بقول
-

البُقول

محمود صبوح

التصنيف العلمي

الموطن الأصلي

الوصف المورفولوجي

الاستخدامات

الأمراض والحشرات

 

البُقول legumes هي ثمار من الفصيلة الفولية Fabaceae (أو البقولية Leguminosae) المستعملة في تغذية الإنسان والحيوان نظراً لغناها بالبروتين والكلسيوم، وتعد غذاءً رئيساً لكثير من الشعوب، كما أن النباتات البقولية تُحسّن خواص التربة الفيزيائية والكيميائية والحيوية حيث تثبت الآزوت الجوي عبر تعايشها مع بكتريا الريزوبيوم Rhizobium؛ ما يؤدي إلى تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية وزيادة خصوبة التربة والمحافظة على البيئة.

التصنيف العلمي

تعود زراعة المحاصيل البقولية إلى أكثر من 8000 عام، فقد عرفتها البشرية واستخدمتها منذ القدم ولاسيما العدس، تضم الفصيلة البقولية نحو 700 جنس و18000 نوع، منها العشبي الحولي والمعمر والشجيري أو الشجري. وعموماً، تُقسم من وجهة نظر غذائية إلى مجموعتين:

1- مجموعة البقوليات الحبية أو الغذائية: من أهمها: الفول Vicia faba، العدس Lens esculenta، الحمص Cicer arietinum، الترمس Lupinus Sp، البازلاء Pisum sativum، فول الصويا Glycine max، الفول السوداني Arachis hypogaea وغيرها (الشكل1).

الشكل (1) بعض أنواع البقوليات الغذائية.

2- مجموعة البقوليات العلفية: المستخدمة أساساً في تغذية الحيوان، مثل: الفصة Medicago sativa، البرسيم (أو النفل) Trifolium Sp، البيقية Vicia sativa، الكرسنة Vicia ervilia، الجلبان Lathyrus sativus، وغيرها (الشكل 2).

الشكل (2) بعض أنواع البقوليات العلفية.

الموطن الأصلي

وجدت بقايا نبات البازلاء في سويسرا منذ نحو 4500 سنة قبل الميلاد وفي مقابر المصريين القدماء وضمن بقايا مدينة طروادة، ووُجدت مستحاثات الحمص في منطقة شرق البحر المتوسط وفي العراق ومنها انتشرت زراعته إلى الهند وشرقي آسيا، وزُرع العدس منذ زمن بعيد فكان الغذاء الأساسي للإغريقيين وقدماء المصريين والرومان، حيث عثر على حبوبه في المقابر المصرية منذ 2400 عام قبل الميلاد، وعُثر على بقايا الفول في سويسرا خلال العهد البرونزي، كما وجد مزروعاً من قبل قدماء المصريين، حيث كان ومازال الغذاء الشعبي، وعُرف الفول السوداني من قبل الهنود الحمر، وعدّ فول الصويا من المحاصيل الغذائية المهمة في الصين منذ أمد بعيد، ثم في اليابان، ومن ثم في بقية مناطق شرقي آسيا.

الوصف المورفولوجي

الجذور: وتدية متفرعة أو غير متفرعة، سطحية في البقوليات الحولية وعميقة في المعمرات، وتكون في بعضها الآخر من الطراز الليفي المتجمع بالطبقة السطحية من التربة. يوجد عليها عقد بكترية تحوي بكتريا من جنس الـ Rhizobium تقوم بتثبت الآزوت الجوي (الشكل3).

الشكل (3) العقد البكترية على جذور البقوليات.

الساق: تختلف في الطول والسماكة ومقدار التفرع ودرجة صلابتها بحسب الأنواع، فهي عشبية وقد تتخشب قليلاً في بعض الأحيان، وهي إما قائمة، وإما مفترشة، وإما نصف مفترشة، كما قد تكون مدادة أو متسلقة بوساطة المحاليق الورقية.

الأوراق: مركبة ريشية غالباً تنشأ مباشرة من براعم متبادلة على الساق، كما يمكن أن تنتهي بمحلاق أو أكثر يساعد النبات على التسلق، وتحمل الورقة في قاعدتها أذينتين تختلفان بالحجم بحسب الأنواع، كما يختلف شكل الورقة من جنس إلى آخر، فهناك:

1- أوراق مركبة ريشية ثلاثية الوريقات، كما هي الحال في فول الصويا والفاصولياء.

2- أوراق مركبة ريشية لها أكثر من ثلاث وريقات، كما هي الحال في الفول والحمص والعدس والجلبانة والبازلاء. قد تتحور الوريقة الطرفية أو الوريقات الطرفية إلى محلاق أو أسلة.

