الشمالية التي يكون فيها غير قابل للملاحة، على النقيض من مجراه الأوسط والجنوبي الذي كان صالحاً للملاحة وتُنقل عبره البضائع والمنتجات المختلفة. تقول أسطورة «إنكي وخلق الكون» السومرية أن الإله إنكي إله الأرض والحكمة والماء العذب هو الذي خلق دجلة والفرات وملأهما بالماء العذب. لدجلة روافد متعددة تزوده بنحو 66٪ من مياهه السنوية تجري جميعها من الشمال الشرقي باتجاه الجنوب الغربي، وأهمها الخابور الصغير (أو الشرقي) الذي ينبع كالزاب الأعلى من الأراضي التركية، ويبلغ طوله نحو 160كم، ويلتقي دجلة عند بلدة فيشخابور، والزاب الأعلى (بالأكادية «زابو إلو») الذي ينبع من الأراضي التركية ويبلغ طوله نحو 392 كم ويلتقي دجلة على بعد نحو 48 كم جنوبي الموصل، ويزود دجلة بنحو 33٪ من مياهه، والزاب الأسفل بالأكادية « زابو شابلو»، وهو أطول روافد دجلة إذ يبلغ طوله نحو 400كم ويلتقي دجلة جنوبي مدينة آشور، و(شط) العظيم الذي يبلغ طوله 320كم، وهو نهر فصلي يجري في الشتاء فقط نتيجة سقوط الأمطار ويلتقي دجلة عند مدينة «بلد». وأخيراً ديالى الذي يعُرف أيضاً باسم «سيروان» أو «أبي سيروان» الذي يُعَدُّ أهم روافد دجلة في الحياة الاقتصادية ويبلغ طوله نحو 386 كم، وينبع كالزاب الأسفل من الأراضي الإيرانية ويلتقي دجلة على بعد 32 كم جنوبي بغداد.

يبلغ أعلى منسوب لمياه نهر دجلة في شهري نيسان وأيار نتيجة ذوبان الثلوج عند منابعه، مما يؤدي إلى فيضانات شبه سنوية قبل أن تقام مشاريع الري والسدود على مجراه في العصور الحديثة، في حين يبلغ أدنى منسوب لمياه دجلة في شهري أيلول وتشرين الأول.

يلتقي دجلة مع الفرات عند مدينة القرنة في جنوبي العراق ليشكلا مجرى ًواحداً هو شط العرب الذي يسير نحو ٢٠٠كم قبل أن يصبَّ في الخليج العربي عند مدينة البصرة. وتجدر الإشارة إلى أن النهرين كانا في العصور القديمة يصبان منفصلين بعضهما عن بعض في الخليج العربي، ومع الزمن أدى تراكم اللحقيات إلى تقدم اليابسة وتشكل مجرى واحد للنهرين.

جفاف دجلة كشف عن قصر قديم في خزان سد الموصل يعود تاريخه إلى ٣٤٠٠ سنة (العصر البرونزي)

قامت منذ أقدم العصور على ضفاف دجلة بلدات ومدن متعددة كآشور (قلعة الشرقاط حالياً) أقدم عاصمة آشورية، ونينوى إحدى المدن الآشورية المشهورة التي تقع على ضفته اليسرى مقابل مدينة الموصل الحالية، وإكالاتوم، وكار توكولتي نينورتا التي بُنيت على ضفة دجلة الشرقية مقابل آشور، وكلخو، وسلوقية دجلة في العصر السلوقي، وطيسفون (المدائن) عاصمة الدولة الفرثية، وبغداد عاصمة الدولة العباسية. وكانت مدينة «لاجاش» السومرية تتغذى من مياه دجلة بوساطة قناةٍ حُفرت نحو ٢٤٠٠ ق.م.

عيد مرعي