خلده
Khaldah - Khaldah

 خَـلْـدة

خَـلْـدة

 

 

 

خَـلْـدة Khaldeh موقع أثريّ يبعد ١٢كم عن عاصمة لبنان بيروت جنوباً بمحاذاة الطريق الدولي المتجه منها إلى صيدا، وهو يتألّف من هضبتين يبلغ ارتفاعهما نحو١٠-١٥م فوق سطح البحر، وتنحدران على امتداد زهاء ٥٠٠م نحوالشاطئ. وقد عُثر في الموقع على واحدٍ من أحجار الأميال الرومانيّة يُبيّن أنّ المسافة كانت ٢٣٩ ميلاً رومانيّاً بين الموقع وأنطاكية و١٢ميلاً بينه وبين بيروت. ورد الاسم »خلدة» بصيغة Hi-il-du-ya في الأكاديّة على أنها إحدى مدن مملكة صيدا التي استولى عليها الملك الآشوري أسرحدون (٦٨١-٦٦٩ ق.م) عام ٦٧٧/٦٧٦ ق.م، وجاء ذكرها خلال العصر الروماني حيث وُصفتْ بأنها « خلدة غير المستقرّة Mutatio Heldua» في دليل رحّالة مدينة بوردو Bordeaux .

 

أعمال التنقيب في موقع خلدةبقايا محاجر ومصانع نبيذ مع أحواض لتخزين عصير العنب

 

اكتُشِف الموقعُ في النصف الأوّل من القرن التاسع عشر؛ إذ ذكره Henri Guys في كتابه «بيروت وجبل لبنان» الذي نُشر بالفرنسيّة عام١٨٤٧م، ثم كشفتْ مديريةُ الآثار اللبنانيّة عام ١٩٦٠م عن بعض القبور الفينيقيّة في أثناء إنشاء الطريق الدوليّة قرب مطار بيروت، فدفعها ذلك إلى تكليف روجيه صيدح Roger Saidah إجراء أعمال تنقيب في العام التالي أظهرتْ وجود طبقاتٍ أثريّة متعاقبة تعود– من الأحدث إلى الأقدم– إلى الفترات: البيزنطيّة، فالرّومانيّة المبكّرة، فالفارسيّة-الإغريقيّة، فالعصر البرونزي المتأخّر، فالعصر البرونزي المبكر (أيْ من القرن الرابع الميلاديّ إلى الألف الثالث ق.م). وقد عُثر على سطح الهضبتين على مجموعةٍ من المنشآت تشمل بيوتاً ذات أرضيّة من الفسيفساء وحمّاماتٍ ومناطق صناعيّة وأُخرى زراعيّة تتضمّن آباراً ومعاصر زيتون، وتعود كلها إلى الفترتين الرومانيّة والبيزنطيّة (أيْ من القرن الرابع إلى القرن السادس للميلاد) كما عُثر على توابيت مصنوعة من الطين الأحمر المحروق، وعلى أوانٍ فخّاريّة مزخرفة، معظمها ذو طراز إغريقيّ؛ وعلى قطعٍ من النقود تعود إلى الفترة الرومانيّة، ويمتدّ زمنُ هذه المكتشفات من الفترة الهلنستيّة المتأخّرة إلى الفترة الرومانيّة المبكّرة، أمّا الفترة الفارسيّة الإغريقيّة فيمثّلها عددٌ قليل من كتل الأحجار الكلسيّة التي تُلفى في أساس السور.

بقايا معمارية مكتشفة في الموقع

 

مخطط معماري لمصنع نبيذ في الموقعأعمال تنظيف غرفة تخزين نبيذ وحمام في خلدة

تعود القبورُ الفينيقيّة في الموقع – ومجموعها ٤٢٢ قبراً- إلى العصر الحديدي الثاني (أيْ من القرن العاشر إلى القرن الثامن ق.م)، وهي تلقي الضوء على الطقوس الجنائزيّة، ولها نمطان: الأول - وهو الأكثر شيوعاً- من النوع المألوف المسمى inhumations توضع فيه الجثّةُ ملاصقةً للأرض بين صفّين من الحجارة، وتحيط بها المرفقات الجنائزية؛ أغلبها أوانٍ فخارية، والثاني– وهو الأقلّ –يتمثل باستخدام الجرار للدفن، وقد عُثر فيها على بعض العظام المتكلّسة؛ مما يُشير إلى طقوس حرق الجثّة وجعلها رماداً .

بقايا بركة مياه ساخنة في حمامات خلدةفسيفساء بزخارف هندسية ونقش سرياني اكتشفت في خلدةمشهد من فسيفساء خلدة يصور وعاء ونبتة مورقة متسلقة

ويدلّ حجمُ هذه المقبرة على وجود مستوطنة فينيقية كبرى معاصرة لها لمْ يُعثر عليها حتى الآن، وثمّة كِسَرٌ فخّاريّة في محيط المقبرة تعود إلى نهاية العصر البرونزيّ المتأخّر وبداية العصر الحديدي (أيْ من القرن الثالث عشر إلى القرن الحادي عشر ق.م)، كما عُثر على بعض المنشآت البيضويّة الشكل؛ وعلى جدارٍ للدفن من العصر البرونزي المبكر أيْ من مطلع الألف الثالث ق.م .

رفـعت هـزيـم

 

مراجع للاستزادة:

-Henri Guys, Relation d’un sejour de plusieurs annees a Beyrout et dans le Liban, Paris 1847.

-Roger Saidah, Fouilles de Khaldeh, in: Bulletin du Musee de Beyrouth 19(1966) pp.51-90, 20 (1967) pp. 155-180.


- التصنيف : العصور التاريخية - المجلد : المجلد السادس مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق