أور-سالم
اورسالم
Ur-Salim -
أور - سالم
توماس تومبسون، ترجمة: نائل حنون
يقوم موقع أور- سالم Ur- Salim جنوب مدينة القدس القديمة عند رأس وادي مسرجة/ وادي الدبانية الوعر قرب الحد الفاصل بين الصحراء الشرقية والمنحدرات الغربية ذات الشقوق العميقة لمنطقة المرتفعات. ولهذا الموقع إمكانات محدودة للزراعة ومنفذ ضعيف إلى نبع "عين أم الدرج". ولا يتمتع الموقع بخصائص طبيعية تؤهله للتطور إلى مركز سياسي إقليمي.
إن أولى البقايا البشرية المكتشفة في المنطقة تعود إلى العصر الحجري القديم الأدنى Lower Paleolithic (قبل نحو 400.000 سنة). وقد وجدت بعض البقايا أيضاً من العصر الحجري الحديث وأوائل العصر الحجري- النحاسي، ولكنها محدودة جداً، وربما تعود إلى رعاة ارتادوا المنطقة على نحو موسمي. أما أول مستوطن مستقر معتمد على الزراعة فقد وجد في أواخر العصر الحجري ـــــ النحاسي - في نحو 3600 ق.م - مباشرة إلى غرب النبع وجنوب- غربيّه. وهذا المستوطن هجر في بداية العصر البرونزي المبكر، وهنا بدأت ثغرة في السكنى دامت حتى العصر البرونزي الوسيط الأول، في نحو 2000 ق.م. وفي هذا الوقت أدت فترة طويلة من الجفاف إلى نقل الحد الفاصل بين أراضي الرعي وأراضي الزراعة إلى شمال القدس. وأصبحت معظم المرتفعات الجنوبية مراعي للأغنام والماعز.
ذكرت أورو- شالِمُم Uru- Shalimum- التي تعني "مدينة (موضع) الإله شالِم"- في نصوص اللعنات المصرية (1810- 1770 ق.م) لتطابق المدينة المسورة من العصر البرونزي الوسيط الثاني التي نقبت فيها كاثلين كينيون [ر] Kathleen Kenyon على تل أوفيل Ophel في منطقة تتوسط مرتفعات فلسطين الوسطى جنوب مدينة القدس القديمة وشرقها. والاسم يحدد القدس لأول مرّة بوصفها مكاناً مقدساً. في العصر البرونزي الوسيط قامت أور- سالم أيضاً بدور مدينة سوق مركزية يدعمها اقتصاد متوسطي قائم على الرعي وإنتاج الزيتون والفواكه، وتدار وفاقاً لنظام المشيخة.
التنقيبات الأثرية في أور - سالم |
هناك ست من رسائل العمارنة من العصر البرونزي المتأخر، كتبت من قبل عبدي- خيبا Abdi- Hepa "ملك أور- سالم". لكن التنقيبات الأثرية لم تكشف عن بقايا أي مدينة في منطقة القدس خلال ذلك العصر. إن العثور على معبد مصري صغير شماليّ المدينة القديمة واستمرار استعمال اسم أور- سالم يدلان على أن صفة المكان المقدس بقيت طوال هذا الانقطاع الطويل في السكنى. كذلك لم توجد بقايا مدينة من العصر الحديدي الأول على تل أوفيل. في مقابل هذا الانقطاع الطويل في السكنى وجدت سكنى واسعة من العصر الحديدي الثاني امتدت إلى المرتفعات الغربية للقدس خلال المدة القصيرة التي سادت فيها أورو- شالِمُّ Uru- Shalimmu على المرتفعات الجنوبية بعد تدمير لخيش عام 701 ق.م. وقد دمرت مدينة العصر الحديدي الثاني هذه في عام 597 ق.م على يد نبوخذ نصر الثاني. وتفصح رسائل جزيرة فيلة في مصر عن بقاء الصفة المقدسة ليروشليم Yirushlem (الصيغة الآرامية لاسم أور- سالم). ولم يكن هناك سور للمدينة أو أي سكنى واضحة حتى البناء الموسع للمدينة الهلنستية في القرن الثاني قبل الميلاد بعد غزو فلسطين من قبل السلوقيين تحت حكم أنطيوخس الثالث Antiochus III .
مراجع للاستزادة: - H. J. FRANKEN and M. L. STEINER, Excavations in Jerusalem 1961- 1967, II: The Iron Age Extramural Quarter on the Southeast Hill, (Oxford, 1990). - Margreet L. STEINER, The archaeology of Ancient Jerusalem , Currents of Research in Biblical Studies 6 (1998), pp. 143- 168. |
- التصنيف : العصور التاريخية - المجلد : المجلد الثاني مشاركة :