logo

logo

logo

logo

logo

ليديا (المملكة الليدية)

ليديا (مملكه ليديه)

Lydia - Lydie

ليديا (المملكة الليدية)

 

ليديا Lydia أو لوديا (بحسب القراءة اليونانية وهو الأصح) هو اسم أشهر الأقاليم الغربية في آسيا الصغرى قديماً. ويتوسط الإقليمَ واديا نهري هرموس Hermus وكايستر Cayster. يحده من الشمال إقليم موسيا Mysia ومن الشرق إقليم فروجيا Phrygia ومن الجنوب إقليم كاريا Caria. لأن كتب الجغرافية القديمة لم تكن توضح بدقة حدود هذا الإقليم مع إقليمي فروجيا وكاريا فقد كانت بعض مدنها الساحلية مثل كومي Cyme وسمورنا Smyrna وإفِسوس Ephesus تعد أحياناً مدناً لودية وأحياناً إيولية وأحياناً ثالثة إيونية.

تضمنت أراضي لوديا ثروات طبيعية كثيرة، إضافة إلى اثنين من أكثر الطرق أهمية في المنطقة يصلان بين الساحل الشرقي لبحر إيجة إلى أواسط آسيا الصغرى؛ ولهذا السبب صارت معظم مدنها بالضرورة مراكز تجارية مهمة. وخلال تاريخها الباكر خضعت لوديا لسيادة السلالة المِرماندية (700 ـ 550 ق.م). كانت في أثنائها مملكة ثرية جداً قوية حتى عهد آخر ملوكها كرويسوس Croesus الذي توسع شرقاً في آسيا الصغرى حتى نهر هاليس Halys (قيزيل أرمان حالياً). وكان كرويسوس قد ارتبط برباط مصاهرة مع الملك الميدي آستوآجس Astyages. وعندما انقلب ضده ضابطه المدعو قورش Cyrus سنة 550 ق.م حاول كرويسوس إعادة نسيبه إلى السلطة طمعاً في الحصول على إقليم كبادوكيا Cappadocia المجاور فيما لو حالفه الحظ، ولكنه تعرض لهزيمة مريرة في مواجهة قورش الذي ضم مملكته إلى الامبراطورية الفارسية وحولها إلى ساترابية (ولاية) فارسية وعاصمتها ساردس Sardes. وفي الفترة الفارسية كان لهذه الساترابية علاقات مميزة وقوية مع دول المدن اليونانية في بلاد اليونان.

وعندما قام الإسكندر الكبير [ر] (356 ـ 323 ق.م) بغزوته الشهيرة ضد الفرس سنة 334ق.م أصبحت لوديا مركزاً رئيساً متقدماً للمستوطنات المقدونية الإغريقية في قارة آسيا، واستمرت كذلك طوال العصر الهلنستي حتى سنة 189ق.م حينما هزمت روما قوات الملك السلوقي أنطيوخس الثالث في موقعة ماغنيزيا Magnesia وأهدت روما المنتصرة وقتها إقليم لوديا إلى حلفائها الأتاليين Attalids ملوك مملكة برغاما Pergamum، واستمرت لوديا كذلك حتى سنة 133 عندما قام الملك أتالوس Attalus الثالث آخر ملوك الأتاليين بإهداء روما مملكته التي من ضمنها إقليم لوديا، الذي شكل جزءاً من ولاية آسيا (الصغرى) التي أقامها الرومان في المنطقة. 

وفي عهد الامبراطور ديوكليتيان Diocletian  (284-305م) أُعطي إقليم لوديا صفة الإقليم المنفصل وعاصمته ساردس.

تأثرت الحضارة اللودية عموماً بالحضارة اليونانية والأناضولية وخاصة في دياناتها وفنونها، ويشهد التاريخ لإقليم لوديا أنه أول من استخدم العملات المعدنية في التعاملات التجارية (القرن الثامن ق.م)، وأنه خرَّج عدداً كبيراً من الموسيقيين الذين انتشروا في بلاد اليونان وآسيا الصغرى. ولاتزال اللغة اللودية مستعصية على قراءة العلماء حتى اليوم، مع ترجيح كونها لغة أناضولية من أصول هندية أوربية. عثر الآثاريون في حفرياتهم أوائل القرن العشرين في معبد الإلهة أرتميس Artemis على 50 نقشاً مكتوباً بهذه اللغة تعود إلى القرن الرابع ق.م، يقوم اللغويون بمحاولة قراءتها.

مفيد رائف العابد

 الموضوعات ذات الصلة:

أسيا الصغرى ـ برغاما ـ روما ـ الفرس.

 مراجع للاستزادة:

ـ مفيد رائف العابد، دراسات في تاريخ اليونان (جامعة دمشق، 1982).

ـ لطفي عبد الوهاب يحيى، الإغريق (جامعة بيروت العربية، الاسكندرية 1985).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 296
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1041
الكل : 58492714
اليوم : 65228

الاشتراك الجرمي

الاشتراك الجرمي   الاشتراك الجرمي La coparticipation délictuelle هو ارتكاب جريمة[ر. الجريمة] من قبل عدة أشخاص، قد يكون التقاؤهم على مسرحها مجرد مصادفة، أو قد يعقدون بينهم اتفاقاً، بعد مداولة وتقليب رأي، ينطلقون بعدئذ مجتمعين أو متفرقين، إلى ارتكابها. والأصل أن تكون الجريمة من فعل شخص واحد، ذلك أن كل من يقارف جريمة يحرص على أن لا يطلع عليها أحد، خشية افتضاح أمره، فإذا وقع في يد العدالة، نظرت المحكمة المختصة في التهمة والأدلة، فإن قنعت بجرميته عاقبته، وإن لم تقنع بها قضت ببراءته. ويمكن تصنيف حالات تعدد المجرمين في ثلاث زمر: الجرائم العفوية، الاتفاقات الجنائية، الاشتراك الجرمي.
المزيد »