البريد الدعائي
بريد دعايي
Spam -
أغيد القطعان
الآثار الناجمة عن البريد الدعائي
البريد الدعائي (أو الواغل) spam هو مجموعة من الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها أو غير المطلوبة من المرسل إليه recipient؛ وهي تُرسل عادة من قِبَل أفراد أو شركات أو مؤسسات لا تربطهم بالمرسل إليه أي علاقة.
ولعل أول من ابتدع البريد الدعائي هما المحاميتان: مارثا سيغل Martha Siegel ولورانس كانتر Laurence Canter بهدف جمع المال عبر الإنترنت (الشابكة)، ثم استُخدم هذا النوع من الرسائل في المجال الدعائي لتقديم خدمات للمغتربين. بعدئذٍ شاع استخدامه للدلالة على تلك الرسائل البريدية والإلكترونية غير المهمة.
إن البريد الدعائي مزعج، ولعله من أكثر الأشياء التي تضايق مستخدمي الشابكة، لأن محتواه قد لا يكون أخلاقياً أو قانونياً وفي بعض الأحيان يكون ذا محتوى عدواني.
في عام 2003 أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية قانون «مراقبة الصور ورسائل التسويق غير المرغوبة» Controlling the Assault of Non-Solicited Pornography and Marketing Act (CAN_SPAM) . تتضمن تعريفاً وتحديداً وتوصيفاً للرسائل غير المرغوبة، وعدّها غير قانونية. يتضمن القانون أيضاً مجموعة من التوجيهات الواجب اتباعها عند إرسال رسالة، ومع ذلك ما زال الناس يستقبلون تلك الرسائل المزعجة (الشكل 1)، وهذا يدل على عدم اكتراث مُرسليها بالقانون، لكن السبب الأهم هو عدم فعالية التقنيات التي تصنّف الرسالة على أنها بريد دعائي.
الشكل (1) معدل البريد الدعائي عن الفترة الممتدة من عام 2005 وحتى عام 2018. |
الآثار الناجمة عن البريد الدعائي
البريد الدعائي شائع جداً؛ وعلى الأرجح فإن جميع مستخدمي الشابكة يستقبلون بريداً دعائياً عند استخدامهم الشابكة؛ ومع ذلك فهو يُعد أداةً تسويقية غير فعالة للأفراد إذ بينت دراسة حديثة أن إجراء عملية بيع واحدة باستخدامه تحتاج إلى إرسال 12.5 مليون رسالة إلكترونية؛ وهذا مُكْلِف جداً لناشريه.
يؤثر هذا الحجم الكبير من الرسائل «الزائفة» المُرسلة تأثيراً سلبياً ومُكلفاً في قطاع الأعمال، ابتداءً من ضياع الوقت والتكلفة المادية وضعف الإنتاجية حتى خسارة الزبائن.
1 - إحصائيات البريد الدعائي
وفقاً للتقرير السنوي لعام 2018 الصادر عن شركة سيمانتك Symantec:
كان الاتحاد الروسي أكثر الدول التي استقبلت بريداً دعائياً بنسبة 76.7% من مجمل الرسائل الإلكترونية المرسلة إليه، في حين كانت الصين أكثر الدول المصدرة للبريد الدعائي وبنسبة 21% من الرسائل الإلكترونية عبر الإنترنت، وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثانية بنسبة 11% الشكل (2).
الشكل (2) معدل منشأ هجمات البريد الدعائي بين عامي 2017 و2018. |
على الرغم من انخفاض معدل البريد الدعائي بعد عام 2011؛ مازال معدل البريد الدعائي في الصناعة عالياً؛ حيث لم تنزل قيمته عن 50% مما يُفسِر ويؤكد الأثر السلبي للبريد الدعائي في القطاع الاقتصادي، ومازال قطاع التعدين متصدراً بمعدل 58.8%؛ وقطاع أعمال البناء بمعدل 56.9% (الشكل 3)، في حين يحتل قطاع التكنولوجيا (التقانة) والقطاع الدوائي والمقامرة المراتب الأولى من قطاع الأعمال (الشكل 4)، وهذا يدل على توجه مُرسِلي البريد الدعائي إلى قطاعات الأعمال الضرورية والمربحة.
