تتن (خان) /حلب/
-

التتن (خان-)/حلب

هشام النعسان

 

هو اسم لخانين متقاربين يقعان في مدينة حلب يميز أهل البلد بينهما بإطلاق اسم الكبير على القديم منهما؛ واسم الصغير على الخان الجديد المحدث، حيث يقع الاثنان في سوق أنطاكية بالقرب من جامع البهرمية وجامع الكمالية، وقد ارتبط اسمهما بتجارة التتن أو التبغ التي راجت وشهرت بالقرنين١٨ -١٩ للميلاد.

يعود بنا خان التتن القديم إلى نحو أوائل النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي، ويعود بنا خان التتن الجديد إلى أواخر النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي؛ أي في العصر العثماني.

خان التتن الكبير: هو بنا مربع الشكل تقريباً، متين الجدران، يبلغ طول ضلعه نحو أربعين متراً؛ وسمك جداره متراً، وله مدخل رئيسي واحد يقع في واجهته الشمالية المبنية بالحجارة والتي يعلوها قنطرة تصطف حجارتها على شكل قوس نصف دائرية في تناسق جميل، وباب الخان كبير ذو مصراعين خشبيين مجددين، ويتم الصعود إليه بوساطة ست درجات حجرية، وبجانبها نافذة واحدة كبيرة محمية بشبك معدني مزخرف جميل. ويوجد بدهليز الدخول للخان غرفة صغيرة للإدارة والمراقبة، يعقبها بوابة قصيرة تؤدي إلى ساحة الخان (الفنا الداخلي)؛ وهناك مباشرة درج حجري جانبي يصل إلى الطابق العلوي. وقد ذكر هذا الخان أسعد طلس؛ فقال: «خان التوتون: خان كبير ذو طابقين، متقن البنا في سوق الهوا ».

الموقع العام لخان التتن في حلب

البنا مؤلف من طابقين مشرفين على ساحة سماوية مكشوفة، الطابق الأرضي: يحتوي على فنا داخلي مربع الشكل تقريباً، وحوله أروقة واسعة جميلة، ومحمولة على أعمدة حجرية عليها أقواس نصف دائرية، ويشغل هذا الطابق محلات تمارس فيها مهن مختلفة: متاجر لبيع الأقمشة، وورش لصناعة الأحذية، ومستودعات، ولكل منها أبواب ونوافذ (شبابيك) واحدة أو اثنتان أو أكثر وذات أقواس حجرية نصف دائرية محمية بشبك معدني جميل، وتنفتح على الأروقة الأربعة، وحالياً جميع المحلات مغطاة بمظلات على شكل صفائح معدنية غير ملائمة للبنا .

أما الطابق العلوي فيتم الصعود إليه عن طريق درج حجري نصف دائري، ثم يتحول إلى مستقيم، وله درابزين حديدي مشغول من جهة واحدة فقط، ويحتوي أيضاً أروقة واسعة مشرفة على الفنا الداخلي؛ ويرى منها مئذنة جامع البهرمية، وهناك أعمدة حجرية مرتكزة على الأعمدة الحجرية السفلية، وتصل بين بعضها أقواس نصف دائرية، ويتقدمها مشربيات حجرية أو حديدية للحماية من السقوط، وتتزين الأقواس الدائرية والأعمدة العلوية بقطع من الحجارة المتناوبة، ويعلوها جميعاً تاج فيه عدد من الأفاريز وقطع حجرية متناوبة أيضاً، والأعمدة جميعها مثمنة الشكل تنتقل إلى الأقواس عن طريق المقرنصات الجميلة. والطابق العلوي محاط أيضاً بعدد من الغرف أو الوحدات المؤلفة من عدد من الغرف، والتي كانت تستوعب وتؤوي المسافرين؛ ولكن حالياً تحولت لمحلات تمارس فيها مهن مختلفة: متاجر لبيع الأقمشة، وورش لخياطة السجاد و»الفولكلوريات»، ومكاتب خاصة، ولمعظم الغرف أبواب ونوافذ حجرية ذات أقواس نصف دائرية محمية بشبك معدني، وتنفتح على الأروقة الأربعة.

خان التتن الصغير: يتألف من طابق أرضي فقط، يتم الدخول إليه من زقاق ضيق عبر فتحة باب صغيرة لا يغلق عليها اليوم باب، يتوصل منها إلى دهليز قصير ينفتح على فنا داخلي (فسحة سماوية) يحيط بها مجموعة من المحلات التجارية المبنية بالحجارة، ويتم الدخول إليها بوساطة درجتين حجريتين فقط، وهي الآن مغلقة بأبواب حديدية مستطيلة الشكل، وجميع النوافذ (الشبابيك) فيها ذات أقواس حجرية نصف دائرية ومحمية بشبك معدني بشكل مربعات، وأغلب المحلات مغطاة بمظلات بشكل صفائح معدنية مهترئة، وهناك درج حجري جانبي (ثلاثون درجة) يؤدي إلى السطح؛ ولكن باب السطح مغلق بحجارة حديثة، والدرج من دون درابزين معدني أو حجري للحماية، وهو آيل إلى السقوط وبحاجة إلى تدعيم، وفي أسفل الدرج يوجد آثار لبئر ما . وأرض الخان مرصوفة بحجارة صغيرة مختلفة الأحجام، وهناك كشك خشبي قديم يطل على الفنا الداخلي، وليس في أصل تصميم الخان الصغير أروقة كما تدل حالته اليوم. والوضع الراهن للخان الصغير سيّئ جداً، وهو متهدم في معظم أجزائه، ويلزمه ترميم كامل، وإعادة تأهيل.

مراجع للاستزادة:

- كامل الغزي، نهر الذهب في تاريخ حلب (دار القلم العربي، حلب ١٩٩٣م).

- محمد أسعد طلس، الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب (مطبوعات مديرية الآثار العامة، دمشق ١٩٥٧م).

 


- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد الرابع مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق