اراغون منصوري (تربه)
Araghûn' l Mansûrî (Cemetery-) - Aragôn' l Mansoûrî (Cimetière-)

أراغون المنصوري (تربة(-

 هشام النعسان

 

تقع تربة أراغون المنصوري في محلة ساحة بِزِة قبلي حمام الناصري (المعروف الآن بحمام اللبابيدية) تحت قلعة حلب، والتربة موجودة داخل مسجد قديم، وتسمى أيضاً "التربة الأراغونية"، و"المقبرة الأراغونية".

أنشأ هذه التربة نائب السلطنة المملوكية في حلب الأمير سيف الدين أراغون الدوادار المنصوري الحنفي سنة 727هـ/1326م. وفي ذلك يقول ابن الشحنة الحلبي في "روض المناظر": "ودفن في تربته - أراغون المنصوري- التي أنشأها بسوق الخيل بين بابي القوس، وكان عمره نحو الخمسين"، وذكره أبو الفدا في حوادث سنة 731هـ/1330م فقال: "وفي ربيع الأول مات بحلب الأمير سيف الدين أراغون الناصري نائبها وخرجت جنازته بلا تابوت وعلى النعش كسا بالفقيري حسبما أوصى به، ودفن بسوق الخيل تحت القلعة، وعملت عليه تربة حسنة، ولم يجعل على قبره سقف ولا حجرة بل التراب لا غير".

يتقدم بنا التربة باب مؤلف من ثلاثة أحجار ضخمة بينه وبين حمّام الناصري بضعة أمتار، ويليه ممر قصير، وفيه قبلية حسنة على واجهتها بعض الزخارف المنقوشة، وفيها صحن متوسط تحيط به حجرات صغيرة مشرفة على الخراب يسكنها بعض الفقرا ، وهناك حجرة واسعة فيها قبر الأمير أراغون المنصوري؛ عليه تابوت من حجارة منقوش عليها كتابة غير أصلية يقول عنها الشيخ راغب الطباخ في "أعلام النبلا ": "كتب بعض الجهلة على الحجرة العليا منه: هذا ضريح الولي الزاهد العارف بالله تعالى صاحب الخيرات والمبرات الشيخ محمد بن عبد الله قويق الحافر مجرى لنهر حلب الشهبا ! والصواب أنه قبر أرغون الدوادار رحمه الله، وهذه تربته". ويذكر المؤرخ خير الدين الأسدي رأيه فيقول: "ونقول نحن: هذا القبر ماثل حتى يومنا، وهو هذا: مسنّم كقبور المعتقد فيهم مكتوب عليه ضريح الولي… إن لهجة هذه الكتابة لهجة العصر المتأخر لا لهجة القرن الرابع، ثم إن الحجر لا يعدو القرن أو القرنين، زد عليها ما يدحض دعوى القدم بآية أنها مكتوبة بقلم الثلث وهذا القلم ابتدعه العثمانيون في العصر المتأخر، وبآية أنه حدثنا من يعرف أن ثمة وقفية متأخرة تنص على مبلغ يتقاضاه من يشعل قنديلاً على قبر هذا الدفين". وقال الشيخ كامل الغزي بعد أن أنكر أيضاً الكتابة: "وهذه التربة لا نعلم أحداً دفن فيها غير أرغون نائب حلب". وقال أبو ذر: "تربة أراغون تحت القلعة وهو مدفون بها، ولها قرا وبركة ما ومنارة على بابها وحوض ما خارجها وقد عطل، وكان قد أجرى إليه الما الشيخ الصالح الجبرتي وفعل بهذه التربة كما فعل بغيرها".

وتربة أراغون المنصوري حالياً لا يوجد داخلها حوض ما ولا نافورة ، وكذلك دثرت مئذنتها، وأما السبيل فهو معطل تماماً، والتربة بحاجة إلى ترميم جيد.

مراجع للاستزادة:

 - ابن حبيب الحسن بن عمر الحلبي، المنتقى من درة الأسلاك (دار الملاح، دمشق 1420هـ/1999م).

 - خير الدين الأسدي، موسوعة حلب المقارنة (جامعة حلب، 1984-1988م).

 - محمد أسعد طلس، الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب (منشورات مديرية الآثار العامة، دمشق 1957م).


- التصنيف : آثار إسلامية - النوع : مباني - المجلد : المجلد الأول - رقم الصفحة ضمن المجلد : 310 مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق