بانياس الساحل
بانياس ساحل
Baneas - Banyas
بانياس الساحل
نظير عوض
مدينة ومرفأ تقع على خليج صغير على الساحل السوري، وتبعد عن مدينة طرطوس ٣٨كم شمالاً وعن مدينة اللاذقية ٥٢كم جنوباً. تتوضع المدينة على تشكلات جيولوجية مختلفة، فالقسم الجنوبي من المدينة بُني فوق طبقة من أصل بركاني، في حين بُني قسمها الشمالي فوق توضعات رسوبية حديثة.
ويرجح أنّ مدينة بانياس Baniyas كنعانية الأصل، كانت تتبع مملكة أرواد (أرادوس)، وتطورت وازدهرت في العصرين الهلنستي والروماني. فتحها أبو عبيدة بن الجراح في أثناء الفتوحات الإسلامية، ثم احتلها الصليبيون واستقروا فيها مدة من الزمن إلى أن طردهم منها السلطان المملوكي قلاوون عام ٦٨٤هـ/١٢٨٥م. وقد اتُخذت بانياس في النصف الأول من القرن الثاني عشر الميلادي معقلاً لفرقة من الإسماعيلية اشتهرت باسم الحشاشين.
سُميت المدينة في العصرين الهلنستي والروماني بـ «بالانيا Balanea» و «بُلنياس Bulunyas» أي الحمامات، ومنها اشتق اسمها الحالي بانياس. وسماها الصليبيون «فاليني Valini» أو «فالانيا Valanea».
كما وردت بانياس في معجم البلدان لياقوت الحموي كالتالي: «بُلُنْيَاسُ: بضمتين، وسكون النون، وياء، وألف، وسين مهملة : كورة ومدينة صغيرة وحصن بسواحل حمص على البحر، ولعلها سميت باسم الحكيم بُلُنياس صاحب الطلسمات». ويذكرها أبو الفداء كـ (بلنياس) أيضاً في تعداد المدن الساحلية «.... ثم إلى الطرطوس ثم إلى مرقية ثم إلى بلنياس بلدة المرقب ثم إلى بلدة وهي بُليدة خراب ثم إلى جبلة ثم إلى اللاذقية ....».
عُثر في المدينة على أعمدة من الغرانيت وبقايا طواحين مائية وحمامات عامة، وأجزاء من لوحات فسيفسائية، وقنوات فخارية، ولم تظهر بعد الحمامات المذكورة في المصادر التاريخية، وكذلك معبد تيكه Tyche المعبد المخصص لآلهة حظ المدينة. ومن آثارها برج الصبي، وهو برج متقدم من قلعة المرقب[ر] التي تبعد عن بانياس مسافة ٥ كم إلى الجنوب الشرقي، وتعدّ أهم الآثار القريبة منها.
بانياس الساحل - المدينة |
تعود النقود المكتشفة في المدينة إلى العصور اليونانية والرومانية والإسلامية وإلى فترة الحملات الصليبية، وقد ضربت المدينة نقودها المستقلة خلال الفترتين اليونانية والرومانية. ومن النقوش التي حملتها نقش للإله بعل يركب عربة وظهر فيه اسم بالانيا، ويظهر على نقد آخر الإلهة ديميتر التي تدل على عبادة محلية للينابيع ومصادر المياه العذبة.
بانياس الساحل - المرفأ |
وعلى ضفاف نهر الباص إلى الجنوب من بانياس توجد قبور رومانية محفورة بالصخر تحولت بعد انتشار المسيحية إلى صوامع للنساك، ثم تحولت إحداها إلى كنيسة صغيرة مكرّسة للسيدة العذراء المعروفة باسم سيدة الباصية.
وفي عام ٢٠٠٥ اكتشفت دائرة آثار طرطوس في مدينة بانياس مدرجاً رومانياً بُني بحجارة كلسية ورملية على السفح الغربي لتل بانياس حيث تقع المدينة القديمة، ويحتاج تحديد وظيفة هذا المدرج إلى كشف المبنى كاملاً ودراسة عناصره المعمارية وتحليلها.
مراجع للاستزادة: - عفيف بهنسي، سورية التاريخ والحضارة؛ المنطقة الساحلية؛ محافظتا اللاذقية وطرطوس (وزارة السياحة، دمشق ٢٠٠١). - قتيبة الشهابي، معجم المواقع الأثرية في سورية (وزارة الثقافة، المديرية العامة للآثار والمتاحف، دمشق 2006). |
- التصنيف : آثار كلاسيكية - المجلد : المجلد الثالث مشاركة :