logo

logo

logo

logo

logo

الملاكمة

ملاكمه

Boxing - Boxe

الملاكمة

 

عرفت الملاكمة boxing مع وجود الكائن البشري الذي استخدمها للدفاع عن نفسه ضد الحيوانات المفترسة وحباً بالبقاء، ثم أصبحت أسلوباً للعراك بين متنافسين من أسرى الحروب كي تتمتع الطبقة الحاكمة بقتالهما الذي كان ينتهي بموت أحدهما وحرية الفائز.

وتعيد المنحوتات الجدارية والهياكل الحجرية أساس اللعبة لبلاد الإغريق في جزيـرة كريت وللفراعنة منذ عام 137ق.م، وللبابليين والفينيقيين في بلاد الشام والعراق وللصينيين منذ عام 685ق.م.

وكان اهتمام الإغريق بالملاكمة ملحوظاً إذ مارسها النبلاء أولاً ثم جعلوها لعبة شعبية واعتمدوها في الألعاب الأولمبية القديمة بدءاً من الدورة الثالثة والعشرين عـام 698ق.م، وتقول أساطيرهم إن إدايوس هيركوليس Idaeus Hercules الملقب عربياً بـ (هرقل) وكليمنيوس Klymenos قد أوجدا هذه اللعبة في مدينة أولمبيا Olympia، وكان أمير ليلاس Lillies (اليونان حالياً) من أبرز الملاكمين. وتدل النقوش التاريخية الموثقة للبروفسور جان كلومب أن ليلاس كان يلعب الملاكمة وذراعه اليسرى أمامه في حين يغطي نفسه بالذراع اليمنى كما هو متبع اليـوم، وتسرد القصص عن معارك جرت بين أرِس Ares وآبولون Apollon، كما دلت الآثار على انتشار الملاكمة في قبرص عام 1240ق.م وكان الملاكمون من أبناء الشعب يتفاخرون بفوزهم على أبناء الأمراء، وأكدت الكتابات القديمة انتشار الملاكمة في شبه الجزيرة الهندية منذ عام 300ق.م وفي روما منذ عام 250ق.م وفي شبه الجزيرة الكورية منذ عام 37ق.م حيث استخدمت الملاكمة لدى جميع هذه الشعوب لإعداد الجيوش للحرب.

ـ بدأت الملاكمة بقبضات عارية ثم أصبحت رياضة العنف القاتل إرضاء للأمراء وذلك باستخدام القفازات الحديدية التي كان الملاكمون يلفونها حول الذراعين إضافة لخوذة حديدية لحماية الرأس، ثم اختلطت الملاكمة مع المصارعة كي يتمكن الملاكم من الفوز وقتل خصمه سعياً للحرية، واقتصرت الملاكمة بدايةً على فئة الكبار فقط من دون تحديد الوزن وكانت المباراة توقف عند سقوط أحد الملاكمين أرضاً أو بالانسحاب.

في عام 480ق.م تم تكليف حكم واحد للمباراة ويبدو ذلك واضحاً في نصب الملاكمة القديمة في متحف لندن التاريخي. وفي القرن الثاني قبل الميلاد استعملت القفازات المصنوعة من الحبال التي كانت تربط حول الأصابع والكفين والمعصم، واستخدمت بعد ذلك دائرة صغيرة للعب يضع كل ملاكم قدماً داخلها وأخرى خارجها قبل بداية اللعب، وكان وقت المباراة غير محدد حيث استمرت في الأولمبياد 23ق.م من الظهر حتى غياب الشمس.

                                                   حلبة الملاكمة                                                                                             قفاز الملاكمة

الملاكمة في الألعاب الأولمبية القديمة

منذ بدأت الألعاب الأولمبية عام 688ق.م كانت الملاكمة إحدى الألعاب الأساسية فيها، إلا أن الامبراطـور البيزنطي ثيودوسيوس Theodosius أمـر بإلغائها عـام 394م لأنه وجدها رياضة عنيفة لكنها عادت للألعاب الأولمبية ثانية عام 510م، وكان يقدم للفائز إكليلاً من ورق الزيتون أو الغار، ويضم متحف أولمبيا في اليونان أسماء الفائزين في الألعاب الأولمبية منذ عام 688 ق.م حتى عام 484 ق.م، وكان من أشهر ملاكمي تلك الحقبة ديداس Didas وسارابامون Sarapamon وأنكينترا ومن أشهر الملاكمين العرب في تلك الفترة المصري يودِمون Eudemon الذي فاز بالمركز الأول في الألعاب الأولمبية عام 205م.

