الدامغائية (خانقاه-)
دامغاييه (خانقاه)
-
الدامغانية (الخانقاه -)
تقع الخانقاه الدامغانية أو الدامغائية (الزاوية النفيسية أو جامع المستدامية) في مدينة حلب القديمة، خارج باب الأربعين، في محلة المستدامية، منطقة عقارية 10.
تُنسب إلى حسن الدامغاني المدفون فيها، وقد اندثر بعضها، فجدّدها الشيخ جمال الدين محمد ابن نفيس الشرواني الصوفي البسطامي في العصر المملوكي سنة 854هـ/1450م، ووقفها على البسطامية (الأبايزيدية) ودُفن بها فعرفت به، كما دُفن بها حفيده محمد... بن نفيس (ت:٩٦٣هـ/١٥٥٥م). وقف عليها حفيده محمد بن ناصر الدين وقفاً كبيراً، ثم وقف عليها مستدام بك بن عبد السلام (أحد عتقاء السلطان قانصوه الغوري) وقفاً كبيراً؛ فعُرفت المحلّة وكذلك الجامع به.جُدّدت القبلية في العصر العثماني سنة ١٣١٩هـ/١٩٠١م، ومسجل هذا فوق بابها، وبُني الرواق شماليها.
الموقع العام |
يتم الولوج إلى الخانقاه من ساباط موجه جنوباً مسقوفٍ بقبوة متقاطعة يؤدي إلى باب الخانقاه، يليه دهليز يؤدي إلى باحة سماوية، يحدها جنوباً بدءاً من الشرق المدخل المذكور تليه القبلية وأمامها رواق تتقدمه مصطبة، وغرباً ثلاث خلوات، وشرقاً ابتداء من الجنوب ثلاث خلوات، يليها كتلة تبرز عنها تضم المدفن، ثم غرفة حديثة تستعمل قبليةً ثانية، حلّت محل تربة كانت في أوائل القرن ١٤هـ/٢٠م متهدمة وتضم عدة قبور، وفي الطرف الشمالي جزء من الباحة- يضم في طرفه الغربي مطاهر ومطبخاً- اقتطع وأضيف إلى دار تقع في الطرف الشرقي منه كانت سكناً لابن النفيس.تتكون الباحــة السماوية من ثلاثة مستويات: المستوى الأول يلي المدخل مباشرة ويستمر في معظم الباحة، والمستوى الثاني شرقي المدخل يُنزل إليه بدرجتين تؤديان إلى ممر مكشوف يوزع إلى ثلاث خلوات، والمستوى الثالث هو مصطبة كبيرة أمام رواق القبلية ترتفع عن الباحة ثلاث درجات.
تتكون القبلية من جزأين: يمثل الجزء الأول الطرف الشرقي منها ،وهو مربع يحده من الجهات الأربع أربع أقواس كبيرة وعميقة ومدببة، ويضم الجدار الشمالي منه باب المدخل، فوقه سدة محمولة على جسر حديدي، ويوجد زخارف في أسفل سياجها الخشبي. ويضم الجدار الجنوبـي محراباً مسقطه نصف دائري متجاوز، تتقدمه قوس مدببة يعلوها شريط من اللسينات على طرفيه ظفران بسيطان، وعلى طرفي المحراب شباكان. يسقف هذا الجزءَ من القبلية قبةٌ ترتكز على رقبة أسطوانية من الداخل ومضلعة اثنتي عشرية من الخارج، تضم اثنتي عشرة شمسية مستطيلة، ويتم الانتقال من الشكل المربع إلى الشكل الدائري عبر المثلثات الكروية. ويقع الجزء الثاني من القبلية في الجهة الغربية، وهو مستطيل يسقفه قبو متقاطع يتطاول في كلا الاتجاهين الشمالي والجنوبي، وبمحاذاة الجدار الجنوبي منبر خشبي له سياج من البرامق (مصبّعات) والنجميات. وتعلو مقرنصات وتخاريم خشبية قوس الباب المجزوءة ومكان جلوس الخطيب.
