الخليل
خليل
-
الخليل
الخليل (مدينة -)
الخليل بلدة في جنوبي فلسطين، وواحدة من أقدم مدنها، ويطلق عليها اسم «حبرون». تبعد عن مدينة القدس ٣٦كم جنوباً، وتقع على ارتفاع ألف متر فوق سطح البحر. وهي مدينة مقدّسة لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث: اليهود والمسيحيين والمسلمين، وقد أطلق اسم الخليل على كل المنطقة الجبلية المحيطة بها نسبة إلى تسمية نبي الله إبراهيم “ بـ «الخليل».
وجدير بالذكر أن المعلومات التاريخية حول الخليل في المصادر العربية ضئيلة؛ لأنّ المدينة كباقي فلسطين لم تكن مركزاً لنشاط سياسي مهم إلا خلال الحروب الصليبية، وقد بدأ الاهتمام بالخليل بوصفها مدينة مقدسة في القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي. وفي القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي وُجد لأول مرة عملٌ شامل حول الخليل جمعه القاضي مجير الدين العليمي.
يدور تاريخ الخليل حول محورين: المحور الأول: قداستها لوقوع المسجد الإبراهيمي الشريف فيها من جهة، وهو الذي يحوي أضرحة نبي الله إبراهيم“ وأسرته المكرَّمة.
أما المحور الثاني فهو وضعها الطبوغرافي وقربها من الصحراء وموقعها عند مفترق الطرق. وتركز المصادر حتى عهد مجير الدين على قداستها وعلى إنتاجها الزراعي.
وتذكر المصادر التاريخية أن النبي إبراهيم الخليل“ نصب خيمته في سهلها في منطقة حَرَم الرامة، وعندما توفيت زوجته سارة اشترى إبراهيم مغارة «ماكفيلا» (التي أطلق عليها بعضهم كهف البطاركة) من عفرون الحثي وقام بدفنها هناك، وعندما توفي سيدنا إبراهيم ادَّعت رواية أن تكون حبرون أرض المحشر والمنشر.
أشاد المسلمون الأوائل المقام الإبراهيمي الشريف فوق مغارة «ماكفيلا» ولم يغيروا شيئاً في ترتيب القبور، فقبر إسحاق “ وزوجته رفقة كان داخل الجامع المغطى في الجنوب الشرقي وقبل قبر سارة وإبراهيم “ عند المدخل، وقبر يعقوب وزوجته ليا (Leah) في الجانب الشمالي الشرقي من الباحة المكشوفة، وقبر يوسف “ خارج الحائط الجنوبي الغربي، ثم أُقيم حير (أي سور) على قبور إبراهيم“ وأسرته؛ بني بحجارة ضخمة يزيد طول بعضها على سبعة أمتار بارتفاع يقارب المتر، ويصل ارتفاع البناء في بعض المواضع إلى ما يزيد على 15متراً. وفي العصر الأموي رمّم الأمويون مقام إبراهيم “ وأشادوا سقف الحرم الحالي فتحول إلى مسجد، وبنيت قباب فوق قبر كل من إبراهيم وسارة، كما يذكر مجير الدين العليمي، ثم أُدخلت عليه تحسينات كثيرة في العصر العباسي؛ فأمر المقتدر بالله العباسي ببناء القبة على ضريح يوسف “.
وفي سنة 425هـ / 1033 م تعرّض الحرم لزلزال عنيف هدَّم أيضاً أقساماً كبيرة من الرملة ونابلس، كما تعرّض الحرم لتغييرات في عهد الصليبيين الذين احتلوا الخليل سنة 493هـ / 1099م؛ فهدموا المسجد الإبراهيمي وأقاموا على أنقاضه حصناً لفرسانهم وكنيسة صغيرة على الطراز القوطي. وسمّوا الخليل «القديس إبراهيم». وفي عهد ملك القدس بلدوين Baldwin اكتشف رهبان مسيحيون الكهف وجُدِّد وفقاً لأوامره. ويذكر أن الخليل كانت تحت حكم ملوك القدس وفيما بعد تحت حكم أمير الكرك.
ولمّا استعاد السلطان صلاح الدين مدينة الخليل وعسقلان أمر بإعادة بناء المسجد ونقل المنبر الخشبي الذي كان قد بناه بدر الجمالي لمشهد رأس الحسين في عسقلان إلى الخليل. ثم أضاف الملك المعظم شرف الدين عيسى الأيوبي رواقاً إلى المسجد.
منظر عام لمدينة الخليل | الخليل - البلدة القديمة |
وبعد موت صلاح الدين انتقلت الخليل إلى حكم الملك الناصر داود أمير الكرك، ثم انتقلت الخليل وأقسامٌ كبيرة من جنوبي فلسطين إلى حكم مصر، ثم عادت ثانية إلى حكم الناصر داود حتى سنة 642هـ/1244م، لتنتقل إلى الملك الصالح أيوب، وفي سنة 658هـ/1260م استولت فرقة من جيش المغول عليها، وعندما استقر حكم المماليك بمصر ووطّدوا الأمن فيها من الأخطار الخارجية؛ وجَّه ملوك المماليك والأمراء المحليون اهتماماً كبيراً بالأماكن المقدسة في كل من القدس والخليل؛ ومُنحوهما أوقافاً كثيرة. وكانت إدارة الأماكن المقدسة وإدارة أوقافها الواسعة تعهد إلى أمير مملوكي يطلق عليه اسم ناظر الحرمين الشريفين، وهو اصطلاح كان لا يطلق إلا على مكة والمدينة.
استعادت الخليل ازدهارها العمراني في العصر المملوكي ففي سنة 666هـ/1268هـ منح السلطان الظاهر بيبرس مبلغاً كبيراً من المال لترميم الحرم مما جعله من أعظم مساجد الإسلام. كما عمَّر الملك المنصور قلاوون أحد أبواب المسجد وبنى سنة 679هـ/1280م رباطاً مقابل القلعة وقريباً من الحرم أطلق عليه اسم الرباط المنصوري، وفي السنة التالية بنى البيمارستان المنصوري. كما أن مقامات الأنبياء وزوجاتهم هي من بناء المماليك.
المسجد الإبراهيمي |
كذلك أوجب ازدياد عدد الحجاج الذين كانوا يمرون بالخليل في طريقهم إلى مكة اهتمام المماليك بهذا الأمر مما استدعى بناء خزّان كبير للماء، وعُهِد ببنائه إلى الأمير علاء الدين الركني، كما صدرت أوامر سنة 682هـ/1283م بأن تخصص الجزية التي يدفعها أهل الذمة في القدس وبيت لحم وبيت جالا لهذا الهدف، وقرّر الأمير أبو سعيد علم الدين سنجر الجاولي (ت 745هـ/1344م) أن ينقل الماء من عين الطواشي بقناة إلى الخليل، وبنى الأمير ذاته من ماله الخاص- ما بين سنتي 718 - 720هـ / 1318 - 1320م - مسجد الجاولي عند الحائط الشمالي الشرقي من الحرم، وإلى جانب المسجد وجدت المطابخ والمطاحن وأماكن تخزين المواد الغذائية.
في سنة 732هـ/1332م أعيد بناء قلعة الخليل، وفي سنة 796هـ/1394م أمر الأمير الأشرف إينال بمنح للحرم، كما أظهر السلطان الأشرف سيف الدين قايتباي اهتماماً كبيراً بالأماكن المقدسة.
دخل العثمانيون الخليل سنة 921هـ/1517م، وأصبحت الخليل مركزاً لناحية في سنجق القدس، وأُعفي سكانها المسلمون من ضرائب الدولة، وأظهر العثمانيون كالمماليك اهتماماً كبيراً بالمقدسات في الخليل والقدس، وعدّوا ذلك واجباً؛ لأن أعداداً كبيرة من الحجاج من كل أنحاء الامبراطورية كانت تزور هذه المقدسات؛ فكان لا بُدّ من حمايتهم ورعايتهم، وكانت التعليمات تصدر من إسطنبول بحسن إدارة الأماكن المقدسة وترميمها، وفي حال وجود نقص في الموارد المالية كانت أوقاف جديدة تمنح، ويرسل عمال ماهرون من دمشق لترميم الحرم. وفي سنة 979هـ /1571م أضيف مصدر جديد لمورد الخليل المالي عندما اكتشف الملح الصخري جوار حبرون؛ والذي استخدم في صناعة البارود للجيش العثماني. ورغبة في حماية الخليل والقرى المجاورة من غزوات البدو عمدت السلطنة العثمانية إلى بناء العديد من القلاع على الطريق، ولكنّ هذه المحاولات لم تحقق المبتغى واستمرت غزوات البدو تثير قلق السكان والسلطات.
قلعة الخليل |
وأولى العثمانيون اهتمامهم بقضية المياه في الخليل، فتمّ إعادة بناء خزّانين كبيرين في وادي الخليل وتوسيعهما في عهد السلطان سليمان القانوني، عُرف أحد هذين الخزانين باسم «بركة القزازين»؛ وبُني عليه مسجد في الوقت الحاضر، وعُرف الخزّان الثاني باسم «بركة السلطان»، وهو اسم أطلق على العديد من الخزّانات التي بنيت في العصر العثماني على طريق الحج.