وظلت الملاكمة حتى القرن الثامن عشر الميلادي تمارس بقبضات عارية وقد أوجد البريطانيون الحلقة الأرضية وأحاطوها بصفين من الحبال، وقـام جـاك بروتـون عـام 1730 وجـايمس فيـغ James Figg بتعلمها للدفاع عن النفس وفي عام 1743م قام عدد من النبلاء الإنكليز المحبين للملاكمة بإنشاء جمعية تشرف عليها مؤسسة لندن برايز رينغ رولز London Prize Ring Rules.

لقطة من ملاكمة المحترفين

الملاكمة في العصر الحديث

في العصر الحديث أخذت الملاكمة بالتطور بدءاً من القرن الثامن عشر واعتمدت قواعد اللعب التي وضعها جاك بروتون Jack Broughton الذي كان أول من ابتدع القفازات، وكان عدد الجولات يحدد بالاتفاق بين اللاعبين وكان زمن كل جولة ثلاث دقائق يتخللها دقيقة للراحة، وتنتهي المباراة باستسلام الخصم أو بسقوط أحد الملاكمين حيث يقوم الحكم بالعد حتى العشرة.

ومنذ عام 1892م بدئ باستخدام القفازات الجلدية رسمياً، وفي عام 1906م وضِع قانون جديد للعبة الملاكمة يلزم الملاكم بإجراء الفحوص الطبية للتأكد من سلامته، وتم تعديل هذا القانون عام 1920م وعام 1929م وسمح للحكم بأن يدخل الحلقة بعدما كان سابقاً يجلس على مقعد خاص خارجها، وفي عام 1931م تم تكليف قضاة لمساعدة الحكم واستخدمت واقيات للفم وخوذة لحماية الرأس، وفي عام 1950م تضمن القانون ضرورة إيقاف المباراة عند تلقي الملاكم ثلاث ضربات قاضية حفاظاً على حياته.

تأسس الاتحاد الإنكليزي للملاكمة عام 1884م والاتحاد الأمريكي عام 1888 وفي عام 1891 أُقر القانون الحالي للعبة.

الملاكمة الحديثة والألعاب الأولمبية

دخلت الملاكمة إلى الألعاب الأولمبية الحديثة عام 1904م في سان لويس في أمريكا، وكان عدد أوزان الملاكمين حينها 7 أوزان، ثم غابت عن الألعاب الأولمبية عام 1912 في السويد وعام 1916 بسبب الحرب العالمية الأولى ثم عادت إلى أولمبياد عام 1920 وأصبح عدد أوزانها ثمانية، وانتخب السيد جون دوغلاس John Douglas أول رئيس للاتحاد الدولي للملاكمة الذي تأسس عام 1923 ثم توالى على رئاسته عدد من الأشخاص.

تطور اللعبة

عام 1945م تم فصل اتحاد الملاكمة للهواة عن اتحاد الملاكمة للمحترفين.

عام 1952م في أولمبياد هلسنكي تقرر منح ميداليتين برونزيتين للفائز بالمركز الثالث والثالث مكرر.

عام 1974م نظمت أول بطولة للعالم للرجال في هافانا- كوبا.

عام 1989م تم استخدام الحاسوب لأول مرة في التحكيم.

عام 1997م أصبح عدد جولات ملاكمة الهواة خمسة، زمن كل جولة دقيقتان.

عام 2002م نظمت أول بطولة عالم للسيدات في سكرانتون في أمريكا.

عام 2004م نظمت أول بطولة عالم للجامعات في أنتاليا في تركيا.

لقطة من ملاكمة السيدات

الأوزان والمنازلات

يلعب لوزن الملاكم دور مهم في هذه الرياضة، لذا يتم تقسيم اللاعبين وفق أوزانهم ويلتقي كل منهم مع الوزن نفسه.

ـ الشباب 17- 18سنة والرجال فوق 17 حتى 34 سنة أحد عشر وزناً وهي: 48 كغ- 51- 54- 57- 60- 64- 69- 75- 81- 91- +91 كغ.

ويتألف النزال من 4 جولات زمن كل جولة دقيقتان يتخللها دقيقة واحدة للراحة.

ـ الناشئون 15-16 سنة والسيدات فوق 17 حتى 34 سنة ثلاثة عشر وزناً هي: 46 كغ- 48- 50- 52- 54- 57- 60- 63- 66- 70- 75- 80- 86 كغ.

