ام حبيبه (مقام)

-

أم حبيبة (مقام-)

زكريا كبريت 

يقع مقام أم حبيبة في دمشق القديمة خارج السور في المنطقة العقارية السويقة في الثلث الأخير من مقبرة باب الصغير الجنوبية، يدخل إليه مباشرة من الجهة الشرقية من جادة آل البيت.

تنسب هذه التربة إلى أم حبيبة زوجة رسول الله محمدr، وهي رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية، وهي أخت الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان وابنة أخت الخليفة الراشدي عثمان بن عفان، ولدت بمكة سنة 25 ق.هـ/596م وتوفيت بالمدينة المنورة ودفنت بالبقيع سنة 44هـ/664م. أما ابن عساكر فنقل عن ابن الأكفاني خبر مشاهدته قبرها فيما شاهد من قبور الصحابة والخلفا في مقبرة باب الصغير بدمشق وذلك في القرن 5 هـ/11م.

جدد المقام في العهد العثماني من قبل السلطان الغازي عبد الحميد خان الثاني سنة 1327هـ/1909م.

وفي كتاب "خلاصة الأثر" للمحبي أن قاضي القضاة بدمشق عبد الله بن محمود العباسي المعروف بمحمود زادة جدد من ماله الخاص سنة 1030هـ/1621م ثلاث قباب لزوجتي النبيr المدفونتين في الباب الصغير وهما: أم سلمة وأم حبيبة، والثالثة لميمونة بنت الإمام الحسنy

لا يتمتع البنا بصفات معمارية مميزة، فهو بنا شبه مربع طول ضلعيه 4.93×4.30م. يتم الدخول إليه من ضلعه الشرقية عبر باب ذي عقد وتري تعلوه لوحة رخامية أثرية نقشت في أعلاها الطغرا العثمانية وفي أسفلها النص الكتابي الآتي:

   "هذا ضريح أم حبيبة زوجة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم"

الواجهة الشرقية الرئيسية	الواجهة الشمالية الغربية

   "جدد هذا المقام المبارك السلطان الغازي عبد الحميد خان ثاني خلد الله ملكه 1327هـ/1909م".

أما الفراغ الداخلي فقد كسيت جدرانه بالطينة الإسمنتية ويتوسطه القبر الحجري بأبعاد 2.10×1.25م؛ المصنوع من الحجر المزي ذي اللون الوردي. فتحت في الأضلاع الشمالية والجنوبية والغربية للفراغ الداخلي للمقام  ثلاث نوافذ، وبرزت في كل من أضلاع الفراغ الداخلي قوس مدببة جعلت زوايا المربع الداخلية على شكل مثلثات كروية لتحمل القبة الملسا المدببة التي تنتهي بحربة وهلال كامل الاستدارة، وقد طلي سطحها الخارجي باللون الأخضر. الواجهات الخارجية بسيطة  مغطاة بالرخام المحدث والطينة الإسمنتية وتنتهي بإفريز حجري.

وعموماً فإن مبنى المقام بأكمله بحاجة إلى ترميم شامل وإزالة بعض التشوهات الناجمة عن التدخلات الحديثة لإظهار القيمة التاريخية والأثرية للبنا .