البغل والحمار
بغل وحمار
Mule and Ass -
البغل والحمار
دارم طباع
الانتشار
الاستخدامات
التكـاثـر
البغل mule حيوان ثديي معمر وعقيم من آكلات الأعشاب، وكان من حيوانات العمل المفضلة نظراً لقوته وضخامته، ويطلق عليه أبو الأثقال وأبو الحرون. له أذنان طويلتان وعرف قصير ورأس صغير وقوائم دقيقة، وتسمى أنثاه بالبغلة والسفواء، أما صوته فيسمى السحال والسحيل والشحاح والشًحيج. والحمار ass أو donkey حيوان مستأنس من الجنس الذي ينتمي اليه الحصان؛ ويشبهه ولكنه أقرب إلى البغل، وله رأس كبير وذيل قصير ينتهي بخصلة شعر، حوافره صغيرة وأذناه طويلتان. وهو حيوان صبور قوي يستعمل للركوب والجر وحمل الأثقال وتسمى أنثاه أتاناً، ويعيش أيضاً بصورة برية في صحاري آسيا وإفريقيا وبراريها.
يتبع البغل Equus mulus، والحمار Equus asinus، إلى فصيلة الخيول Equidae، ورتبة وحيدات الحافر Perissodactyla، وصفّ الثدييات في المملكة الحيوانية. تعود أصول الحمار البرية إلى الحمار البري الإفريقي، وقد تم استئناسه في الألف الرابع قبل الميلاد في بلاد الرافدين، ويُعد الحمار البري السوري الأصل للحمار الأخدري onager المهدد بالانقراض. وقد دلت الاكتشافات الحديثة في تل أم المرا بشمالي سورية على أن الهجين بين الحمار البري السوري والأونغر؛ أنتج حيوان الكونغا Kunga الذي عرف منذ الحضارة السومرية بالحيوان الملكي، لقيمته الكبرى وصفاته المميزة، وقد انقرض مع استئناس الحصان وظهور البغل بديلاً من الحيوانات الهجينة القوية. كما كان للحمار أهمية في نشوء الحضارات القديمة، حيث استخدمته القوافل في أثناء تنقلها، وهذا ماتظهره طرق القوافل بين الممالك السورية القديمة التي لم تبتعد عن بعضها أكثر من40 كم، وهي المسافة التي يستطيع الحمار قطعها من دون توقف، وقد أنتجت سورية ثلاث سلالات من الحمير على الأقل، استخدمت إحداها للركوب، غالباً لنقل النساء والأطفال في الريف أو أصحاب النفوذ والجاه، كالوالي أو المرابع أو الوكيل، ولاتزال هذه السلالة معروفة في سورية، وتدعى بحمير الصليبية نسبة إلى قبائل الصليبية التي كانت تربيها، كما كان الوسط التجاري لمدينة دمشق في الألف الثاني قبل الميلاد مركزاً لبيع هذه الحمير البيضاء الشهيرة والباهظة الثمن، مقارنة بغيرها من الحمير. يختلف حجم الحمير وفقاً للسلالة؛ إذ يراوح ارتفاع الغارب بين 80 – 160 سم، والوزن بين 80 – 480 كغ، والعمر بين 30 – 50 سنة (الشكل1).
الشكل (1) حمار في البيئة الريفية. |
أما البغل فهو حيوان عقيم ينتج من تزاوج الحمار (الذكر) مع الفرس (أنثى الحصان)، في حين يدعى الحيوان الناتج من الأتان (أنثى الحمار) والحصان بالنغل hinny. ويختلف حجم البغل باختلاف حجم الأم، فهناك البغال الصغيرة الحجم، والمتوسطة التي يراوح وزنها بين 370 – 460 كغ، والكبيرة الحجم.
يدعى صوت الحمير بالنهيق المتميز بقوته وامتداده، وهو مثال للأصوات العالية المستهجنة. أما صوت البغال فهو يشبه صوت الحمير لكنه أقل شدة؛ إذ غالباً ما تبدأه بالصهيل كالخيل، وتنهيه بالنهيق كالحمير.
تعدُ البغال أفضل من أبويها؛ إذ تمتلك قوةً أكبر من الحصان، وذكاءً أكثر من الحمار، و صفاتٍ شكلية مشتركة من النوعين (الشكل 2)، فالرأس والآذان تشبه الحمير نوعاً ما، أما الجسم فيشبه الحصان، و تمتلك قوة الهجين heterosis، ما يجعلها تقوم بأعمال لاتتمكن الحمير والخيول من أدائها، ويتنوع لون غطائها الشعري -كما في الخيول- مظهرة ألوان الكميت والأدهم، ويقل اللون الأبيض.
