بيانيه (رباط)

-

البيانية (رباط -) 

غزوان ياغي

يقع رباط البيانية ضمن أسوار دمشق القديمة، في رأس درب الحجر بآخر جادة باب توما عند التقائها مع شارع مدحت باشا قريباً من حديقة القشلة .

يُنسب إلى أبي البيان محمد بن محفوظ القرشي الشّافعي الزّاهد، والمعروف بابن الحوراني الذي شهر بصلاحه وعلمه وكراماته وكثرة مريديه، وكان ملازماً لصحبة الشيخ أرسلان [ر]، وكانا شيخي دمشق في عصرهما، ولما مات سنة 551 هـ/1156م دفن في مقابر الباب الصغير. وبعد وفاته بأربع سنين اجتمع أصحابه ومريدوه على بناء هذا الرباط، فعارضهم السّلطان نور الدين، ثم وافق بعدما تحقق من مكانة أبي البيان، وأمدّهم بالمواد والمال حتى تمَّ سنة 555هـ/1160م.

الصحن

وقد مرّت على الرّباط فترات عديدة أهمل فيها حتى تهدم في العصر العثماني فَجُدِّد سنة 1280هـ/1863م، ثم توالت عليه أعمال الترميم سنة 2012م حتى رجعت إليه أغلب معالمه الأثرية وصار اليوم مسجداً للصلاة.

المدخل

للرباط اليوم واجهة وحيدة شرقية يقع بها المدخل الوحيد للرباط وهو فتحة باب عادية مغطاة بعقد حجري مميز يؤطر كوشتيه شريط من الزخارف القالبية البارزة بأشكال هندسية ونباتية، وينتهي الشّريط بشكل جامة مستديرة تعلو قمة العقد بوسطها طغراء غير مقروءة كتب أسفلها تاريخ 1280هـ، وهو تاريخ التجديد الذي تمَّ على الرباط في العصر العثماني .

الواجهة الجنوبية للصحن

الرواق باتجاه الصحن

ويفضي باب الدخول مباشرة إلى دهليزٍ طويلٍ مغطى في الجزء الأول منه بقبوٍ أسطواني، وفي قسمه الثاني بسقفٍ خشبيٍّ مستوٍ محمولٍ على مجموعة عروق خشبية، ويتوسط الدهليز على يسار الداخل درجٌ صاعدٌ إلى مستوى الطابق الأول يتوصل منه مباشرة إلى باب المئذنة ويسرة إلى غرفة مستطيلة بشباك تعلو دهليز المدخل، كما يوجد بالدهليز على يمين الداخل باب يُدخل منه إلى الميضأة ودورات مياه محدثة. يؤدي الدهليز في نهايته إلى رواق محدث يتقدم الرواق الشمالي لحرم الصلاة .

الرواق باتجاه الحرم

والحرم مساحة مستطيلة مغطاة بقبوٍ إسمنتي حديث، يفتح بجداره القبلي محراب؛ هو حنية غائرة متوّجة بعقدٍ مدبّبٍ ذي صنجات معشّقة، ويوجد على جانبي المحراب دخلتان جداريتان معقودتان تستخدمان كُتبيتين، وفي الجانب الأيمن من المحراب يوجد منبر خشبي محدث، وتفتح واجهة الحرم على الرواق الذي يتقدمها بفتحة باب مغطاة بعقد نصف دائري بعرض مترين، توجد على جانبيه نافذتان معقودتان عرض كل منهما متر واحد وارتفاعها ثلاثة أمتار. والرواق المحدث مغطى بسقف حديث يؤدي إلى  صحن الرباط بثلاثة عقودٍ مدببة محمولةٍ في الوسط على دعامتين مربعتين، ويفتح الجدار الغربي لهذا الرواق باب يَتَوصَّل منه إلى غرفة الإمام بها تجديد واضح. وللرباط صحن مكشوف مستطيل الشكل، تتوسطه بركة مياه رخامية مربعة تتوزع حولها أشجار متنوعة.

الحرم

أما المئذنة الباقية اليوم فهي تعلو كتلة المدخل ويتوصل منها عبر الدرج الصاعد على يمين دهليز الدخول كما ذُكر سابقاً، حيث يؤدي الدّرج في نهايته مباشرة إلى باب صغير يُدْخَل منه لجسم المئذنة التي تحتوي على درج محوري صاعد يتوصل منه إلى أعلى المئذنة، وهي من الخارج بدن مربع مجدّد لا يتجاوز ارتفاعه سبعة أمتار، تنتهي إلى شرفة مؤذن تعلوها قمة مجددة بالكامل.

المئذنة