تاج

Crown(s) - Cournne(s)

 التاج

نبال محيسن

التاج Crown هو لباس الرأس لدى الملوك القدما ، ويُعدّ من الدلائل المهمة على تصوير الحكّام أو الآلهة في العالم القديم. من الجائز القول: إن أول ظهور للتاج يعود إلى مرحلة العصر البرونزي القديم حيث تحفل المصادر المادية الفنية وتحديداً التماثيل الحجرية والأختام الأسطوانية المكتشفة في المواقع السورية والرافدينية بصور الملوك والآلهة المتوّجة. وتظهر الآلهة في مواضيع الأختام الأسطوانية في مشاهد أسطورية؛ جالسةً على كرسي العرش وهي تستقبل كاهناً أو ملكاً؛ معتمرةً التاج المخروطي ذا القرون المتعددة، والذي يُعدّ علامة مميزة للألوهية. وتم تجسيد الشخصيات الملكية في الأعمال الفنية المكتشفة في سورية في ذلك الوقت بهيئاتٍ مختلفة، ففي تماثيل ماري يظهر الملك بغطا رأس عريض الحافة. وقد يحيط الملك شعره بعُصابة مضفورة ومربوطة من الخلف، أو أنه يرتدي قبعة من الفرا يحيط بها شريط سميك مضفور تنزل فوقه غديرة قصيرة متموجة كما يظهر ذلك في تماثيل إيبلا.

حجر كودورو بابلي تم العثور عليه في معبد إيزاغيلا،	تاجان سومريان من الذهب والخزف المزخرف من قبر الملكة بو-أبي، أور، نحو ٢٥٠٠ ق.م (المتحف البريطاني)

انتشر نوعان رئيسيان من التيجان في سورية مع حلول منتصف الألف الثاني وصولاً إلى بدايات الألف الأول، فقد وُجد في مناطق الفرات والجزيرة التاج الملكي البابلي الذي انتشر في عهد الملك حمورابي، وهو قبعة عريضة الحافة قد تبدو مزركشة الجوانب، وتُشاهد في الرسوم الجدارية في قصرالملك زمري- ليم في ماري، ويظهر الملك معتمراً التاج الملكي المخروطي الشكل من دون قرون إلى جانب شخصية أخرى تبدو معتمرةً التاج الملكي المُقرّن دلالةً على ألوهيتها. أما النوع الآخر؛ فقد انتشر في المناطق الشمالية- الغربية والساحلية من البلاد، وهو قلنسوة مخروطية الشكل تظهر على سبيل المثال في تمثال ملك ألالاخ ادريمي، ويبدو أن ذلك النوع من التيجان مقتبس من التقاليد المصرية الفرعونية القديمة. استمر انتشار أنواع مختلفة من أغطية الرأس للملوك مع تزايد ظهور التيجان المصرية الفرعونية في سورية ولاسيما التاج المعروف باسم «عطف»، وهو قبعة عالية مدببة من الأمام شاع استخدامها في أثنا العصر البرونزي الحديث.

بعل أوغاريت	تاج نعرمر أول ملك من الأسرة الأولى في مصر حقق الوحدة بين الشمال والجنوب
رسم جداري من ماري

يرد ذكر التيجان وأنواعها في العديد من المصادر الكتابية، فقد استخدمت مصطلحات مختلفة لوصف المواد والأقمشة والأحجار الكريمة التي يتم تزيين التاج بها؛ فضلاً عن المصطلحات الخاصة بأنواعها. وترد في نصوص ماري كلمة «آغو» (agu) للدلالة على التاج الملتف حول الرأس بشكل حلقة.