الشكل (2) بغل في البيئة الريفية. |
الانتشار
يوجد الحمار في معظم أنحاء العالم، ويفوق عدده 40 مليون حيوان، معظمها في الصين وباكستان وإثيوبيا والمكسيك، موزعة على 189 سلالة. أما البغال فيقدر عددها بنحو 11 مليوناً، معظمها في الصين والمكسيك ووسط أمريكا وجنوبيها، أما في سورية فيقدر عدد الحمير بنحو 200 ألف رأس يوجد معظمها في المنطقة الوسطى، موزعة بين ريف حماة وحمص وإدلب، والمنطقة الشرقية الممتدة على طول مجرى نهر الفرات وروافده، وفي القرى الجبلية للمنطقة الساحلية. أما أعداد البغال في سورية فيصل إلى 50 ألف حيوان، توجد معظمها في محافظة إدلب والمناطق الحدودية مع لبنان وتركيا في ريف إدلب وحمص ودمشق، كما توجد أعداد من البغال في ريف السويداء.
الاستخدامات
لا يزال الحمار يُستخدم في الأعمال ذاتها التي كان يقوم بها منذ ستة آلاف عام، وذلك في مجالات النقل والحمل والجرّ وحراثة الأرض (الشكل3) ودراسة المحاصيل ونقل المياه، خصوصاً في الأماكن الجبلية المدرجة، وتؤدي الحمير دوراً أساسياً لدى البدو في دول العالم العربي في قيادة قطعان الجمال والأغنام. كذلك تستخدم البغال في معظم الفعاليات الزراعية والخدمية السابقة، وخصوصاً في المناطق الجبلية والصخرية الوعرة، إضافة إلى استخدامها السابق في الحروب؛ إذ تستطيع حمل نحو 70 كغ والسير مسافة
الشكل (3) استعمال الحمار في النقل والحراثة. |
26 كم من دون توقف، كذلك كانت تعمل البغال في جرّ عربات نقل صهاريج المازوت وزيت الكاز التي تدور عادة في حارات بعض المدن والقرى وأزقتها لبيع هذه المواد للمواطنين، كما كانت تجرِّ عربات لنقل الخضراوات والفاكهة لبيعها. وقد يتم تحميلها أحياناً بحمولات تفوق قدرتها على العمل، مما يعرضها في أثناء عملها للكثير من الأذى والإهمال نتيجة الجهل، مما يقلل من قدراتها الإنتاجية، ويجعلها عرضة للإصابات الخطرة، وهذا ما شجع الكثيرين من محبي الحيوان لتأسيس جمعيات لحمايتها مثل جمعية حماية الحيوانات في الخارج The Society for the Protection of Animals Abroad (SPANA) ومقرها لندن، وتعمل في معظم دول شمالي إفريقيا والشرق الأوسط بما في ذلك سورية؛ إذ تأسس مشروع حماية الحيوان فيها عام 1993، ومقره في كلية الطب البيطري في حماة، ليقدم الرعاية الطبية البيطرية المجانية للحيوانات العاملة في الجر والزراعة التي تعيش عليها الأسر الفقيرة في الريف السوري، وتساهم في نحو 16 % من دخلها.
التكـاثـر
فترة حمل الأتان (أنثى الحمار) نحو 12 شهراً، (11 – 14 شهراً)، وتضع غالباً مولوداً واحداً يدعى الكِر (صغير الحمار) (الشكل 4)، ونادراً ماتلد الأتان مولودَين اثنَين، وتقوم الأم بإرضاع وليدها منذ ولادته إلى عمر 4– 6 أشهر حيث يتم فطامه، وتعود دورة الشبق إلى الأم بعد 9-10 أيام من الولادة إلا أنه لا يُنصح بتلقيحها في هذه الدورة.
الشكل (4) أنثى الحمار مع صغيرها. |
تمتلك البغال 63 صبغياً نتيجة اجتماع أعراس الأبوين المختلفين (الفرس 64 صبغياً والحمار 62 صبغياً) مما يجعل إمكان التلقيح شبه مستحيل، ولذلك تعد هذه الحيوانات عقيمة؛ إذ تذكر المراجع العلمية أن البغل الذكر عقيم غالباً، أما الأنثى فقد تتمكن أحياناً من الحمل والولادة، فقد سجلت 60 حالة حمل وولادة نادرة لبغال منذ عام 1527 حتى الآن في عدد من دول العالم. وتمكنت جامعة آيداهو Idaho في الولايات المتحدة الأمريكية من استنساخ أول بغل عام 2003.
مراجع للاستزادة: J-Dohner, Livestock Guardians: Using Dogs, Donkeys and Llamas to Protect Your Herd, Storey Publishing, 2007. -E.W. Don, M.R. DeeAnn, Equus asinus, Mammal Species of the World, A Taxonomic and Geographic Reference, Johns Hopkins University Press, 2005. -D.G. Smith, R. A. Pearson, A Review of the Factors Affecting the Survival of Donkeys in Semi-Arid Regions of Sub-Saharan Africa, Trop Anim Health Prod 37 Suppl 1: 1–19,.2005. -P. Starkey, M. Starkey, Regional and World Trends in Donkey Populations, Animal Traction Network for Eastern and Southern Africa (ATNESA), 1997. |
- التصنيف : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - النوع : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - المجلد : المجلد الخامس مشاركة :