خانا
خانا
Khana - Khana
خانا
خانا
خانا Khana اسم لمنطقة تقع في حوض الخابور الأدنى توسع مفهومها الجغرافي ليضم في أحيان كثيرة منطقة الفرات الأوسط، وأما أصل التسمية فيعود إلى قبائل الخانيين الأمورية التي استوطنت هذه المنطقة منذ مطلع الألف الثاني ق.م، ويرد ذكرها في عدد من الوثائق المكتشفة في مواقع متعددة من الجزيرة السورية كمحفوظات ماري وشوبات إنليل (تل ليلان)..
تمتعت المنطقة التي عُرفت بخانا بأهمية كبيرة؛ لكونها منطقة زراعية – رعوية من الدرجة الأولى، كما كانت ممراً للقوافل التجارية المتنقلة ما بين بلاد الرافدين وسورية؛ مما زاد من ثرائها من ناحية وطمع القوى الكبرى المحيطة بها (بابل من الجنوب وآشور من الشمال) في السيطرة عليها من ناحية أخرى.
تل العشارة |
يبدأ ذكر خانا في النصوص القديمة مع محفوظات ماري العائدة إلى النصف الأول من القرن الثامن عشر ق.م، عندما دخل هذا الاسم في اللقب الرسمي لملوك ماري ليطلق على هؤلاء الملوك لقب «ملك ماري وأرض خانا»، فيصف ملك ماري يخدون - لِم نفسه في وثيقة التأسيس العائدة إليه بأنه «يخدون - لِم ، بن يجيد - لِم ملك ماري وأرض خانا»، ويبدو أن ملوك ماري كانوا يتحدرون بأصولهم من هذه القبائل، ولذلك كانوا يعتمدون عليها اعتماداً كبيراً في العمليات العسكرية التي خاضوها ضد أعدائهم المختلفين وفي سبيل توسيع نفوذهم في منطقة الجزيرة العليا خاصة، ففي رسالة موجهة إلى ملك ماري مرسلة من شوبات إنليل يُقرأ فيها «قل لسيدي: هكذا يقول ينوخ سمر خادمك: إن الخانيين الموجودين في مدينة ينكدم قد احتلوا المنطقة الواقعة بين بحيرة مدينة خاليا ومدينة سُخني واستوطنوا السهل كله». ومن المحتمل أن تكون عائلة زمري- ليم ملك ماري قد عادت إلى منطقة خانا بعد أن قام حمورابي البابلي بتدمير ماري في العام ١٧٥٩ ق.م، وألحق منطقة الفرات الأوسط بالدولة الموحدة التي أقامها في بلاد الرافدين، ولكن هذه التبعية لم تستمر فترة طويلة، فتقريباً مع العام ١٧٢٠ ق.م عادت هذه المنطقة لتتمتع باستقلالها الذاتي على الأقل، ولكن هذه المرة مع مركز سياسي جديد هو تيرقا (تل العشارة حالياً) وسلالة ملكية جديدة حمل ملوكها لقب: «ملك خانا». ويتضح من خلال النصوص أن المركز الرئيس لخانا كان يقع في مدينة تيرقا غير البعيدة عن مصب الخابور بنهر الفرات. ويمكن القول: إن حدود خانا في هذه المرحلة من تاريخها وصلت شمالاً إلى أواسط حوض الخابور وجنوباً إلى تخوم مملكة بابل، وأما غرباً؛ فتتماهى مع البادية السورية غربي الفرات.
ترقا | منحوتات من خانا | خانا - تل العشارة |
وأما عن الملوك الذين حكموا في خانا؛ فقد عرف منهم من خلال نصوص تل موزان (أوركيش القديمة) أسماء ثلاثة عشر ملكاً حكموا بين العامين ١٧٢٠–١٦٠٠ ق.م، أولهم كان إيسي سومو آبوم، وآخرهم ملك حمل اسم حمورابي. ومن اللقى المهمة - التي عثر عليها في تيرقا- مجموعة الرقم التي كُشف عنها في البيت الذي دُعي باسم بيت بوزوروم Puzwrum، ومعظم هذه الوثائق تتعلق بصفقات اشترى من خلالها المدعو بوزوروم- والذي دُعي البيت باسمه- عدداً من العقارات والأراضي، وتكمن أهمية هذه الوثائق في إظهار الصيغ القانونية التي كانت تستخدم في أثناء إجراء العقود، وكيفية الحفاظ على حقوق المتعاقدين وطرق فض المنازعات بينهم في حال نشوب مثل هذه المنازعات. ومن المحتمل أن نهاية هذه المملكة كانت على يد الحثيين الذين هاجموا الشمال السوري في عهد ملكهم مورسيليس الأول نحو العام ١٥٩٥ ق.م، وتابعوا زحفهم جنوباً حتى وصلوا بابل ودمروها؛ ولكنهم لم يستقروا فيها، وسلموها للكاشيين الذين أسسوا سلالتهم الملكية فيها، وكانت منطقة الفرات الأوسط على الأقل خلال الفترة الأولى من حكمهم قد خضعت لهم.
جباغ قابلو
مراجع للاستزادة:
- جيورجيو بوتشيلاتي، ترقا / تل العشارة، في كتاب: أضواء جديدة على تاريخ وآثار بلاد الشام، تعريب قاسم طوير (دمشق ١٩٨٩).
- J. R. Kupper, Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari, Paris, 1957.
- التصنيف : العصور التاريخية - المجلد : المجلد السادس مشاركة :