أنتيغونوس الأعور
انتيغونوس اعور
Antigonus - Antigone
أنتيغونوس الأعور
مفيد العابد
أنتيغونوس Antigonos الأول أو الأعورMonophthalmos (382 - 301 ق.م) أحد قادة الإسكندر الأكبر[ر] ومؤسس الأسرة المالكة في مقدونيا التي حكمت بعد مقتله حتى موت آخر ملوكها برسيوس Perseos (179-168ق.م)، واحتلال روما بلاد اليونان ومقدونيا.
وترجح المصادر ولادة الأعور في مقدونيا، وهو ابن لأحد نبلاء مقدونيا المدعو فيليب Philip. وتؤكد المصادر نفسها أن أنتيغونوس كان واحداً من كبار ضباط الإسكندر في حملته ضد الإمبراطورية الفارسية سنة 334 ق. م. وإثر انتصار الإسكندر على الجيش الفارسي في موقعة إيسوس Issos سنة 333 ق.م عينه الإسكندر حاكماً على إقليم فريجية Phrygia (أواسط آسيا الصغرى)؛ وذلك لضمان حماية تقدم الجيش جنوباً نحو سورية ومصر؛ وبعد ذلك شرقاً باتجاه الهضبة الإيرانية. وبقي في هذا المنصب حتى وفاة الإسكندر (تموز/ يوليو 323 ق. م) حينما انحاز أنتيغونوس إلى جانب القائد أنتيباتروس Antipatros (نائب الإسكندر في مقدونيا والوصي على عرشه فيما بعد) الذي تزعم مجموعة من القادة المنادين بالإبقاء على وحدة امبراطورية الإسكندر والانضواء تحت راية الأسرة المالكة المقدونية. وفي مقابل هذا الموقف عينه أنتيباتروس - إثر مجموعة مصادمات بين القادة - قائداً عاماً للقوات الملكية في إقليم آسيا، وبعد أن نجح في مركزه الجديد بالقضاء على تمرد القائد ألكيتاس Alcetas سنة (320 ق.م) وأيضا ثورة القائد يومنس Eumenes (السنة نفسها) في كبدوكية وبعد ذلك في مدينة سوسة الفارسية (318 - 316 ق.م) الذي تصادف مع موت الوصي أنتيباتروس؛ أخذ أنتيغونوس يطمح في إعادة توحيد إمبراطورية الإسكندر تحت زعامته إلا أن هذا الطرح كان يصطدم برغبات القادة الانفصاليين المتقوقعين في مراكزهم إثر مؤتمر تريباراديسوس Triparadisos بجنوب لبنان (320 ق.م) والذي كان قد عقد لحل الخلافات، واعترف لكل من كاساندروس بحكم مقدونيا وبطلميوس بحكم مصر ولوسيماخوس Lysimachos بحكم تراقية (شمال اليونان) وسلوقس بحكم بابل إضافة إلى الاعتراف لأنتيغونوس بقيادة قوات آسيا الصغرى. بيد أن هذه القيادة لم توفر لأنتيغونوس الشرعية للاعتراف بوصايته السياسية التي تزعمها لنفسه بعد ذلك. وكان لا بد من الصدام مع هؤلاء القادة.
وفي تلك الأثناء تجرأت أولومبياس والدة الإسكندر بعد شكها بولاء أنتيغونوس على إصدار أمر بتنحيته عن قيادة قواته وتعيين منافسه يومنس بدلاً منه وإعطائه صلاحية إنشاء أسطول على الساحل السوري للتصدي لأسطول أنتيغونوس الذي حقق نصراً بحرياً على الأسطول الجديد؛ مما اضطر يومنس إلى الفرار باتجاه الشرق في محاولة العثور على تأييد من ولاة الشرق، لكنه لم يفلح في ذلك، بل أدت محاولته إلى تحالف والي بابل سلوقس مع أنتيغونوس، وتمكن الاثنان من الاستيلاء على الكنوز التي كان الإسكندر قد خلفها في مدينة سوسة، ووضعها بتصرف أنتيغونوس الذي تابع سيره نحو الشرق لتأكيد سيطرته على أقاصي الهضبة الإيرانية (وكانت جزءاً من إمبراطورية الإسكندر). لكن تمرد سلوقس[ر] Séleucos وهروبه إلى بطلميوس في مصر ونجاحه في تكوين حلف من القادة ضد أنتيغونوس بعد رفضه مطالبهم باقتسام كنوز سوسة أعاد الأخير إلى سورية لقتال هؤلاء الذين نجحوا في تحقيق نصر حاسم على جيش أرسله بقيادة ابنه دمتريوس Demetrius في معركة غزة (312 ق,م) كان من أبرز نتائجها عودة سلوقس (بمساعدة جيش صغير زوده به بطلميوس) إلى ولايته في بابل ونجاحه في تكوين جيش معزز بعدد كبير من الفيلة الهندية، في هذا الوقت أقدم كاساندروس القائد في مقدونيا على اغتيال الملك الطفل إسكندر الرابع ابن الإسكندر (سنة 310 ق.م)؛ مما أتاح لأنتيغونوس وباقي القادة فرصة اتخاذ لقب ملك (سنة 306 ق.م). وحيث إن أياً منهم لم يعترف بملكية الآخرين فقد كان من الواضح أن الحرب القادمة كانت للقضاء على الغريم، وليس كبح جماحه والسيطرة عليه كما في السابق. وعلى هذا أحيا القادة كاساندروس وبطلميوس وسلوقس ولوسيماخوس حلفهم القديم. وتوجه الجميع (سنة 301 ق.م) إلى موقع إبسوس Ipsos في فريجية. ويعطينا المؤرخ بلوتارخوس وصفاً مفصلاً لمعركة الملوك هذه والتي تفوقت فيها جيوش الحلفاء المزودة بفيلة سلوقس الهندية وهزم القائد العجوز أنتيغونوس وابنه دمتريوس الذي فر إلى مدينة إفسوس Ephesos على الساحل الغربي لآسيا الصغرى للاستعداد لمعارك قادمة ضد الحلفاء انتقاماً لوالده.ومن أهم أعمال أنتيغونوس في سورية أنه أسس مدينة حملت اسمه (أنتيغونيا Antigoneia) في سهل العمق على بعد 8 كم من موقع أنطاكية سنة 307/306 ق.م، وجعلها عاصمة له، وقد قام سلوقس بعد انتصاره في إبسوس بهدم المدينة ونقل سكانها إلى مدينة أنطاكية.
مراجع للاستزادة: - مفيد رائف العابد، عصر سلوقس الأول (القاهرة 1975). - W. W. TARN, Hellenistic Military and Naval Development (Cambridge, 1930). |
- التصنيف : آثار كلاسيكية - المجلد : المجلد الثاني مشاركة :