خالد النقشبندي (ضريح-)
خالد نقشبندي (ضريح)
-
خالد النقشبندي
خالد النقشبندي (ضريح -)
يقع ضريح الشيخ خالد النقشبندي في مدينة دمشق خارج أسوارها، في سفح جبل قاسيون، ضمن مقبرة ركن الدين في منطقة أكراد.
هو مشيّدة عثمانية تحوي تربة الشيخ يحيط بها غرف متعددة كانت تستعمل زاويةً لطلبة العلم ومقراً للناظرين عليها ومطبخاً للمريدين العاكفين والفقراء القاصدين، وأصبحت حالياً سكناً للقيّم على الضريح. والشيخ هو الصوفي الفاضل خالد بن أحمد بن حسين، أبو البهاء، ضياء الدين النقشبندي المجدّدي؛ والمشهور أنه من ذرية سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه). ولد في قصبة قره داغ من بلاد شهرزور في تركيا سنة ١١٩٠هـ/١٧٧٦م. هاجر إلى بغداد ثم استوطن دمشق سنة ١٢٣٨هـ/١٨٢٣م، حيث أحيا كثيراً من مساجدها، وكان له شأن عظيم فيها، له مصنّفات ومؤلّفات قيّمة، توفي فيها سنة ١٢٤٢هـ/١٨٢٧م، ودفن في تربته بشرقي قاسيون. ثم أمر السلطان العثماني عبد المجيد خان بإنشاء قبة عظيمة فوق قبره سنة ١٢٥٨هـ/١٨٤٢م تخليداً لذكراه، ورتّب لها أوقافاً ومخصّصات. ثم قام السلطان عبد الحميد خان بتجديد هذه المشيّدة سنة ١٣٠٩هـ/١٨٩١م.
وللزاوية أربع واجهات مغطاة باللياسة والكلسة البيضاء: الشمالية والغربية منها مصمتتان؛ سوى أنَّ الواجهة الغربية فيها فتحتان مستطيلتان في طرفها الشمالي. والواجهة الشرقية تتألف من جزء جنوبي بارز مغطّى بسقفٍ سنامي (جملوني) تنصّفه ثلاثة شبابيك مستطيلة متماثلة ذوات أُطرٍ حجرية بلقاء كل منها معقود بعقدٍ وتري ومغطى بمصبّعات معدنية؛ ومن جزء شمالي يحوي شباكين مستطيلين ضيّقين في طرفه الجنوبي وكل منهما مغطى بمصبّعات معدنية أيضاً. أمّا الواجهة الجنوبية -وهي الرئيسية- فهي تتألّف من ثلاثة أجزاء: جزء غربي متراجع ينصّفه شباك مربّع صغير؛ وجزء شرقي بارز ينصّفه شباكان مستطيلان متماثلان ذوا إطارين حجريّين أبلقين كل منهما معقود بعقد وتري ومغطى بمصبّعات معدنية؛ وجزء أوسط تنصّفه كتلة المدخل العام المبنية من مداميك الحجر الأبلق والتي يُصعد إليها عبر تسع درجات ذات درابزين معدني تؤدي إلى فسحة أمام المدخل المعقود بعقد وتري ذي قفل مزخرف ملون، وهو يتوسّط شباكين مستطيلين متماثلين معقود كل منهما بعقد وتري أيضاً ومغطى بمصبّعات معدنية. وتعلو المدخل لوحة رخامية تأريخية تحوي أربعة أسطر باللغة العثمانية تعلوها طغراء السلطان عبد المجيد (الختم السلطاني) ضمن إطار زخرفي نباتي.
وللمدخل العام باب معدني ذو مصراعين يفتح على صحن التربة والزاوية، حيث تعلوه من الداخل لوحة تأريخية تحوي ستة أبيات من الشعر باللغة العثمانية تؤرّخ لتجديد السلطان عبد الحميد خان؛ تعلوها طغراء السلطان. والصحن ذو مسقط مستطيل تنصّفه بركة مياه بيضويّة الشكل، وهي تقع على محور المدخل العام مع مدخل التربة.
منظر عام للتربة |
والتربة ذات مسقط مربّع (٨×٨م)، وجدرانها مبنيّة من الحجر الأبيض الكلسي الطحيني والبازلتي الأسود تنتهي بإفريز حجري، تعلوها قبّة نصف كرويّة ملساء مدبّبة مغطّاة بألواح الرصاص ومتوّجة بالهلال، وهي ترتكز على رقبةٍ مثمّنة الأضلاع ذات إفريز علويّ بارز، تحوي ثماني نوافذ خشبية كل منها معقود بعقد نصف دائري. واجهات التربة الثلاث الشمالية والشرقية والغربية متماثلة؛ تحوي كل واحدة منها شباكين متماثلين خشبيّين مستطيلين وكل منهما مغطى بمصبّعات معدنية ومعقود بعقد حجري وتري تزّين حبّاته الخمس زخارف هندسية. وينصّف أعلى هذين الشباكين قمرية دائرية. أما الواجهة الجنوبية الرئيسية للتربة فهي متناظرة، ينصّفها مدخل التربة المعقود بعقد وتري تزيّن حبّاته الحجرية والشباكين عن يمينه ويساره والمماثلين للشبابيك الأخرى زخارف هندسية أيضاً. ويعلو المدخل لوحة رخاميّة كتابية مؤلفة من خمسة أسطر وأربعة مقاطع تؤرّخ لإنشاء السلطان عبد المجيد لها وتمجّد ساكنها، تعلوها لوحة طغراء السلطان ضمن إطار بيضويٍّ زخرفيٍّ نباتيّ، ويعلوها مظلة خشبية لها شرشف خشبي مزخرف مغطاة بألواح الرصاص.
