الأوزاع (حي-)
اوزاع (حي)
-
الأوزاع (حيّ -)
أكرم العلبي
الأوزاع موضع مشهور بدمشق، يمتد شمالاً من باب الفراديس (باب العمارة) حتّى مقابر الدحداح [ر]، ومن حي القزّازين شرقاً حتى حي سوق ساروجا غرباً. وقد سُمّي باسم القبيلة العربية اليمنية التي سكنته إبان الفتح العربي لدمشق وهي قبيلة الأوزاع من حِميَر.
حي الأوزاع (مخطط عن محمد أحمد دهمان - مقياس 5000/1) |
حدّد ابن عساكر منطقة الأوزاع في ترجمته للإمام الأوزاعي فقال: "كان يسكن بدمشق خارج باب الفراديس بمحلة الأوزاع". وقال ياقوت الحموي: "الأوزاع قرية على باب دمشق من جهة باب الفراديس، وقد غلب عليها اسم العُقيبة". وأقدم ذكر لمنطقة العقيبة ورد في تاريخ دمشق للقلانسي في حوادث سنة 530هـ/ 1135م. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر الذي ذكر أن مسجد الجوزة بالعقيبة وكذلك مسجد جعفر الضرير.
جامع التوبة | جامع الجوزة | الخانقاه النحاسية |
وكانت الأوزاع، أو العقيبة في أواخر العصر العثماني تتبع ما يُعرف بـ "ثُمن" ساروجا، وتضم حي النوفرة والسّمانة والديمجيّة وزقاق باب الآغا والبحرة السوداء والمعمشة وستّي زيتونة والشمّاعين والداقور وتحت المئذنة وزقاق النهر والمناخ وزقاق المساميرية في أقصى الشرق حيث حمّام أمّونة[ر] المجدّد حديثاً. ومن جهة أخرى كان هناك العقيبة الكبرى، وهي المنطقة المرتفعة نسبياً والتي تحيط بجامع التوبة، والعقيبة الصغرى إلى الجنوب منها على حدود العمارة حيث جامع الجوزة.
ومن الآثار التاريخية في منطقة الأوزاع: الخانقاه النحاسية لصيق قبر أبي شامة من الجنوب تماماً وهي من العصر المملوكي، وضريح المؤرخ أبي شامة [ر]، وجامع الجوزة[ر] في العقيبة الصغرى في العمارة قرب محكمة العونية وهو من العصر المملوكي، ومحكمة العونية من العصر العثماني جنوب جامع الجوزة، وحمّام أمونة في حارة المساميرية لصيق تربة المغاربة والغرباء في مقابر الدحداح، وجامع التوبة [ر] الأيوبي الذي طبع الحي بطابعه، والمكتبة الآجريّة مقابل جامع التوبة وهي من العصر المملوكي، وحمّام العمري [ر] والزاوية شمال جامع التوبة، وضريح الشيخ مجاهد في أقصى الغرب، وضريح "ستّي زيتونة" في النحاسين، وحمّام السكاكري شمال جامع الجوزة.
ومن أروع آثار الأوزاع ما يُعرف بقبة طرخان المحاذية لمقبرة المغاربة من الشرق، وهي قبة محزّزة تعدُّ من أقدم القباب الباقية في دمشق على الإطلاق، وقد دُفن فيها الأمير طرخان بن محمود الشيباني صاحب المدرسة الطرخانية المتوفى سنة 520هـ/ 1126م، وهو من أمراء الأمير ظهير الدين طغتكين مؤسس الدولة البورية بدمشق التي سبقت دولة نور الدين زنكي مباشرة، ولا يكاد يعرف أمر هذه القبة أحد وقد صُوّرت من مواقع مختلفة، وهي تُرى بوضوح من مقبرة الذهبية جنوب مقابر الدحداح عسى أن تجد من يهتم بأمرها في دائرة الآثار والمشتغلين بتاريخ دمشق.
مراجع للاستزادة: - يوسف بن عبد الهادي، ثمار المقاصد في ذكر المساجد، الذيل لأسعد طلس (مكتبة لبنان، بيروت 1975). - ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق علي شيري (دار الفكر، دمشق 1995- 2000). - كارل واتزينجر، الآثار الإسلامية في مدينة دمشق، تعريب قاسم طوير (المديرية العامة للآثار والمتاحف، دمشق 1983). |
- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد الثاني مشاركة :