3- أوراق مركبة راحية مكونة من عدة وريقات، كما هي الحال في الترمس (الشكل 4).

الشكل (4) أشكال أوراق بعض أنواع البقوليات.

الأزهار: إما مفردة تخرج من آباط الأوراق العلوية للساق، وإما متجمعة على هيئة نورات غير محدودة النمو عنقودية أو سنبلية وبأحجام مختلفة، والزهرة فراشية الشكل.

الثمرة والبذرة: تتألف الثمرة من قرن قد يكون مستقيماً ومتطاولاً مفصصاً (يملك اختناقات ما بين البذور) أو من دون تفصيص، كما يمكن أن يكون منحنياً أو حلزونياً أو كروي الشكل، يحوي القرن بذرة واحدة أو أكثر تتوضع على طول القرن، تتصل البذور بالقرن من خلال قاعدة تسمى بالحبل السري (الشكل5).

الشكل (5) بذور وثمار لأنواع مختلفة من البقوليات.

الزراعة والانتشار

تختلف محاصيل العائلة البقولية فيما بينها بالنسبة إلى احتياجاتها البيئية؛ ما ساعد على انتشارها وزراعتها في ظروف بيئية متباينة، وتُقسم تبعاً لطول موسم النمو إلى مجموعتين:

- مجموعة ذات موسم نمو قصير (البازلاء والعدس والجلبان).

- مجموعة ذات موسم نمو طويل (الفول وفول الصويا).

علماً أن كل محصول يضم أصنافاً مبكرة النضج ومتوسطة ومتأخرة. بلغت المساحة المزروعة بالبقوليات الجافة عام 2010 في العالم نحو 71 مليون هكتار، والإنتاج 59.47 مليون طن بمردود قدره 835 كغ/هكتار. تأتي الهند في المركز الأول من حيث المساحة والإنتاج، تليها نيجيريا مساحةً، والصين إنتاجاً، و فرنسا في المركز الأول مردوداً ( الجدول 1).

الدولة

المساحة (ألف/هكتار)

الإنتاج (ألف طن)

المردود

(كغ/هكتار)

الهند

13000

7826

602

نيجيريا

4531

3090

682

البرازيل

4074

3471

852

الصين

3374

5547

1644

كندا

2047

3701

1808

أستراليا

1482

730

492

تركيا

1251

1606

1284

الولايات المتحدة

1210

2082

1721

روسيا الاتحادية

1101

1764

1602

المملكة المتحدة

229

795

3472

الجدول (1) المساحة المزروعة بمحاصيل البقوليات وإنتاجها في بعض الدول (2010، FAO)

كانت المحاصيل البقولية أقل حظاً من المحاصيل النجيلية دراسةً وتحسيناً وتطويراً، ما جعل مساحاتها ومردودها وإنتاجها شبه ثابت خلال سنين عديدة (عدا فول الصويا)، وأعطيت في ثمانينيات القرن الماضي الاهتمام مجدداً لأهميتها الغذائية وإمكانية زراعتها بعلاً في المناطق شبه الجافة لكونها محاصيل شتوية، حيث جرت خلال تلك الفترة عدة محاولات لنشر زراعة أصناف شتوية من الحمص، إضافة إلى إمكانية إدخالها في دورات زراعية ثنائية (حبوب-بقول) تُغني التربة بالآزوت وتحسن من خواصها الفيزيائية والكيميائية، وتزيد من مردود المحصول النجيلي الذي يليها في الدورة الزراعية.

وجرت على الصعيد العربي محاولات عديدة لتحسين هذه المحاصيل، مثل مكننة زراعة العدس والعمل على إنتاج أصناف طويلة الساق، وإيجاد أصناف شتوية من الحمص مقاومة لمرض الأسكوكيتا Ascochyta، وإيجاد أصناف جديدة من الفول عالية الإنتاج، مقاومة للصدأ وللمن ولحشرات المخازن.

بلغت المساحة المزروعة بمحاصيل البقوليات الغذائية في الوطن العربي 1.2 مليون هكتار، والإنتاج من بذورها 1.44 مليون طن (عام 2010)، وتتركز هذه المساحة رئيسياً في المغرب (310.6 ألف هكتار) وسورية (283.83 ألف هكتار) ومن ثم مصر (122.70 ألف هكتار) التي تحتل المركز الأول في الإنتاج والمردود نتيجة اعتمادها على الزراعة المروية (الجدول 2).