الشكل (3) معدل البريد الدعائي في قطاعات الصناعة خلال عام 2018. |
الشكل (4) معدل البريد الدعائي وفقاً لقطاع الأعمال خلال عام 2017 وعام 2018. |
في عام 2018 زاد معدل الأنواع الجديدة من البريد الدعائي المسمى «الفدية» WannaCry Ransomware بنسبة 46% وهذا يشير إلى إنشاء مجموعات من نوع «الفدية» لتطوير وترويج بضاعتهم؛ لكن استقرار هذا المعدل يعود على الأرجح إلى عدم وجود مجموعات هجوم جديدة، أو تقليل الابتكار من جانب الجماعات القائمة عليه، أو تقنيات الحظر التي استخدمت حيث بلغ عدد الهجمات المحظورة من البريد الدعائي WannaCry 5.4 مليار رسالة.
2. تكلفة البريد الدعائي
وفقاً للدراسة التي قام بها اتحاد مجموعة الباحثين المسمى Radicat، يتكلف قطاع الأعمال ما يقارب 20.5 مليار دولار سنوياً بسبب انخفاض الإنتاجية وزيادة المصاريف التقنية، في حين قدرت شركة الأبحاث Nucleus متوسط الخسارة السنوية لكل موظف بـ 1934 دولاراً.
وتنبأ فِسمٌ من الباحثين بإرسال 8 مليارات رسالة دعائية يومياً، وهذا يكلف قطاع الأعمال 198 مليار دولار سنوياً، في حين تنبأ قسم آخر بأن التكلفة الكلية في قطاع الأعمال سوف تزداد باطراد إلى ما يقارب 257 مليار دولار سنوياً؛ إذا ما واصل البريد الدعائي انتشاره.
3- التأثير في مزودي خدمة الشابكة (ISP):
يؤثر البريد الدعائي في مزودي خدمة الشابكة Internet Service Provider (ISP) بما يُعرف بالإيجابية الزائفة، فكلما زادت الرسائل الدعائية تطلب ذلك عرض نطاق أوسع bandwidth ومساحة تخزين أكبر. وتمتد المشكلات من مشكلتّي صغر المساحة وضيق عرض النطاق التي يعانيها زبائن هذه الشركات؛ إلى العديد من المشكلات كالخداع وضياع الوقت والغش وغيرها، ولذا تتحمل هذه الشركات تكلفة كبيرة بسبب الضريبة المدفوعة عن زيادة عرض النطاق الترددي نتيجةً لزيادة حركة المرور «الدعائية» في الشبكة.
كما أن إيقاف جميع عناوين الشابكة IP address الخاصة بهذه الشركات أو وضعها ضمن القائمة السوداء لاحقاً (الشكل 5)؛ يتطلب كلفة إضافية من هذه الشركات لاستعادة عناوينها وحذفها من القائمة السوداء، سواء بدفع الرسوم أم بالوقت الثمين الذي هُدِر. لذلك فالتكلفة الأكبر تكمن بخسارة عدد كبير من الزبائن.
الشكل (5) حجوم البرامج الضارة في حملات رسائل البريد الدعائي خلال عام 2018. 4. التأثير في قطاع الأعمال
- يؤدي تعامُل الموظفين مع البريد الدعائي إلى ضياع وقتهم، ومن ثم التقليل من إنتاجيتهم. ويستغرق الموظف 20 ثانية وسطياً لمحو الرسائل المزعجة؛ بافتراض أنّ الرسائل الدعائية محددة مسبقاً، أما الوقت الأكبر الضائع فهو محاولة الموظف تحديد الرسائل «المفيدة».
- كما أن تكلفة إيجاد الحلول المناسبة لمكافحة البريد الدعائي، وتشمل أجور المستشارين والتقنيين والمختصين للتخطيط والتنفيذ والصيانة، يُضاف إلى ذلك تكلفة شراء البرمجيات المضادة ذات الكفاءة العالية.
- تقوم معظم الشركات بحَجر الرسائل المزعجة، ريثما يتم التعامل معها لاحقاً، وهذا يتطلب توفر سعة تخزين إضافية.
لمحتوى رسائل البريد الدعائي عدة أشكال منها: الإعلان التجاري (للترويج للمنتجات غير الموثوقة عادةً)، أو طرق الثراء السريع، أو لتقديم خدمات شبه قانونية، أو رسائل سياسية، أو رسائل دعائية زائفة (تُستخدم لنشر الفيروسات)، أو سلسلة رسائل تنتشر عند قرأتها، ولكنها تمتلك عموماً ثلاث مركبات أساسية؛ بغض النظر عما تحتويه أو تهدف إليه، وهذه المركّبات هي:
- استخدام اسم مستعار أومخفي anonymity: أي إن هوية المُرسل وعنوانه مخفيان.