يتكون الرواق أمام القبلية من ثلاثة أقسام، يحدها من الأمام ثلاث أقواس كبيرة مدببة ترتكز على الجدارين الجانبيين ودعامتين ضخمتين في الوسط، يسقفها ثلاثة قبوات متقاطعة. يقع القسم الأول بدءاً من الشرق في مستوى الباحة، وهو يضم في جداره الجنوبي باب القبلية، وهو كبير ذو مصراعين، تعلوه قوس مجزوءة كبيرة مبطنة ومزخرفة، له مفتاح بارز حلزوني مزخرف بورود، تعلوه دائرة منحوتة على شكل متعرج «زكزاك» ضمنها طغراء السلطان عبد الحميد الثاني، كُتب تحتها «سنة 1319هـ« (أي 1901م). ويضم الجدار الشرقي نافذتين كبيرتين وأمامه ميضأة. ويفصل القسم الأول من الرواق عن القسم الثاني جدار حديث بسماكة 10سم تنصّفه ثلاث درجات تؤدي إلى باب فوقه شمسية كبيرة مستطيلة. ويضم الجزء الثاني محراباً مسقطه نصف دائرة متجاوزة، وله حنية شعاعية كُتب في مركزها «الله«، تتقدمه قوس مدببة يعلوها إفريز بسيط على طرفيه ظفران بسيطان. أما الجزء الثالث فيضم جداره الجنوبي نافذتين تطلان على القبلية، يعلو كلاً منهما قوسٌ مجزوءة.
هناك ست خلوات صغيرة، يبدو أنها من بقايا الخانقاه، لكل منها نافذة أو اثنتان وباب وخزانة أو خزانتان. ثلاث منها تقع في الجهة الشرقية من الباحة، تسقف كلاً منها قبوة متطاولة؛ وثلاث أُخرى تقع في الجهة الغربية، تسقف كلاً منها قبوة متقاطعة. تفتح غرفـة المدفن على الباحة غرباً عبر باب منخفض، وتُطلُّ جنوباً عبر نافذة كبيرة، وداخل الغرفة الضريحان المذكوران، وقد افتتح لها باب من الشمال يصلها بالقبلية الحديثة، ويسقف المدفنَ سقفٌ مستوٍ من الخشب فوق جذوع الشجر.كانت القبليـة الحديثـة مدفناً يضم عدة قبور سابقاً، ولها شكل حرف “L”. يتم الصعود إليها بدرجتين، وفي جدارها الجنوبي محراب مسطح تحدّه قوس نصف دائرية بارزة، والسقف مستوٍ خرساني حديث.
المئذنـة ذات بدن مثمن، ينتهي في الأعلى بأفاريز وشريط من اللسينات، وهناك ثمانية أظفار تحمل شرفة مثمنة تسقفها مظلة خشبية مثمنة تستند إلى ثمانية أعمدة خشبية، ويستمر البدن أسطوانياً بقطر أصغر، وينتهي بقلنسوة مخروطية هرمية متوّجة بالهلال.
تتألف الواجهـة الخارجية الشرقيـة من واجهة القبلية الجانبية، وهي تضم- بدءاً من الجنوب- شطفة تعلوها مقرنصات في زاوية البناء، تليها نافذتان يعلو كلاً منهما قوس مجزوءة، وتنصف أعلاهما كتابة كوفية ضمن مربع. وتعلو هذا القسم المئذنة وقبة القبلية، يلي ذلك ساباط تنفتح عليه نافذة تعلوها قوس مجزوءة، يليها قسم مكشوف يضم نافذتين عائدتين للرواق، يعلو كلاً منهما قوسٌ مجزوءة.
تتألف الواجهـة الخارجية الجنوبيـة - بدءاً من الشرق- من واجهة الساباط المؤدي في نهايته إلى مدخل الخانقاه المحتوي على باب معدني ذي مصراعين، تعلوه قوسٌ مجزوءة، وكُتب فوق الباب بالدهان «جامع النفيس».