الدولة

المساحة (ألف/هكتار)

الإنتاج

(ألف طن)

المردود

(كغ/هكتار)

المغرب

310.60

305.70

984

سورية

283.83

215.56

759

مصر

122.70

389.49

3174

السودان

90.30

182.90

2025

تونس

85.20

92.00

1080

الصومال

83.20

31.38

377

الجزائر

63.51

50.08

789

اليمن

50.21

95.69

1906

موريتانيا

29.86

9.99

335

العراق

37.25

48.00

1289

ليبيا

4.89

7.90

1535

الجدول (2) المساحة المزروعة بمحاصيل البقوليات الغذائية في الوطن العربي عام 2010

بلغت المساحة المزروعة بالبقوليات الغذائية والعلفية في سورية نحو 284 ألف هكتار عام 2010، وهي في تناقص مستمر نظراً لحاجتها إلى عناية أكبر مقارنة بمحاصيل الحبوب النجيلية؛ ولعدم توفر الآلات الخاصة بحصاد المحاصيل البقولية ما يحد من التوسع بزراعتها خصوصاً في المناطق التي تعاني قلة اليد العاملة، وتتعرض قرون أغلب هذه المحاصيل للانفراط ما يسبب ضياع قسم من الغلة، إضافة إلى إصابتها بمرض الهالوك.

الأهمية الغذائية والعلفية

تحتوي النباتات البقولية على عديد من البروتينات والكربوهدرات والدهون والعناصر المعدنية والفيتامينات المهمة لبناء جسم الإنسان والحيوان. وتُعد المحاصيل البقولية -وخاصة الحبية منها- غنية بالبروتين ذي النوعية الجيدة الذي يكاد يُعادل البروتين الحيواني ويمكن أن يكون بديلاً منه في غذاء الإنسان، إضافة إلى أنه رخيص الثمن ومتوفر مقارنة بالبروتين الحيواني.

التركيب الكيميائي لبذور البقوليات

تراوح نسبة البروتينات في بذور البقوليات بين 25-40 % (الجدول 3)، وهي أكثر بـ 2-3 مرات من محتوى حبوب العائلة النجيلية من البروتين، كما يحتوي التبن الناتج من نباتات العائلة البقولية 8-15 % من البروتين. تراوح نسبة الكربوهدرات في حبوب البقوليات بين 48-54 %، والدهون بين 4-1 %، وتفوق النجيليات في محتواها من الكلسيوم (100مغ/ 100غ)، والحديد (7مغ/100غ)، وتعد البقوليات غنية بفيتامين A والريبوفلافين والثيامين، وفقيرة بفيتامين C، لذا تستعمل في تغذية الإنسان مباشرة أو محفوظة في علب، كما تستعمل علفاً أخضر في تغذية الحيوان أو بذور سيلاج أو دريس أو تبن.

المحصول

بروتين

كربوهدرات

دهون

ألياف

رماد

البازلاء

37

52

1.5

3.5

2

الفول

30

54

1.5

6

3.5

العدس

28

50

2

3

3

الجلبان

27

48

2

6

3

الحمص

25

49

4.5

4

3.5

الفاصولياء

28

49

2

4

3

فول الصويا

34

24

19

4

5

الترمس

40

24

5

12.5

4.5

الجدول (3) التركيب الكيميائي لحبوب بعض المحاصيل البقولية (%) عند نسبة رطوبة (14 %).

تحوي بذور بعض المحاصيل البقولية مواد سامة قد تسبب أضراراً للإنسان حين الاعتماد عليها بصورة رئيسة في التغذية، ومن أهمها:

1- مرض التفويل: ينتج من تناول بذور الفول الأخضر أو من استنشاق حبوب اللقاح من الأزهار، وتتلخص أعراضه بضعف عام وتحلل الدم واليرقان، وقد تحدث الوفاة في الحالات التي لا يتبعها إسعاف سريع. تعود أسبابه إلى نقص محتوى كريات الدم الحمراء من خميرة منع تحلل الدم تسمى غلوكوز 6 - فسفات دي هدروجيناز Glucose- 6- phosphate de hydrogenase ونقصها لدى الإنسان صفة وراثية متنحية مرتبطة بالجنس.

2- مرض الـlathyrism: ينتج من أكل حبوب الجلبان التي تُعدّ غذاءً رئيساً لبعض شعوب الدول الآسيوية كالهند والباكستان وغيرها، فتسبب لبعض الناس حالات من الشلل الجزئي.

