logo

logo

logo

logo

logo

نهاوند (فتح الفتوح-)

نهاوند (فتح فتوح)

Nahavand / Nehawend - Nahavand / Nehawend

نهاوند (فتح الفتوح)

 

نهاوند مدينة من أقدم مدن منطقة الجبال (ميديا القديمة) إن لم تكن أقدمها، تقع إلى الجنوب من همذان، حدثت فيها الوقعة التي أطلق عليها المؤرخون المسلمون اسم فتح الفتوح، لأنها قضت على المقاومة الفارسية المنظمة.

وكان الذي أهاجها أن الفرس رأوا أن ملك عمر بن الخطاب قد طال وعَرُض وأن العرب المسلمين قد سيطروا على السواد والأهواز، وأنهم لم يكتفوا بذلك حتى أتوا أهل فارس والمملكة في عقر دارهم، وأنهم خربوا بيت مملكتهم واقتحموا بلاد ملكهم، وأن خطرهم لن ينتهي إلا إذا عمد الفرس إلى إخراج من في بلادهم من جنود العرب، ثم أن يهاجموهم في بلادهم وقرارهم، فكاتب الفرس ملكهم يزدجرد في مرو وحركوه، فكتب يزدجرد إلى عماله ووجهاء مملكته فتوافوا إلى نهاوند، توافى إليها مَن بين خراسان وحلوان ومَن بين الباب إلى حلوان ومن بين سجستان إلى حلوان، فاجتمع في نهاوند 150 ألف مقاتل وعلى رأسهم الفيرزان.

بلغ الخبر سعد بن أبي وقاص، فاستخلف على الكوفة عبد الله بن عتبان، وشخص إلى الحجاز ليخبر الخليفة عمر بن الخطاب مشافهة بخطورة الموقف، وكتب إليه عبد الله ابن عتبان وغيره بذلك التجمع الكبير للفرس في نهاوند وأنهم «إذا جاؤونا قبل أن نبادرهم، ازدادوا جرأة وقوة، وإن نحن عاجلناهم كان لنا ذلك منهم» وقد بلغ من اهتمام المسلمين بهذه الوقعة أن كاد يخرج إليها عمر بن الخطاب بنفسه، إلا أن بعض الصحابة وعلى رأسهم علي بن أبي طالب رفضوا فكرة أن يسير عمر بنفسه إلى حلبة الأعاجم لأنه إذا أصيب «لم يكن للمسلمين نظام»، وأن أهل الكوفة إنما استأذنوه بالانسياح في أرض فارس ولم يستصرخوه، «فليأذن لهم وليندب إليهم وليدعُ لهم» فبعث عمر أهل المدينة فيهم عبد الله بن عمر وفيهم المهاجرون والأنصار، وكتب إلى حذيفة بن اليمان، أن يسير بأهل الكوفة، وإلى أبي موسى الأشعري أن يسير بأهل البصرة حتى يجتمعوا جميعاً بنهاوند، وأميرهم إذا اجتمعوا النعمان بن مقرّن المزني فإن أصيب فعلى الناس حذيفة ابن اليمان.

لما انتهى النعمان بن مقرن بجنده إلى نهاوند وجد أن الفرس قد طرحوا له حسك الحديد ليعوقوا تقدمه، فاستشار الناس، فأشاروا عليه أن ينتقل من موقعه الذي نزله، حتى يروا وكأنه هارب فإذا خرجوا في طلبه عطف عليهم، فلما تراجع النعمان خرجوا في طلبه وقد شدوا أنفسهم بالسلاسل، وحمل كل منهم على من يليه من العدو، وكان المسلمون يقاتلون وكأن كل واحد منهم لا يريد أن يرجع إلى أهله حتى يُقتل أو يظفر، فما كان يُسمع إلا وقع الحديد على الحديد وأصيب المسلمون بمصائب عظيمة، فلما رأى الفرس صبر المسلمين وأنهم لا يبرحون ساحة المعركة انهزموا فجعل يقع الواحد فيقع عليه سبعة لأنهم مقيدون بعضهم إلى بعض، فيقتلون جميعاً، وجعل يعقرهم حسك الحديد الذي وضعوه خلفهم، وعندما رأى النعمان أن الله قد استجاب له ورأى الفتح جاءته نشابة فأصابت خاصرته فقتلته، فجاء أخوه معقل  فسجى عليه ثوباً، وأخذ اللواء فقاتل، وكتم موته حتى فتح الله على المسلمين، ثم دفع الراية إلى حذيفة بن اليمان، وتم للمسلمين هذا النصر العظيم سنة 21هـ، وانفتحت أمامهم المسالك إلى مناطق إيران الداخلية التي لم يكن لها بالعرب شديد اتصال من قبل ولم يكن بينهم وبينها جوار مباشر.

كانت هزيمة الفرس في نهاوند بعد كل الإمداد الذي أمدهم به يزدجرد إيذاناً بسقوط المقاومة المنظمة كلها، وتشتت القوى الفارسية في جهود فردية يقوم بها حكام المقاطعات على غير تساند ولا عون.

نجدة خماش

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

عمر بن الخطاب ـ النعمان بن مقرّن المزني.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (دار المعارف، مصر 1970)

ـ ابن الأثير، الكامل في التاريخ (دار الكتاب العربي، بيروت 1967).


التصنيف : التاريخ
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 79
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1045
الكل : 58481111
اليوم : 53625

التصويت

التصويت   التصويت phonation أحد وسائل الاتصال الحيواني[ر] الذي يتمثل بإصدار إشارات صوتية تتعرَّفُها وتدركها أعضاء متخصصة هي المستقبِلات السمعية. ويتم إصدار الإشارات الصوتية بوسائل وآليات مختلفة يمكن وضعها عموماً ضمن مجموعتين رئيسيتين: التصويت الأداتي instrumental والتصويت التنفسي respiratory. ويسود التصويت الأداتي لدى غالبية اللافقاريـات المزودة بأجهـزة تصويت ثنائيـة الجانب (متناظرة)، بينما ينتشر التصويت التنفسي لدى الفقاريات التي تمتلك عموماً أجهزة تصويت فردية.
المزيد »