خربة الخطيب (موقع-)
خربه خطيب (موقع)
Khirbet al-Khatib -
خربة الخطيب
خربة الخطيب (موقع -)
تقع خربة الخطيب Kherbet el-Khatib على مسافة قريبة من قريتي باقرحا ودارقيتا في الجهة الشمالية من جبل باريشا[ر] في محافظة إدلب، وقد زارها عدد من الرحالة والباحثين خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، ومنهم هوارد بتلر H.Butler وجورج تشالنكو G.Tchalenko وجورج تات G.Tate. أُدرجت هذه القرية مع القرى المجاورة لها مثل دارقيتا وباقرحا وديرونة؛ ضمن إطار محمية أثرية على لائحة التراث العالمي في اليونسكو في سنة ٢٠١١م.
ويعود الاستيطان في هذا الموقع إلى العصرين الروماني والبيزنطي على غرار بقية القرى في شمالي سورية، ويتضح هذا التشابه من خلال طبيعة العمارة وسماتها وتقنيات البناء في المنطقة، وإن كان الاختلاف ينحصر في حجم المباني الأثرية وعددها في هذا الموقع مقارنة بما وُجد في القرى الأخرى.
وُجدت في هذا الموقع آثار من القرنين الثاني والثالث الميلاديّين كالمصطبة التي بني عليها المعبد الوثني، والتي بقيت بكامل ارتفاعها المشرف على الأطلال، وجدران بيت قرب البازيليك. تعد هذه القرية من القرى الصغيرة مقارنة بدارقيتا وباقرحا الواقعتين إلى جوارها على بعد نحو كليومتر واحد، وهي تضم عدداً من المباني الأثرية بعضها في حالة جيدة من الحفظ، وبعضها الآخر تعرض للتخريب خلال العصور المتلاحقة. وقد بُنيت البيوت السكنية من الحجر الكلسي على غرار القرى المجاورة لها، والذي تم اقتلاعه من المنطقة نفسها. وتميزت بتنوع مخططاتها من حيث الحجم فهي تتألف من طابق واحد أو طابقين، يتألف كل طابق من عدة غرف، حيث يتم استخدام الطابق الأرضي لإيواء حيوانات ساكنيها وتخزين مؤنهم؛ أما الطابق العلوي فقد خُصِّص للسكن، وأحيطت البيوت بجدار خارجي ذي بوابة رئيسة مزينة بالزخارف أو خالية منها.
خربة الخطيب |
تدل دراسة الرموز والأشكال الزخرفية في واجهات البيوت السكنية على وجود أعداد قليلة منها ذات علاقة مع الديانة الوثنية؛ مما دفع إلى الاعتقاد بوجود مجموعة من السكان تدين بالوثنية في هذه القرية حتى خلال الفترة المسيحية.
الكنيسة: يعود بناء الكنيسة في هذه القرية إلى القرن الخامس، وتحديداً إلى عام ٤٧٣م، وما تزال واجهتاها الغربية والشمالية في حالة جيدة من الحفظ، وهي تمتلك صندوقاً كبيراً للذخائر (المقتنيات المقدسة) (١.٤٢×٠.٧٢م) مع غطاء بمفاصل، تمت إضافة دار إلى العماد عام ٥٣٢م، وقد بقي منها ثلاث واجهات، ومكان العماد في حنية الصحن الجانبي في الواجهة الشرقية.
وعُثر في الواجهة الشمالية للكنيسة من الخارج على عددٍ كبيرٍ من الصلبان، قد نقشت من قبل الحجاج والمؤمنين الذين زاروا هذه الكنيسة.
عفاف ليل
مراجع للاستزادة:
-مأمون عبد الكريم، القرى الأثرية في شمالي سورية (المعهد الفرنسي في الشرق الأدنى، بيروت ٢٠١١م).
- G.TATE, les campagnes de la Syrie du Nord du IIe au VIIe siècle, Geuthner, (Paris,1992).
- G.TCHALENKO, Les villages antiques de la Syrie du Nord, 3 vols, Geuthner, (Paris,1953).
- التصنيف : آثار كلاسيكية - المجلد : المجلد السادس مشاركة :