logo

logo

logo

logo

logo

النفسي (القياس-)

نفسي (قياس)

Psychometrics - Psychomètre

النفسي (القياس ـ)

 

يشير القياس النفسي psychometrics في معناه العام إلى اعتماد منهج علمي تجريبي في تحديد كم الظاهرة النفسية وطولها لدى الأفراد بغية اتخاذ القرارات بشأنهم في المواقف الحياتية المختلفة على نحو صائب وسليم. إنه عملية التقدير الكمي الموضوعي وإعطاء قيم عددية للظاهرة النفسية استناداً إلى قواعد محددة يتم بوساطتها المطابقة بين الظاهرة والرقم الدال على مقدار وجودها، حيث يتم بوساطتها الحصول على صورة كمية لمقدار ما يوجد من الصفة أو السمة عند الفرد على نحو يسمح بالمقارنة بينه وبين الآخرين.

يُستخدم مصطلح القياس التربوي عادة في أثناء التعامل مع الجوانب المتعلقة بالعملية التعليمية أو التربوية بمختلف جوانبها كالتحصيل والمنهاج والمعلم والإدارة، ويستخدم مصطلح القياس النفسي في أثناء التعامل مع بقية جوانب الشخصية. ومن ثم فإن الفارق الأساسي في استخدام المصطلحين يكمن في اختلاف الموضوعات والأدوات التي تتحدد بطبيعة الموضوعات أساساً.

 تطور القياس النفسي

اختلف العلماء في تحديد العوامل والبدايات الممهدة لظهور القياس النفسي؛ لأن كثيراً من هذه العوامل كان خارج إطار علم النفس، وتحديداً في مجال الفلك ورصد حركة الكواكب في القرن الثامن عشر وما بعده، ولكن هناك اتفاق حول عدّ السنوات العشر الأولى من القرن العشرين البدايات الفعلية للقياس النفسي حين أعدّت روائز بينيه A.Binet في الذكاء، وطُوِّرت.

تميزت الفترة بين عشرينيات القرن العشرين وأربعينياته بظهور واضح لاختبارات الذكاء والتحصيل المقننة بسبب من اتساع عملية تطبيق اختبارات الذكاء خاصة في ميدان الجيش لتصنيف أعضاء القوات المسلحة، أو لقياس ذكاء الطلبة في المدارس وتحصيلهم. ولم يأت عام 1930 حتى كان عدد الاختبارات المقننة التي ظهرت أكثر من ألف اختبار تشمل مجالات مختلفة من الشخصية.

ومن أساليب القياس والعلاج النفسي التي ظهرت في ڤيينا عام 1921، وأبدعها ياكوب ليڤي مورينو Jacob Levy Moreno ت(1889ـ1974) أسلوب السيكودراما الذي استخدمه في جمع المعلومات عن الأفراد وسيلةً من وسائل القياس النفسي إضافة إلى كونها وسيلة علاجية إبداعية غنية. بعد ذلك بدأت الهيئة التعاونية للاختبارات بنشر عدد كبير من اختبارات الشخصية التي تعتمد الأسلوب الإضفائي كاختبار رورشاخR.R.T (Rorschach Reflective Test) واختبار تفهم الموضوع T.A.T (Thematic Appereception Test) وغير ذلك من الأساليب الإضفائية، أو تلك التي تعتمد أسلوب التقرير الذاتي كاختبار مينيسوتا M.M.P.I في الشخصية، واختبار سترونغ Strong في الميول المهنية للرجال Vocational Interest Blank for Men Test، كما تطورت مقاييس الاتجاهات وطرائق قياس العلاقات الاجتماعية. لقد تميزت الفترة التالية للأربعينيات من القرن العشرين بنضج الأساليب القياسية وبدقتها نتيجة لتطور استخدام الحاسوب والتقنيات الإحصائية اللذين سمحا بالوصول إلى مستوى عالٍ من الدقة والموضوعية والخصائص القياسية التي باتت المؤشر الرئيسي على علمية هذه الأدوات ووثوقيتها.

