أجم-كاكريمي
اجمكاكريمي
Agum-Kakrimi - Agoum-Kakrimi
أجُم - كاكريمي
نائل حنون
أجُم كاكريمي Agum-Kakrime هو الأول من بين الملوك الكاشيين الذين حكموا بلاد بابل بعد سقوط سلالتها الأولى في عام 1595 ق.م على أثر الغزو الحثي. ويرجح أن اسمه يعني باللغة الكاشية "أجُم الصغير" في مقابل اسم سميه من أسلافه "أجُم رَبِي"، أي أجُم الكبير. تنسب إلى هذا الملك مدة حكم امتدت من 1602 إلى 1585 ق.م، وهذا يعني أن سنوات حكمه السبع الأولى سبقت الغزو الحثي لبلاد بابل، وأنه كان خلالها معاصراً للملك الأخير من سلالتها الأولى، وهو سمو-ديتانا (1625-1595 ق.م). وإذا كان أجُم - كاكريمي الملك الكاشي الأول في بلاد بابل؛ فإنه كان العاشر في سلالة الملوك الكاشيين. أما المكان الذي حكم به هؤلا الملوك فقد كان منطقة الفرات الأوسط حيث قامت مملكة خانا التي كانت عاصمتها تيرقا (تل العشارة [ر] حالياً في سورية). وأسما ملوك خانا في ذلك العصر لم تعرف كلها، ولكن عرف منها اسم كاشتلياش الأول الذي أرخ عهده بحدود 1660 ق.م. وهذا الملك هو الثالث من بين الملوك الكاشيين الذين حكموا في خارج بلاد بابل.
لقد كانت خانا مملكة أمورية ورثت دور ماري[ر] في المنطقة بعد أن دمرها حمورابي. ولذلك استمر التنافس فيما بين مملكتي بابل وخانا، وكانت كلتاهما تحت حكم سلالة أمورية، بيد أن نخبة حاكمة من الكاشيين شاركت في حكم خانا - على ما يرجح - بعد أن حل الكاشيون في هذه المملكة. ولا يمكن في الوقت الحاضر تتبع نسب الكاشيين أو معرفة أصل لغتهم؛ ذلك أنهم استعملوا اللغة الأكادية في تدوين نصوصهم، مثلما هو الحال فيما يخص الأموريين، وتبنوا التراث الديني والثقافي الرافدي كاملاً. ولم يترك الكاشيون من لغتهم سوى بعض أسما الأعلام وأسما عدد قليل من آلهتهم، كما أن عدداً من ملوكهم حملوا أسما ً أكادية.
كان الغموض يكتنف الظروف التي سقطت بها سلالة بابل الأولى، وكذلك دور الجيش الحثي في ذلك السقوط، وهو الجيش الذي انسحب سريعاً من بلاد بابل؛ ليتركها تحت حكم الكاشيين من دون سبب واضح. هنا يأتي دور أجُم - كاكريمي؛ ليقدم ما يساعد على فهم ما حدث من خلال نص مسماري له مدون باللغة الأكادية حفظ في نسخة آشورية عنه جا ت من مكتبة آشور- بانيبال في نينوى[ر]. يتألف هذا النص من ثمانية أعمدة تضم 397 سطراً، وترد فيه معلومات على لسان أجُم- كاكريمي توضح انتسابه إلى كاشتلياش الأول؛ ملك خانا،وأجُم الكبير. والموضوع الرئيس لهذا النص هو قيام الملك الكاشي بإعادة تمثالي الإله مردوخ وزوجته صَربانية من خانا بعد أن نقلا إليها ضمن الغنائم حين الاستيلا على مدينة بابل، ويبدو أنه قرر إرجاعهما بعد أن استقر له الأمر في بابل.
يصف أجُم - كاكريمي نفسه في نصه هذا على أنه ملك الكاشيين والأكاديين، ويتحدث عن بلاد بابل ومعتقداتها حديث العارف بها والمتبني لها، ولم يذكر سوى اسم إله كاشي واحد في مقابل أسما سبعة من الآلهة البابلية. أما دور الحثيين فيبدو أنه كان مؤازرة جيش خانا بقيادة الكاشيين، ولذلك اكتفوا بأخذ غنائم بابل، وعادوا سريعاً إلى عاصمتهم حاتوشا (بوغازكوي حالياً في تركيا)؛ حيث كان ملكهم مورسيليس الأول يواجه اضطراباً انتهى باغتياله في نحو عام 1590 ق.م؛ تاركين بلاد بابل وخانا لحكم الكاشيين.
مراجع للاستزادة: - P. JENSEN, “Inschrift Agum-Kakrimi’s”, in Keilinschriftliche Bibliothek: Samlung von assyrischen und babylonischen Texten , (L.Abel et al.), (Amsterdam, 1970). -A. H. PODANY, The Chronology and History of the Hana Period, (Los Angeles, 1988). |
- التصنيف : العصور التاريخية - النوع : أعلام - المجلد : المجلد الأول - رقم الصفحة ضمن المجلد : 214 مشاركة :
اخترنا لكم
المجلدات الصادرة عن موسوعة الآثار في سورية