تبرز عنها واجهة القبلية، وهي تتألف من الشطفة المقرنصة السابق ذكرها في الزاوية، تليها نافذتان مستطيلتان، وفوق النافذة الأولى مربع يضم نصاً كوفياً جاء فيه: « محمد - أبو بكر- عمر - عثمان - علي» ويعلو النافذة الثانيـة ساكف مستقيم، وفي أعلى الوسط بين النافذتين شمسيـة يعلوها قوس نعل الفرس المدبب.تتألف الواجهـة الداخلية الشمالية من واجهة المدفـن، وهي تضم نافذة مستطيلة كبيرة مزودة بشبك معدني، يعلوها ساكف مستقيم مكون من قطعة حجريـة واحدة، تضم نصّاً مكوناً من خمسة سطور يؤرخ للمبنى الذي يعود إلى سنة 854هـ/1450م. وهناك كتابة في زوايـا الساكف أيضاً الذي تعلوه شمسية تعلوها قوس مدببة ذات المراكز الأربعة.
منظر خارجي |
تتألف الواجهـة الداخلية الجنوبية للباحة من واجهة الرواق يتقدمها ثلاث أقواس، سُدّت لاحقاً بجدار يضم نافذة وباباً فوقه شمسية، جميعها مستطيلة الشكل، وأمام الرواق مصطبة، في طرفها الغربي درج يصعد إلى السطح، والمدخل في شرقي الرواق.وتتألف الواجهـة الداخلية الشرقية- بدءاً من الجنوب- من واجهة ثلاث خلوات تنخفض عن مستوى الباحة (50) سم تقريباً، تضم كل واحدة منها باباً وشباكاً، ويعلو كلاً منها قوس مجزوءة.
لوحة زخرفية كتابية على الواجهة الجنوبية |
زخارف مدخل القبلية |
ويرتفع ويتقدم عن هذا الجزء واجهة المدفن، وهي تضم باباً منخفضاً مستطيلاً له ساكف مستقيم مؤلف من قطعة حجرية واحدة، يليه باب كبير حديدي ذو مصراعين أمامه درجتان، يؤدي إلى القبلية الحديثة.وتتكون الواجهـة الغربية بدءاً من الجنوب من مصطبة تضم درجاً يصعد إلى السطح، وتليها واجهة ثلاث خلوات تضم ثلاثة أبواب وخمس نوافذ، سُدّت الأخيرة منها بالحجارة. ويعلو كلاً من النوافذ والأبواب قوس مجزوءة.
القسم الغربي من القبلية | المنبر |
اللوحة التأريخية أعلى نافذة المدفن | القسم الغربي الشمالي من القبلية |
وفي الأعلى شمسيتان، يعلو كلاً منهما قوس نعل الفرس المدببة ذات المراكز الأربعة، وأخرى تعلوها قوس نصف دائرية مكونة من فقرتين، وفي أعلى الواجهة ثلاثة ميازيب بسيطة.
- محمد كامل الغزي البابي الحلبي، نهر الذهب في تاريخ مملكة حلب (حلب ١٩٩١- ١٩٩٣م).
لمياء جاسر
مراجع للاستزادة: - أحمد بن إبراهيم بن محمد أبو ذر: المعروف بسبط ابن العجمي الحلبي، كنوز الذهب في تاريخ حلب (دار القلم، حلب ١٩٩٦- ١٩٩٧م). - لمياء جاسر، دور المتصوفة في مدينة حلب (حلب 2007م). - لمياء جاسر، «دور المتصوفة في تقصي خطى الدولة العثمانية»، برنامج التعاون الإقليمي السوري التركي، جامعة غازي عنتاب. - محمد أسعد طلس، الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب (مديرية الآثار العامة، ١٩٥٦م). - محمد راغب الطباخ، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء (دار القلم، حلب ١٩٨٨م). |
- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد السابع مشاركة :