الواجهة الجنوبية الرئيسية | قبة التربة |
مدخل التربة | شباك التربة |
ولمدخل التربة باب ذو مصراعين خشبيّين ذوي زخارف هندسية يفتح على قاعة التربة التي ينصّف أرضيتها القبر المستطيل المسنّم والمغطّى بالقماش الأخضر المشغول. وتحيط بهذا القبر ثمانية قبور تصغره حجماً. والواجهات الداخلية للتربة متماثلة ومغطّاة بالكلسة البيضاء، كل واجهة منها تحوي عقداً حجرياً مدبّباً واسعاً تزيّن جميع حبّاته من وجهها وباطنها زخارف هندسية ونباتية ملوّنة، ولها قفل من الحجر البازلتي الأسود، غير أنَّ حبّات العقد الغربي العلوية المزخرفة تتناوبها حبّات بازلتية سوداء؛ وأما رجلا العقد فهي من الحجر الأبلق. وهذه العقود الأربعة تحمل القبة ورقبتها المثمنة عبر مثلثات كروية في الأركان تحقق الانتقال من الشكل المربع إلى المثمّن. وكلّ عقد منها يتضمن فتحتين متماثلتين مستطيلتين وكل منهما معقودة بعقد حجري وتري زخرفت أوجه حبّاته وبواطنها بزخارف هندسية ونباتية ملوّنة، وكل فتحة تحوي شباكاً ذا مصراعين خشبّيين.
قبة التربة من الداخل | زخارف عقد شباك التربة من الداخل |
قبر الشيخ خالد النقشبندي |
وفي الزاوية الشرقية الجنوبية لصحن التربة قاعة مستطيلة ذات سقف سنامي يُدخل إليها عبر باب في زاويتها الشمالية الغربية، وينصّف واجهتها الغربية شباك مستطيل. وثمة شباكان مستطيلان متماثلان في واجهتها الجنوبية، وثلاثة شبابيك متناظرة في واجهتها الشرقية. ثم يلي باب القاعة دهليز باتجاه الشمال يؤدي يميناً إلى غرفتين صغيرتين، كل غرفة ذات شباك شرقي صغير، ويؤدي هذا الدهليز في نهايته إلى باب يفتح على غرفة مربعة لها غرفة صغيرة شمالية ملحقة بها ولها شباكان صغيران متناظران يطلّان على الفناء الشمالي الخلفي للتربة.
اللوحة التأريخية فوق المدخل العام من الخارج | اللوحة التأريخية فوق المدخل العام من الداخل | اللوحة التأريخية فوق مدخل التربة |
وفي الزاوية الغربية الجنوبية للصحن غرفة صغيرة يُدخل إليها عبر باب غربي ضمن واجهة حجرية من الحجر الكلسي الطحيني والبازلتي الأسود تحوي شباكاً عن يساره، ولهذه الغرفة شباكان جنوبي وغربي يطلّان على الخارج. ويجاور باب الغرفة باب شمالي يفتح على غرفة مستطيلة ذات شباكين مستطيلين شرقي وشمالي مؤطرين بإطار حجري تؤدي عبر باب في واجهتها الغربية إلى غرفة صغيرة ذات شباك جنوبي صغير وباب يفتح على مرافق المشيّدة. ويُصعد من الصحن إلى الدهليز الضيق بين التربة والغرفة المستطيلة عبر درجتين، والذي يؤدي إلى الفناء الشمالي المحتوي على مقبرة.
جمال كبريت
مراجع للاستزادة:
- محمد أديب الحصني، منتخبات التواريخ لدمشق-ج٢ (منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت ١٩٧٩م).
- يوسف بن عبد الهادي، ثمار المقاصد في ذكر المساجد، الذيل لأسعد طلس (مكتبة لبنان، بيروت ١٩٧٥م).
- قتيبة الشهابي، مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية (منشورات وزارة الثقافة، دمشق ١٩٩٥م).
- محمد عز الدين عربي كاتبي، الروضة البهية في فضائل دمشق المحمية (دار الفارابي، دمشق ٢٠٠٠م).
- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد السادس مشاركة :