بالي كورا

Bali Kura - Bali Kura

بالي كورا

مي الحايك

يقع كهف بالي كورا Ishkeft Palaegawra شمالي محافظة السليمانية في جبال بارادوست في العراق على الجانب الشمالي الشرقي لوادي بارناند Baranand، وعلى بعد 14 ميلاً من قرية جرمو[ر] Jarmo الأثرية، ضمن خط عرض 37ʹ 35ﹾ شمال، و خط طول 9ʹ 45ﹾ شرق. يرتفع عن سطح البحر1080م تقريباً. يتكون كهف بالي كورا من تجويف أبعاده 6×5م، بارتفاع يبلغ 10م. اكتشف الكهف لأول مرة من قبل الباحثة دورثي جارود D .Garroud عام 1930، واستؤنف العمل في الكهف بين عامي 1951-1955م من قبل بعثة أمريكية برئاسة بريدوود Braidwood.

كهف بالي كورا

كشفت أعمال التنقيب في الكهف عن ثلاث فترات استيطان كالآتي:

- الطبقة الأولى تمتد على عمق بين 10-60سم، تداخلت فيها الفترات الحضارية بين الفترة الإسلامية- التي تضمنت بقايا أوانٍ مزججة إضافة إلى مجموعة من العظام البشرية- وبين فترة أوروك.

- أما الطبقة الثانية فقد امتدت على عمق بين ٦٠-١٣٠سم. تعود هذه الطبقة إلى العصر الحجري الوسيط.

يعد كهف بالي كورا أحد أهم المواقع التي تمثل الثقافة الزرزية نسبة إلى زرزي[ر] في منطقة كردستان العراق؛ (الزرزية هي التسمية المحلية التي تطلق على العصر الحجري الوسيط في شمالي العراق) إذ عثر في هذه الطبقة على نحو ٤٠٠٠ أداة حجرية معظمها أدوات هندسية ميكروليثية الشكل، تراوحت ما بين المثلث والشبه منحرف وعدد أقل من الأشكال الهلالية، إضافة إلى النصيلات المشذبة والمطروقة من جانب واحد وهي مشابهة لنصيلات الكبارية في بلاد الشام.

صنع ساكنو كهف بالي كورا بعض هذه الأدوات من السبج الزجاجي البركاني الأسود(الأوبسيديان)، ويعد أقرب مصدر للحصول عليه منطقة بحيرة (وان) شرق بلاد الأناضول، ولهذا دلالة مهمة جداً على أنه كانت هناك علاقات تجارية في هذه الفترة.

كما صنعوا الأدوات العظمية كالمخارز، إضافة إلى أدوات الزينة كالخرز والأساور التي استخدم في تصنيعها الأصداف وعظام الحيوانات وأسنانها. كان سكان كهف بالي كورا صيادين وجامعي طعام، فقد عثر على كميات كبيرة من عظام الحيوانات البرية كالغزال والماعز والغنم البري والأبقار ، إضافة إلى القطط والأنواع المختلفة من الطيور والأسماك.

- أما الطبقة الثالثة والأقدم فتعود إلى العصر الحجري القديم الأعلى ، وتم الكشف عن أدوات مشابهة لأدوات الطبقة (C) من كهف شانيدار[ر]، وهذه الأدوات غالبيتها من النصال والأزاميل المميزة للدور (البرادوستي).