ويتألف النزال من 3 جولات مدة الجولة دقيقتان يتخللها دقيقة واحدة للراحة.

طريقة الفوز

يفوز الملاكم بالنزال بإحدى الطرق الآتية:

النقاط - الضربة الفنية القاضية - الانسحاب - شطب الملاكم أو طرده - التزكية - عدم إقامة المباراة لأسباب طارئة- إيقاف الحكم للمباراة لستة أسباب حددها قانون اللعبة.

مـلاكمـة الهـواة (الأولمبيـة)

مـــلاكمـة المحتـرفيـن

رياضة قديمة جدا في الألعاب الأولمبية غير معترف عليها أولمبياً

يرتدي الملاكم قميصا يحمل اسم بلاده

يلعب الملاكم عاري الصدر

ضرباتها محددة ومعروفة وهي: المستقيمة- المنثنية- الصاعدة

كل أنواع الضرب مسموح بها

وزن القفازات 10 أونز

وزن القفازات 6 أونز

يستخدم الملاكم واقية للرأس

يلعب الملاكم دون واقية رأس

عدد جولاتها أربع جولات

يمكن أن يكون عدد جولاتها 6-8-10-12-15 جولة

تدار المباريات بتحكيم صارم

لايملك الحكم الصلاحيات الخاصة لحماية الملاكمين

التجهيزات

يرتدي الملاكمون الهواة تجهيزات كاملة لا يجوز اللعب من دونها وهي: قميص نصف كم - سروال حتى الركبة - حذاء جلدي وجوارب - واقٍ للرأس والأسنان والخصية- ويلف قبضتيه برباط ضاغط خاص قبل أن يلبس القفازات بيديه، وللقفازات مواصفات في وزنها تضمن سلامة الملاكمين.

ــ أما الملاكمون المحترفون فيلعبون من دون قمصان ولا واقيات للرأس، وبموجب الاتفاق يمكن أن يكون عدد الجولات 6-8-10-12 أو 15 جولة.

وتكون قفازاتهم بوزن 6 أونز (أوقية إنكليزية = 28.35 غ) وبذلك تكون أكثر تأثيراً.

الحكام

ـ يقود مباراة الملاكمة حكم واحد للحلقة وخمسة قضاة يجلسون إلى جانب الحلقة يضاف إليهم خمسة قضاة من لجنة الحكم يجلسون أيضاً إلى جانب الحلقة.

أهم المؤسسات المشرفة على اللعبة

يشرف على اللعبة عدة مؤسسات واتحادات أهمها:

الاتحاد الدولي للملاكمين الهواة Association Internationale de Boxe Amateur، والمجلس العالمي لملاكمة المحترفين World Boxing Association.

أبرز الملاكمين العرب

سجل الملاكمون العرب انتصارات كثيرة في الدورات الأولمبية هي:

عبد المنعم الجندي من مصر

(برونزية أولمبياد روما 1960)

مصطفى موسى من الجزائر

(برونزية أولمبياد لوس أنجلوس 1984)

محمد الزاوي من الجزائر

(برونزية أولمبياد لوس أنجلوس 1984)

محمد عاشق من المغرب

(برونزية أولمبياد برشلونة 1992)

حسين سلطاني من الجزائر

(برونزية أولمبياد برشلونة 1992)

حسين سلطاني من الجزائر

(ذهبية أولمبياد أتلانتا 1996)

فتحي الميساوي من تونس

(برونزية أولمبياد أتلانتا 1996)

محمد البحاري من الجزائر

(برونزية أولمبياد أتلانتا 1996)

هشام التمسماني من المغرب

(برونزية أولمبياد سيدني 2000)

محمد علالو من الجزائر

(برونزية أولمبياد سيدني 2000)

أحمد إسماعيل من مصر

(برونزية أولمبياد أثينا 2004)

ناصر الشامي من سورية

(برونزية أولمبياد أثينا 2004)

محمد السيد من مصر

(برونزية أولمبياد أثينا 2004)

محمد علي من مصر

(فضية أولمبياد أثينا 2004)

 

 

كامل شبيب

الموضوعات ذات الصلة:

ألعاب القوة.

مراجع للاستزادة:

ـ خمسون عاماً على تأسيس الاتحاد الدولي للملاكمين الهواة (الاتحاد الدولي للملاكمين الهواة).