مبادئ القياس النفسي

ينطلق القياس النفسي من نظرية القياس الكلاسيكي المتمثلة بأن كل شيء موجود بمقدار، وبما أنه موجود بمقدار فهو قابل للقياس. كما ينطلق من مبدأ التوزع الطبيعي بحسب منحنى غاوس Gauss، حيث تتوزع الصفات الإنسانية بين البشر استناداً إلى مبدأ الفروق الفردية الذي يعني أن البشر يمتلكون الصفات والخصائص ذاتها، ولكن بمقادير متباينة مما يُمَكن من مقارنتهم بعضهم ببعض.

وللتمكن من إجراء المقارنات لابد من وجود نقطة بداية، لذلك اعتمد على صفر افتراضي أو اصطلاحي يمثل الحد الأدنى للسلوك الظاهر الذي يُعبّر عن الصفة المقاسة، وليس على الصفر المطلق المستخدم في العلوم الطبيعية أو المادية والذي يدل على انعدام الصفة المقيسة على نحو كامل، في حين أن الصفات البشرية والنفسية لا تغيب أبداً على نحو كلي.

المقاييس النفسية (أدوات القياس النفسي)

تنطلق المقاييس النفسية ـ كما التربوية ـ من أن عينة من سلوك الفرد يمكن أن تمثل الصفة أو الخاصية المراد قياسها. ومن ثم فإن الحكم على أداء الفرد من خلال إجابته عن البنود أو الأسئلة أو المثيرات التي يضمها المقياس يمكن تعميمه بحيث ينطبق على السمة المقيسة كلّها. وكلما كانت البنود تمثل المواقف التي يتعرض لها الفرد والتي يظهر فيها السلوك الذي يمثل الصفة؛ كان أداء الفرد على المقياس صادقاً في تحديد مقدار ما يمتلكه من الصفة المقاسة؛ مما يسمح بالقول: إن القياس النفسي هو قياس غير مباشر.

 وتبعاً لذلك تتنوع، وتتعدد المقاييس النفسية سواء من حيث الصفة المقاسة أم من حيث الطريقة المعتمدة في القياس، فهناك مقاييس للذكاء والقدرات والسمات والميول والاتجاهات والتكيف بأنواعه المختلفة والذات والصحة النفسية والاضطراب النفسي ومحتويات اللاشعور وأشكال الصراع، وكثير مما تنطوي عليه الشخصية.

أما أهم الطرائق المستخدمة في قياس الظواهر النفسية فهي الروائز والاختبارات ومقاييس التقدير واختبارات الأداء والأدوات الإضفائية (الإسقاطية).

مجالات استخدام القياس النفسي

تعددت المجالات التي يستخدم فيها القياس النفسي، وغالباً ما ارتبط ذلك باتخاذ القرارات بحق الأفراد ذوي العلاقة بهذه المجالات، ومن أهم هذه المجالات:

ـ الصناعة:

 يقوم القياس بدور مهم في التوجيه المهني للأفراد، وفي اختيار العمال الصالحين للعمل واستبعاد غير الملائمين له، ومن ثم تصنيفهم ووضعهم في العمل الذي يناسبهم وبيان مدى حاجتهم إلى التدريب ومدى فائدة هذا التدريب في تنمية مهاراتهم وخصائصهم إن خضعوا للتدريب.

كذلك يمكن الاستفادة من القياس في تحليل العمل وطرائق أداء العمال لعملهم، وفي تحديد الأفراد الأكثر استهدافاً أو ميلاً للوقوع في الحوادث في أثناء العمل والتسبب إلى الأضرار المادية والبشرية.

ـ الجيش:

حيث يتم تطبيق الروائز والاختبارات في مجال توجيه العسكريين نحو الخدمات العسكرية الملائمة قدراتهم العقلية والجسمية وخصائصهم وسماتهم النفسية والشخصية. كما يستخدم القياس في تحديد مختلف مقتضيات الخدمات العسكرية وتحليلها وتعيين العسكريين الموائمين كل نوع منها.

