بريستد (جيمس هنري)

Breasted (Henri) - Breasted (Henri)

بريستد (جيمس هنري -)

(1865 - 1935م) 

نزار مصطفى كحلة 

جيمس هنري بريستد  James Henry Breastedعالمآثارومؤرخ  أمريكيمتخصصفيالدراساتالمصريةالقديمة،وكاناستاذاًلمادةتاريخالشرقواللغاتالشرقيةفيجامعةشيكاغو.ولدبريستدفيبلدةراكفوردفيولايةإلينويفي27آب/ أغسطس،وتخرجفيالجامعةالمركزيةالشماليةعام1889م،ثمدخلالمعهداللاهوتيفيشيكاغو،ومنهانتقلإلىجامعةييل،ليدرسالعبريةتحتإشرافويليامراينيهاربر William Rainey Harper،حيثنالشهادةالماجستيرعام 1891م.غادرالولاياتالمتحدةالأمريكيةمتجهاًإلىبرلينلينالشهادةالدكتوراهعام1894م،وبعدهاكانترحلتهالأولىإلىمصرحيثبدأبتعلماللغةالعربية،وبدراسةآثارمصرومعالمها.

عادبريستدإلىالولاياتالمتحدة،وانتسبإلىجامعةشيكاغومتخصصاًمساعداًفيعلمالمصريات.وفيعام  1901مأصبحمديراًللمتحفالشرقي«هاسكل»حيثركَّزجلَّاهتماماتهعلىمصر.وفيعام1905متمتترقيتهليصبحأستاذاًفيعلمالمصرياتوالتاريخالشرقيفيالولاياتالمتحدةالأمريكية.وذهببريستدثانيةإلىمصرفيعام 1906مليقومبجمعنقوشهاالهيروغليفيةوترجمتها،وكذلكتصويرآثارهاوتوثيقها.وقداستمرفيذلكحتىعام1908محينماعادإلىأمريكاليصبحرئيسقسماللغاتالشرقيةفيجامعةشيكاغومابينعامي1915و1925م،وأصبح أستاذاً جامعياً في بورتون Burton عام 1930م إلى أن تقاعد عام 1933م، وقد توفي في نيويورك في 2 كانون الأول/ديسمبر ودُفن في مقبرة غرين وود، روكفورد إلينوي، حيث شكلت شاهدة قبره من مكعب من الغرانيت الأسواني، نقش عليها اسمه وتعريفه بصيغة «مؤرخ وعالم آثار».

ويبقى الدور الكبير الذي أداه بريستد في إنشاء المعهد الشرقي في جامعة شيكاغو Oriental Institute of Chicago  عام1919م؛منأهمماقامبهفيحياته.فقداستطاعبريستدتوفيرالمالاللازممنخلالمراسلتهالمليونيرالأمريكيجونروكيفيلرالابن John D. Rockefeller Jr . وقدنجحفيمسعاه،وبُدئالعملبإنشاءالمعهد.وقامبريستدبعدةجولاتاستطاعخلالهاجمعالتحفالقديمةوانتقاءمواقعللتنقيبالمستقبليمنأجلتكوين  المجموعةالخاصةبالمعهدالشرقيومعهدالفنونفيشيكاغو. وكانتمقتنياتبريستدمهمةلتطويرالمجموعةالخاصةبالمعهدالشرقي. وقد أفصح بريستد عن الغرض من إنشاء المعهد، بقوله: «لكي يساهم في فهم الحياة الإنسانية عن طريق مسيرة التطور ومراحلها المديدة التي وصلت بنا إلى ما نحن عليه الآن. وتحفزنا هذه الغاية إلى الكشف عن مجموعة كبيرة من حضارات الشرق الأدنى المفقودة، وهي الحضارات التي أرست أسس حضارة الغرب». وبمزيد من الجهد سرعان ما صار هذا المعهد واحداً من أهم المراكز الآثارية في العالم. ولكي يضمن بريستد جدية العمل في هذا المشروع واستمراريته، وعن طريق مِنحَةٍ مالية جديدة من روكيفيلر، أنشأ عام 1931م مقراً فرعياً للمعهد على ضفة النيل الشرقي بالأقصر، وهو المركز المعروف الآن باسم «بيت شيكاغو» على بعد خطوات من معبد الكرنك، ويرعى هذا المركز المهام العلمية لبعثات العمل الميداني على مدار العام.

كان لبريستد مساهماته الكبيرة في دراسة الحضارات القديمة، فقد شَغَلَ أول كرسي ينشأ في أمريكا لأستاذية علم المصريات وتاريخ الشرق، كما كان في مقدمة جيل المؤرخين وعلماء الآثار الذي وسّع مفهوم الحضارة الغربية ليشمل الشرق الأدنى كله بما يخص الجذور الثقافية لأوروبا. وقد قدمت رحلات بريستد في الشرق الأدنى معلومات مهمة عن المدن القديمة والضائعة والكنوز المدفونة، مثل الكنز الذي عثر عليه في قبر توت عنخ آمون. كما زار بريستد الصالحية (موقع دورا ــــ أوربس) على الضفة اليسرى للفرات في سورية في 3/4/1921م، وذلك بعدما تلقى خبراً من غيرترود بيل (سكرتيرة المندوب السامي البريطاني في بغداد) عن اكتشاف الجنود البريطانيين لرسوم جدارية ملونة، وهي بحالة جيدة. حيث أمضى بريستد في الموقع 12 ساعة، قام خلالها بالتقاط بعض الصور ودّون وصفاً لما شاهده.

وجيمس بريستد هو أول من استحدث مصطلح «الهلال الخصيب» Fertile Crescent،لوصفالمنطقةالمهمةأثرياًالتيكونتمهدالحضارات،وتتضمنأجزاءمنالعراقالحاليوسوريةولبنانوفلسطين.

تركبريستدمؤلفاتعلميةمهمة،ففيعام1905منُشرلهكتاببعنوان«تاريخمصر،منأقدمالعصوروصولاًإلىالغزوالفارسي».وفيعام1906منشركتاب «سجلاتتاريخيةمنمصر» Ancient Records of Egypt Historical Documents  الذيضمَّنهأكثرمنعشرةآلافصفحةفيأربعةمجلدات.وفيعام1912م  نشركتاب «تطورالفكروالدينفيمصرالقديمة» The Evolution of Thought and Religion in Ancient Egypt

وفيعام 1916مأصدركتاب A History of the Early Ancient World Times  والذيعدَّلعنوانهفيعام1926مإلىكتاب «انتصارالحضارة (تاريخالشرقالقديم)».

ويعد كتابه «فجر الضمير» من أفضل إنجازاته، وقد نشره في عام 1933م في أربعة مجلدات يتجاوز مجموع صفحاتها الألفين. ويتضمن هذا الكتاب تاريخ مصر القديمة؛ من الأسرة الأولى حتى الأسرة السادسة والعشرين استناداً إلى الوثائق الهيروغليفية. لقد اتسمت كتابات بريستد بالموضوعية والدقة العلمية قياساً للزمن الذي عمل فيه.