3- أمراض الجهاز الهضمي: لا يُنصح لمرضى الجهاز الهضمي بتناول البقوليات الغذائية الجافة بكثرة، وخاصة أولئك الذين يشكون انتفاخ البطن ومغصاً في الأمعاء الدقيقة؛ لأنها تعطي- نتيجة تحللها وهضمها- غازات ومواد صعبة الهضم تزيد من درجة التخمر.

 

تتلخص أهم استخدامات المحاصيل البقولية بالآتي:

1- بذورها غنية بالبروتين مما يعطيها أهمية خاصة في تغذية الإنسان وخاصة في البلدان النامية.

2- تُستعمل في تغذية الحيوان.

3- تُعد ذات أهمية كبيرة من الناحية الزراعية حيث تتشكل على جذورها عقد بكترية (الرايزوبيوم) تتعايش مع البقوليات وتستطيع تثبيت الآزوت الجوي بكمية تراوح بين 100 – 200 كغ/هكتار في ظروف الزراعة المروية، و20-50 كغ/هكتار في ظروف الزراعة المطرية، يستخدم جزء من الآزوت في تغذية النبات البقولي ويبقى الجزء الآخر في التربة ليزيد من خصوبتها ويوفر احتياجات المحصول اللاحق في الدورة الزراعية من الآزوت، ومن ثم يساعد إدخالها في الدورات الزراعية على تعويض الفقد الحاصل من الآزوت المستهلك من قبل المحصول السابق. وقد بينت التجارب أن الترمس يترك في التربة بعد حصاده 150 – 200 كغ/هكتار آزوت. علماً أنه يتم في الوقت الحاضر تحضير هذه البكتريا صناعياً- وهي خاصة بكل محصول- لإضافتها مع بذور المحاصيل البقولية عند زراعتها في الحقل لأول مرة.

الأمراض والحشرات

تتعرض نباتات العائلة البقولية للإصابة بمجموعة من الأمراض الفطرية، مثل: الذبول wilt، البياض الزغبي downy mildew، لفحة الأسكوكتيا Ascocyta blight، الصدأ rust، البياض الدقيقي powdery mildew، اللفحة البكترية bacterial blight. كما تتأثر بالعديد من الأمراض الفيروسية، مثل: موزاييك تبرقش الأوراق legume mosaic. تهاجم البقوليات حشرات عديدة تؤدي إلى ضعف النبات وانخفاض مردوده، وتحدث الضرر بالبذور الخضراء والمخزنة، ومن أهمها: خنفساء البقوليات legume beetle، المن aphid، سوسة ورقة البقوليات legume leaf mite، الأكاروس أو العنكبوت الأحمر، حشرات المخازن؛ منها خنفساء الفول والعدس والبازلاء وخنفساء البقوليات الجافة. وللتخفيف من أضرار هذه الآفات تتبع إجراءات عدة، مثل: اتباع دورة زراعية مناسبة، التخلص من بقايا المحصول السابق وإجراء فلاحة عميقة قبل الزراعة، زراعة البذور السليمة والمعقمة والأصناف المقاومة في الموعد المحدد، معاملة البذور بالمبيدات الفطرية والحشرية عند زراعتها، إجراء المكافحة بوقتها المناسب بعد الرجوع إلى المختصين لتحديد نوع المبيدات الفطرية والحشرية اللازمة وطريقة استخدامها؛ مع مراعاة أن تكون الرشة الأخيرة قبل جني القرون الخضراء بفترة كافية.

مراجع للاستزادة:

- بشار حياص، وأحمد مهنا، إنتاج محاصيل الحبوب والبقول، منشورات جامعة البعث، 2007.

- طلال سلوم العبيان، وطه حمادي الخليفة، إنتاج محاصيل الحبوب والبقول، منشورات جامعة حلب، 2003.

- رلى يعقوب، ويوسف نمر، تقانات إنتاج محاصيل الحبوب والبقول (الجزء النظري)، منشورات جامعة دمشق، 2011.

- G. Lewis, B. Schrire, B. Mackinder, M. Lock, Legumes of the World. Royal Botanic Gardens, Kew Publishing, 2005.

-A. Pratap, J. Kumar, Biology and Breeding of Food Legumes. CABI, 2011.  

- T. A. Vaughan, J. M. Ryan, N. J. Czaplewski, Mammalogy. Saunder College Publishing, 2000.

- E.S. Vreba, G.B. Schaller, Phylogeny of Bovidae Based on Behavior, Glands, Skulls and Postcrania. In Antelops, Deer and Relatives, Yale University Press, 2000.


- التصنيف : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - النوع : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - المجلد : المجلد الخامس مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق 1