- ضخامة الإرسال mass mailing: حيث تُرسل أعداد كثيرة من الرسائل إلى عدد كبير من العناوين.
- عدم طلب هذه الرسائل من الأفراد المرسلة إليهم.
ويمكن تقسيم رسائل البريد الدعائي إلى ثلاث مجموعات، وهي:
المجموعة الأولى:
هي الرسائل المتخفية في شبكة Usenet وهي شبكة لتبادل المقالات تهدف لإجراء مناقشات في أكثر من 10000 موضوع ومجموعات مناقشة عبر الإنترنت. وتتضمن تلك الرسائل الإلكترونية التي تُرسل إلى اثنتين أو أكثر من مجموعات مستخدمي الشبكة، وتُسمى بالكمين Lurkers بحيث لا يُعرَف من يتصفح أو من يضع إعلاناً أو من يُعطي عنوان بريد إلكتروني حقيقي. وتكون ذات موضوع عام.
المجموعة الثانية:
هي الرسائل الإلكترونية التي تصنف على أنها بريد دعائي، وتختلف عن الأولى بأن موضوعها غالباً ما يكون خاصاً وتُوجَّه مباشرة إلى مستخدمي الشبكة من الأفراد؛ ويجري ذلك بتشكيل قائمة بعناوين البريد الإلكتروني من الشبكة Usenet أو بعناوين الشبكة الرئيسية أو بالبحث ضمن الوب (الشبكة). ويُكلِّف هذا النوع مُرسل البريد الدعائي مبلغاً يُدفع لشركات مُزودي خدمة الإنترنت ISP التي تمتلك عناوين للبريد الإلكتروني عبر الشبكة.
الأنواع الأُخرى:
ظهرت حديثاً أشكال كثيرة تندرج تحت مُسمى رسائل دعائية مزعجة أهمها:
تعليقات تظهر في معظم المدونات blogs ومحركات الويكي wikis وكتاب الزائرين guestbooks، وقد سُميت برسائل المدونات الدعائية blog spam.
رسائل تظهر في نوافذ منبثقة pop-up windows أسفل شاشة المستخدم أو وسطها، وتتضمن رسالة البريد الدعائي الحقيقية، وقد سُميت برسائل عنوان الإنترنيت الدعائية IP spam. يظهر هذا النوع للمستخدم سواء أكان متصلاً بالشبكة أم منفصلاً عنها.
على الرغم من توفر برمجيات مضادة للرسائل الدعائية Anti-spam ومرشحات الرسائل المزعجة spam filters؛ فإن الوقاية خيرٌ من العلاج، وهذا ما يجب أن يفعله مستخدمو الشابكة. يتم ذلك بمنع ناشر البريد الدعائي من الحصول على عناوين مستخدمي البريد الإلكتروني، وهذا يتطلب معرفتهم بطريقة الناشر في الحصول عليه.
1. مصادر ناشر البريد الدعائي
مواقع الإنترنت
تتضمن بعض البرمجيات أجزاءً تُسمى برامج تجسس spyware، تُثبَّت خِلسةً على أجهزة الحاسوب للتجسس على المستخدمين أو السيطرة الجزئية عليها، وبإمكان هذه البرمجيات جمع مختلف المعلومات الشخصية، مثل مواقع الإنترنت المتصفّحة؛ وعنوان بريد المستخدم الإلكتروني.
منتديات الإنترنت
يتطلب الاشتراك في المنتديات forum المتاحة على الإنترنت تسجيلاً لعنوان البريد الإلكتروني، وهذا ما يجعله متاحاً للآخرين وعرضة للسرقة.
سلاسل الرسائل الإلكترونية Chain Letters
هي رسائل إلكترونية تُرسل إلى عدد كبير من مستخدمي الإنترنت، وهي مُعدة لكي يُرسلها هؤلاء أيضاً إلى مستخدمين آخرين. وتؤدي إعادة إرسال هذه الرسائل إلى الحصول على عناوين البريد الإلكتروني المطلوبة.
رسائل البريد الدعائي
تؤدي قراءة الرسائل غير المرغوب فيها من قِبل مستخدمي الإنترنت، أو الإطلاع على موقع الإنترنت المرافقة لهذه الرسائل إلى إتاحة عنوان المُستخدم أمام برامج التجسس.