ـ في علم النفس العيادي:

يستفاد من القياس النفسي في تحديد نوعية الاضطراب أو المشكلة التي يعانيها الأفراد وتشخيصها حتى يُصار إلى وضع الخطة العلاجية أو الإرشادية الملائمة، ثم إعادة تطبيق القياسات النفسية عليهم بعد إخضاعهم لهذه الخطة لبيان درجة التحسن. وغالباً ما تستخدم في هذه الحالة الاختبارات ذات المستوى الرفيع في خصائصها القياسية التي تعمل على إعطاء وصف كامل للشخصية بكل سوائها واضطرابها.

ـ في المدرسة:

 حيث يعتمد عليها في تقدير الخصائص النفسية والانفعالية للطلبة التي تقوم بدور في تحصيلهم الدراسي وعلاقتهم بزملائهم ومدرسيهم والعاملين عليهم ومعهم. والأمر ذاته فيما يخصّ المعلم؛ إذ يتم قياس سمات شخصيته وانفعالاته وبيان أثرها في أدائه وعلاقته بزملائه وطلبته ورؤسائه وأولياء الأمور.

وقد تم الاهتمام في العقود الأخيرة من القرن الماضي ببيان مدى ما تتميز به المناهج من مواد تعمل على تنمية الجوانب الانفعالية والقيمية والاتجاهات وغير ذلك من الجوانب غير التحصيلية أو المعرفية.

ـ البحث العلمي:

يحتل القياس النفسي مكانة مهمة في البحث العلمي، فأي دراسة أو بحث نفسي مسحي أو ارتباطي يتطلب تطبيق أدوات قياسية نفسية، كذلك فإن نتائج تطبيق أدوات القياس على الأفراد في غايات مختلفة يمكن أن تكون هي ذاتها موضوعاً للبحث العلمي بوساطة تحليلها ودراستها واستخراج القواعد والقوانين العامة التي تحكم السلوك الإنساني، كما تستخدم لغايات تصنيف الاضطرابات النفسية في ضوء نسب انتشارها بين أفراد المجتمع.

إيمان عز

الموضوعات ذات الصلة:

 

الاتجاهات ـ الرائز النفسي ـ علم النفس ـ الفروق النفسية (علم ـ) ـ القياس التربوي (علم ـ).

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ عاهد إبراهيم وآخرون، مبادئ القياس والتقويم في التربية (دار عمار، الأردن 1990).

ـ فؤاد أبو حطب، سيد عثمان، التقويم النفسي (الأنجلو المصرية، القاهرة 1979).

ـ امطانيوس ميخائيل، القياس النفسي (منشورات جامعة دمشق، دمشق 2006).

ـ زكريا الظاهر وآخرون، مبادئ القياس والتقويم في التربية (مكتبة دار الثقافة، عمان 1991).

ـ نبيل عبد الهادي، القياس والتقويم التربوي واستخدامه في مجال التدريس الصفي (دار وائل، عمان 1999).

- ANNE ANASTASI & SUSANA URBINA, Psychological Testing (Prentice Hall, New Jersey 1997).


التصنيف : تربية و علم نفس
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 781
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1050
الكل : 58491198
اليوم : 63712

اتفاقيات بريتون وودز (1944)

اتفاقيات بريتون وودز (1944)   ارتبطت تسمية «اتفاقيات بريتون وودز» Bretteon Woods Conventions بالنظام النقدي الدولي لمرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية، حين خيمت على المجتمع الدولي حالة من الفوضى  السياسية والاقتصادية التي عرضت المبادلات الخارجية والنمو الاقتصادي الدولي للخطر، وأوقعته في حالة كساد لاسيما بعد تزايد القيود المفروضة على المدفوعات وحرب التخفيضات النقدية المستمرة وتعقد علاقات المديونية والدائنية.
المزيد »