بدأت الأمور تتدهور في أثناء الحكم المصري بقيادة إبراهيم باشا (١٢٤٧هـ/١٨٣١م- ١٢٥٦هـ/ ١٨٤٠م) وعانت المناطق الجبلية المعارضة للمصريين- ولا سيما الخليل- لمشاركتها الفعّالة في ثورة ١٢٥٠هـ/ ١٨٣٤م، فحوصرت ودمرت قلعتها بنيران المدفعية؛ فدخلها المصريون ونهبوها، كما أصابها خراب آخر نتيجة الزلزال الذي أصاب فلسطين سنة ١٢٥٣هـ/ ١٨٣٧م.
أدّى توطيد الأمن في النصف الثاني من القرن ١٣هـ/١٩م- مع ازدياد اهتمام القوى الأوربية بفلسطين بعد فتح قناة السويس سنة ١٢٨٦هـ/ ١٨٦٩م- إلى استعادة الخليل لعافيتها، فازداد عدد سكانها من ٨٠٠٠ إلى ١٠٠٠٠ نسمة في سنة ١٢٨٧هـ/ ١٨٧٠م؛ وإلى ١٤٠٠٠نسمة في نهاية القرن ١٣هـ/١٩م، واستمر هذا الازدياد بعد الاحتلال البريطاني سنة ١٣٣٦هـ/ ١٩١٧م، وأضحت الخليل مركزاً سياسياً مهماً، وشارك قادتها في ثورات سنة ١٣٤٨هـ/ ١٩٢٩م وسنة ١٣٥٥هـ/ ١٩٣٦م، وبعد حرب سنة ٣٦٨هـ/ ١٩٤٨م دخلت الخليل تحت سلطة الحكم الأردني حتى سنة ١٣٨٧هـ/ ١٩٦٧م حين احتلها الصهاينة خلال حرب حزيران/يونيو، وكانت خلال ذلك تدار من قبل أسرة الجعابرة ذات النفوذ.
مسجد النبي يونس “ | مسجد الجاولي |
آثار مدينة الخليل:
تتميّز البلدة القديمة في الخليل بعراقتها وأصالتها، ويعود تاريخ مبانيها إلى الأعصر الثلاثة: الأيوبي والمملوكي والعثماني، وتمتاز بنظامها المعماري الجميل. فيها الكثير من المساجد والزوايا والأربطة، ومن الأربطة: رباط مكي والجماعيلي ورباط الطوشي والرباط المنصوري الذي يتمتع بصفات معمارية مميزة، ومن آثارها أيضاً القلعة التي تقع بجوار المسجد الإبراهيمي الشريف من الجهة الغربية الجنوبية. ومن الزوايا: زاوية الشيخ عبد الرحمن الأرزرومي، الزاوية الأدهمية، الزاوية القيمرية، زاوية «أبو الريش»، زاوية الشاذلي، زاوية الأشراف (زاوية المغاربة)، زاوية أبي بكر الشبلي، زاوية الجعبري، زاوية الشيخ خير الدين الشريف، الزاوية القادرية. ومن المساجد: المسجد الإبراهيمي الشريف ومسجد الجاولي وقد سبق ذكرهما آنفاً، ومسجد ابن عثمان ومسجد القزّازين ومسجد البركة ومسجد الأقطاب القديم ومسجد الشيخ علي البكّا ومسجد البركة ومسجد الشيخ بهاء الدين الوفائي ومسجد مسعود ومسجد فرعونة، وجامع النبي يونس “في حلحول- قضاء الخليل الذي أقامه الملك المعظّم عيسى الأيوبي سنة 623هـ/1226م وبنى له منارة.
وفيما يلي أهم الزوايا:
1- زاوية الأشراف: زاوية آل الشريف بالخليل، وكانت تدعى سابقاً زاوية المغاربة نسبة إلى مؤسسها الشيخ محمد السقواتي القادم من المغرب. أبعاد بنائها الحالي 15م×15م، وهي تتألف من غرفة ذات محراب فيها مدفن الأسرة وغرفة نوم وساحة مكشوفة ومسجد وبئر ماء كبيرة وميضأة.
وماتزال الزاوية قائمة حتى اليوم. وفي جانب من الزاوية مقام ليوسف النجار.
زاوية الأشراف |
2-زاوية أبي بكر الشبلي: نسبة إلى مؤسسها الشبلي وهو من أئمة التصوف، تُعدّ من أقدم زوايا الخليل، وتقع في حي السواكنة. تتألف من غرفة تضم الضريح المنسوب إلى الشبلي عليها قبة ارتفاعها خمسة أمتار وأبعادها 3م ×3م. وغرفة أبعادها 4م×4م تضم الضريح المنسوب إلى الشيخ الترعاني، وفيها محراب وساحة مكشوفة (5م×4م)، وفيها محرابان وغرفة لإقامة المؤذن والإمام (10م×3م) وميضأة، وأضيفت إليها مؤخراً غرفتان في طبقة عليا. وهناك على واجهة الزاوية بلاطة عليها كلمات مُحي أكثرها، يمكن أن تقرأ منها عبارة: «أُعيد عمارته سنة 1265ه» أي 1848م.