برمجيات نشر الرسائل غير المرغوبة
يتوفر العديد من البرمجيات المتاحة على الإنترنت لتقديم المساعدة لمُرسِلي البريد الدعائي، والتي تُعرف بالبرمجيات الناصحة بـ ratware. تسمح هذه البرمجيات بنشر الرسائل المزعجة بالفعالية نفسها التي يستخدمها محترفو نشر البريد الدعائي، فالمرسل لا يحتاج إلا إلى كتابة نص رسالته، والبرنامج يتولى آلياً مهمة إعداد المُخدمات وإدارة عملية النشر. تستطيع هذه البرمجيات إخفاء الرسائل بطرق مختلفة، واختيار عناوين المستقبلين وفقاً لنوع الرسالة، والاختيار من قوائم البريد الدعائي المتوفرة، وتوليد الرسائل غير المرغوبة وإرسالها، وكذلك مراقبة مراحل عملية النشر.
2. إجراءات الحماية من البريد الدعائي
- عدم إرسال أي رسالة بريد دعائي، أو الاشتراك بإرسالها، أو إلغاء الاشتراك بها، أو شراء أي منتج، أو الحصول على خدمات من خلال المواقع والإعلانات المرافقة للرسالة.
- قراءة نص الرسائل وإيقاف تفعيل خاصية استعراض الصور وملفات الفيديو ونحوها. هذا الإجراء يحمي المُستخدم من تحميل البرامج والفيروسات.
- إظهار ترويسة الرسائل message header: يُعد عدم تطابق عنوان المُرسل مع العنوان الذي تُعاد إليه الرسالة مؤشر تحذير.
- اختيار عنوان بريد إلكتروني معقداً وسرياً قدر الإمكان، مما يقلل احتمال استهدافه من ناشر البريد الدعائي.
- الحفاظ على سرية عنوان المنزل والعمل وعنوان البريد الإلكتروني الحقيقي، وعدم استخدامها للتسجيل في أي موقع، أو غُرف محادثة، أو مجموعات أخبار، أو غيرها.
- الابتعاد عن استخدام الحسابات المجانية العناوين التي يُقدمها مزوّدو خدمة عناوين البريد الإلكتروني العالمية الرئيسية مثل غوغل google وهوت ميل hotmail ونحوها.
- توخي الحيطة والحذر عند استخدام برمجيات مضادات البريد الدعائي المجانية، فهي قد تتضمن بعض الثغرات ولا تحقق القدر الكافي من السرية.
- محو أي رسالة مُرسلة من أشخاص غير معروفين من دون قراءتها، وأيضاً عدم الدخول إلى أي رابط مجهول تتضمنه هذه الرسالة.
3. برمجيات الحماية
أ- مرشحات البريد الدعائي
تعاني هذه المرشحات من مشكلة وضع بعض الرسائل في صندوق الرسائل الرديئة junk box مع أنها غير ذلك، لذا ينبغي فحص الصندوق للتوثّق من عدم مسح الرسائل المفيدة.
ب- الجدار الناري المضاد للبريد الدعائي anti-spam firewall
يعمل الجدار الناري على إخفاء البوابات ports التي يبحث عنها المخترقون hackers لاقتحام نظام التشغيل، وله القدرة على حمايتهم من المتسللين intruders لاحتوائه على تقارير تفصيلية عن نشاطهم.
ج- مضادات البريد الدعائي
تفيد هذه البرمجيات في محو الرسائل الإلكترونية المزعجة قبل بلوغها صندوق البريد الإلكتروني. وتجري العملية وفقاً لشروط محددة مسبقاً، مثل: كلمات، أو مواضيع، أو نصوص متضمّنة في متن الرسالة، أو ملحقات مرافقة للرسالة، أو بحسب نطاق عنوان المُرسِل. كما أن هذه البرمجيات تحتوي على قائمة سوداء blacklist لناشري البريد الدعائي، وتقوم بتحديثها من مزوّدي خدمة الشابكة وباستمرار.
مراجع للاستزادة:
G. Blokdyk , Anti-Spam and Email Security a Complete Guide, 5starcooks 2018.
F. Brunton, Spam: A Shadow History of the Internet, The MIT Press, 2013.
L. Hatton, Email Forensics: Eliminating Spam, Scams and Phishing, BlueSpear Publishing, 2011.
B. Servant, Delete This at Your Peril, Publisher: Birlinn Ltd, 1 Oct. 2010.
Symantec Corporation , State of Spam & Phishing (A monthly report) , Volumes: from 17, to 23; http://www.symantec.com , 2018.
- التصنيف : كهرباء وحاسوب - النوع : كهرباء وحاسوب - المجلد : المجلد الخامس مشاركة :