اطعاتي (جامع)

-

الأطعاني (جامع-)

يقع الجامع في حي الشماعين غربي مدينة حلب القديمة وراء نهر قويق، شمال حارة المشارقة. وقد نسب هذا الحي إلى جماعة كانت تصنع فيها الشمع الشحمي المشهور.

أنشأ هذا الجامع (الزاوية) الخواجة حسين بن مصطفى وجماعة من التجار في نحو سنة 700هـ/1300م للشيخ محمد بن أحمد الأطعاني البسطامي الصوفي. وقد كان الأطعاني قبلها يذكر مع جماعته في مسجد كان باتصال الزاوية. خرب بعض هذه الزاوية  في فتنة تيمورلنك وَسلمت قبتها فرممها الخواجة عبد الرحمن البلدي وعمّر فيها إيواناً، ودخل نصف المسجد الذي كان يذكر فيه الشيخ أولاً في هذا الإيوان وظل نصفه الآخر خارج الإيوان من جهة التربة.

كانت الزاوية مختصة بجماعة الطريقة البسطامية، وكان يتصدى فيها للإرشاد الشيخ حسين البسطامي تلميذ عبد الله البسطامي أحد مشاهير الزهاد.

كانت هذه الزاوية قبل فتنة تيمورلنك نيّرة وبها مساكن، ولها منارة جددها الحاج أحمد القصار. ويذكر الطباخ أن الزاوية عرفت بزمانه (أي نحو سنة 1343هـ/1924م)  بجامع الأطعاني ومحرر على بابها: "جامع المطعاني" وهو غلط، وقد كانت قبلية كبيرة مشرفة على الخراب فرممت (1283هـ/1866م). وكان أمام القبلية صحن فيه مصطبة من جهة الشرق. أما الإيوان فقد سُدّ من جهة القبلة واتخذ كُتّاباً، والمنارة كانت ما تزال قائمة. وكان هناك غربي الإيوان دار كانت كما يبدو من جملة صحن الجامع. وكان داخل الزاوية تربة دفن فيها الأطعاني وغيره. ثم صارت خارج الزاوية من الجهة الشمالية.

أزيلت هذه الزاوية مع تجديد المنطقة ولا أثر لها اليوم، وحلّ محلها بعض من حديقة الكتاب والمركز السياحي قرب المتحف الوطني.

لمياء جاسر