3-زاوية الجعبري: أُنشئت في عصر المماليك، وهي لآل الجعبري الذين يشرفون عليها حتى اليوم. تقع في الجهة الشرقية من الحرم الإبراهيمي، لها مدخل جميل من الحجر الأحمر المدقوق المطعّم بالمزي الأبيض. يتألف بناء الزاوية الحجري القائم حالياً من قاعة واحدة أبعادها 20م×5م، وفي الزاوية مغارة شبيهة بالمغارة الموجودة في الحرم الإبراهيمي الشريف، وفيها أضرحة لأُناس مجهولين.
4-زاوية الشيخ خير الدين الشريف: تقع في محلة الشيخ علي البكّا بجانب البيت الذي يسكنه الشيخ خير الدين الذي كان صوفياً مرموقاً في مدينة الخليل، وقد بنى هذه الزاوية أتباع الشيخ خير الدين بعد سنة واحدة من وفاته. تتألف الزاوية من قاعة (10م×8م) وغرفة الضريح الذي دُفن فيه صاحب الزاوية، ومن رواق وصحن مكشوف.
5- الزاوية القادرية: أنشأها أتباع القطب الصوفي الكبير عبد القادر الجيلاني، ولا يُعرف تاريخ إنشائها بوجه الدقة وإن كان من المرجح أنها أُنشئت في عصر المماليك. ضمت هذه الزاوية في عهدها الأخير غرفة واحدة (7م×5م) فيها محراب، وقد هُدمت الغرفة وأُزيلت جميع آثار الزاوية في الستينيات من القرن 14هـ /20م.
وأما التكايا والأربطة فأهمها:
تكية سيدنا الخليل: مؤسسة قديمة جداً لاتُعرف بدايتها على وجه التحقيق. والسماط هو الأصل المرادف لاسم التكية، وهو اسم يرجع إلى عهد إبراهيم الخليل “ وقد وقف حكام المماليك الأوقاف الكثيرة للإنفاق على السماط. وفي العصر العثماني أصبح السماط يدعى تكية سيدنا الخليل. وللتكية مطبخ خاص وفرن لإنتاج الخبز، وقد بقيت التكية قائمة وما زالت تقدم أكلها التقليدي حتى اليوم.
رباط خليل الرحمن (الرباط المنصوري): وقفه الملك المنصور قلاوون وعمّره في سنة 679هـ/1280م. يقع الرباط اتجاه القلعة، وهو يتألف من عشرات الغرف التي تحيط بساحة مكشوفة تتوسطها حديقة جميلة. هُدم مبنى الرباط في الستينيات من القرن 14هـ/20م بحجة تنظيم المدينة. وفي متحف بلدية الخليل لوحة رخامية (93سم ×50سم) مثبتة في أعلى الرباط تتضمن تاريخ البناء واسم الباني.
التكية الإبراهيمية | متحف الخليل | الرباط المنصوري |
بركة السلطان: تقع وسط المدينة إلى الجنوب الغربي من المسجد الإبراهيمي. بناها السلطان سيف الدين قلاوون الألفي (678 - 689 هـ / 1279 - 1290م) بحجارة مصقولة.
متحف الخليل: يقع في حارة الدارية قرب خان الخليل، وهو من العقارات الوقفية والأثرية المهمة في المدينة، وقد كان في الأصل حماماً تركياً عرف باسم حمام إبراهيم الخليل، وما زال الحمام محافظاً إلى الآن على شكله ورونقه، وقد حوّل إلى متحف.
كنيسة المسكوبية |
كنيسة المسكوبية: تقع في حديقة مضيفة الروم الأرثوذكس في ظاهر المدينة الغربي، بُنيت في مطلع القرن الماضي. مساحتها 600 متر مربع، مبنية من الحجر على أرض مساحتها 70 دونماً؛ واتخذت في مخططها شكل الصليب.
رامة الخليل أو بئر الرامة: تقع بالقرب من مدخل مدينة الخليل في الناحية الشرقية منها، وقد كانت هذه المنطقة مركزاً تجارياً مهماً في عصر الرومان جذب إليه الكثير من سورية وفلسطين ومصر وخصوصاً في عهد الامبراطور هادريان (117 - 138م).
نجدة خماش
مراجع للاستزادة:
- مجير الدين العليمي، الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ( بولاق 1213هـ).
- التدمري، مثير الغرام إلى زيارة الخليل ( طبعة 1937م).
- السخاوي، الضوء اللامع ( دار الجيل، بيروت 1992م).
- G.Le Strange, Palestine under the Moslems – London, 1890.
ـ U. Heyd, Ottoman documents on Palestine 1552-1615 Oxford, 1960 -
- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد السادس مشاركة :