ـ طريق الملاكمة الأولمبية (صادر عن اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية أثينا، 2004).


التصنيف : تربية و علم نفس
النوع : رياضة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 404
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1044
الكل : 58481100
اليوم : 53614

إيفالد (يوهانس-)

إيفالد (يوهانس ـ) (1743 ـ 1781)   يوهانس إيفالد Johannes Ewald شاعر وكاتب مسرحي دنماركي. ولد في كوبنهاغن وتوفي فيها. كان والده قسيساً. بدأ دراسة اللاهوت عام 1758، وقرأ في أثناء ذلك روايات فيلدنغ [ر] Fielding و ديفو[ر] Defoe فأثارت فيه روح المغامرة، وحاول تقليدهما حين كتب أول رواية دنماركية «غنفر الصغيرة» Little Gunver. ثم تطوع في صفوف المرتزقة وشارك في حرب السنوات السبع (1756- 1763) إلى جانب النمسة ضد بروسية طمعاً بالمجد والثروة، إلا أنه عاد منها عام 1760معتلاً خالي الوفاض ليجد خطيبته أريندسه Arendse التي خلدها في شعره قد تزوجت، فانغمس في حياة المجون بعض الوقت إلى أن أصيب بنوبة نقرس، فاعتزل الناس في الريف حتى عام 1771 حين عاد إلى كوبنهاغن وإلى المجون من جديد. كان للتناقض بين مُثل إيفالد الدينية وواقع حياته اليومية أكبر الأثر في نتاجه الشعري، إذ كتب قصائد تضج بغنائية بشرت آنذاك بظهور المدرسة الإبداعية (الرومانسية) في بلاده، وتعود القصيدة الدرامية «آدم وحواء» (1769) Adam and Eve إلى تلك المرحلة التي تعرّف في أثنائها  الشاعر والمسرحي الألماني فريدريش كلوبشتوك[ر] Friedrich  Klopstock الذي كان يعيش في كوبنهاغن منذ عام1751، ونتيجة احتكاكه به وتوجيهه له نحو التراث الاسكندنافي الغني كتب إيفالد المأساة التاريخية «رولف كراغه» (1771) Rolf Krage التي اقتبسها عن كتاب «أعمال الدنماركيين» للمؤرخ الدنماركي ساكسو Saxo (القرن13)، والمسرحية الشعرية «موت بالدر» (1773) The Death of Balder  المستقاة من الأساطير الاسكندنافية، وبالدر هو إله النور فيها. وكتب بعض المسرحيات الكوميدية مثل «العازبون» (1771) The Bachelors و«تصفيق حاد» (1771) Applause و«المهرج الوطني» (1772) The Patriotic Harlequin. غادر إيفالد  عام1773 كوبنهاغن إلى بلدة رُنْغستِد Rungsted حيث قضى عامين ليتعافى في دعة وهدوء، فانكب على الكتابة وأنجز ديوان «مسرات رنغستيد» The Joys of Rungsted،  وبدأ كذلك بتدوين مذكراته التي لم تنشر إلا بعد وفاته بمدة طويلة، عام 1804 وتحت عنوان «حياة وأفكار» Life and Opinions. ثم انتقل إلى بلدة هوملباك Humelback وعاد إلى الشراب. وخلال هذه السنوات سادت شعره نزعة دينية عميقة وجدت صداها في قصائد غنائية مثل التائب (1777) The Penitent و«أنشودة إلى الروح» (1777) Ode to the Soul . عاد إيفالد إلى كوبنهاغن عام 1777 حيث أمضى سنواته الأخيرة والمرض يقض مضجعه، إلا أنه كان ينعم ببعض الراحة والسعادة بفضل النجاح الذي حققته مؤلفاته الشعرية والمسرحية، ومنها المسرحية الغنائية «صيادو السمك» (1779) The Fishermen التي لا تزال تعرض حتى اليوم وكلمات النشيد الوطني الدنماركي وموسيقاه قد أخذت منها. يعد إيفالد المجدد والشاعر الغنائي الأول في الدنمارك. ويتسم شعره بميزات مرحلة ماقبل الإبداعية Preromanticism، ويتجلى فيه عمق الإحساس إضافة إلى تقيد الشاعر بالأنواع الشعرية الاتباعية (الكلاسيكية) مثل الأود[ر] Ode التي برع فيها، ويبدو تأثره فيها واضحاً بالأساطير الاسكندنافية.   نبيل اللو، طارق علوش    
المزيد »