العمارة الإسلامية
عماره اسلاميه
Islamic architecture - Architecture islamique
العمارة الإسلامية عبّرت الشعوب عن نفسها، في الفترات التاريخية المختلفة، من خلال نشاطاتها الحضارية في الفنـون والآداب والعلـوم بمختلف أنـواعها، وظل الفـن المعماري والعمـراني من أغنى الدلالات على تقدم الشعوب ورقيّها. وإذا كانت الحضارة هي نتاج شعب، أو أمة ما، في مختلف مجالات الحياة، فإن الفن المعماري تجسيد لكل المفاهيم، واختزال للقيم والمعتقدات والثقافات الخاصة بأي حضارة. لم تكن الأهرامات حجماً يعبر عن مجال التصميم وإعجاز الإنشاء فحسب، وإنما هو قبل كل شيء بناء يعبّر عن فكر وفلسفة الخلود لدى الشعوب المصرية القديمة. وكذلك الزقورات Ziggurats في بلاد الرافدين التي هي عبارة عن أبراج تحوي في مناسيبها العلوية معابد صغيرة للآلهة، ويعبّر ارتفاعها عن الارتقاء نحو السماء، منزل الآلهة. والأمر نفسه ينطبق على المعابد والأوابد monuments اليونانية والرومانية والبيزنطية، كلّ حضارة حسب معتقداتها وفلسفتها الخاصة بها، وصولاً إلى ناطحات السحاب التي تعبر عن سلطة المال وسيطرة الاقتصاد الحرّ على كل ما حوله. والدين الإسلامي، الذي انطلق من كلمة موجزة «اقرأ» في حيز كهف حراء، كان إعلاناً بالمضمون العلمي والدنيوي للإسلام إضافةً إلى المضمون الديني. واستطاع الإسلام، بما ملك من فكر إنساني، أن ينتشر على رقعة واسعة تمتد من الصين شرقاً حتى تخوم العاصمة الفرنسية غرباً. وأنتجت الحضارة الإسلامية شخصية فنية متكاملة في العمارة والفنون وتخطيط المدن، لها خصائصها التي تميزها من غيرها من الحضارات في كل بقعة من البقاع التي انتشر فيها الإسلام. واتّصف الفن المعماري والعمراني الإسلامي باستيعابه المدارس التي سبقته كافة، وكانت سائدة في آسيا الغربية، فحاورها طالب علم وفن، وتعلم منها ونهل من تراثها، ثم صار المعلم القدير، فصاغ ما أخذه بأسلوبه الخاص، واستطاع في مئة عام أن يبلور هذه الشخصية الفنية وهذه الهوية الخاصة التي تميّزت بها الحضارة الإسلامية. اقرأ المزيد »- التصنيف : الهندسة - المجلد : المجلد الثالث عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 460