logo

logo

logo

logo

logo

كوسيغين (ألكسي-)

كوسيغين (الكسي)

Kosygin (Aleksey Nikolayevich-) - Kosygin (Aleksey Nikolayevich-)

كوسـيغين (ألكسي ـ)

(1904 ـ 1980)

 

ولد ألكسي نيكولاييفتـش كوسيغين Alekseï N.Kossyguine. في مدينة سان بطرسبورغ (لينينغراد إبان الحقبة السوڤييتية). في عام 1919 شارك- وهوما يزال حدثاً- في الحرب الأهلية التي وقعت في روسيا بعد انتصار الثورة الاشتراكية. بعد انتهاء الحرب عاد إلى مسقط رأسه، والتحق بمدرسة مهنية ثانوية. في عام 1924 عين مدرباً في الفرع السيبيري للاتحاد التعاوني للمستهلكين. وفي عام 1927 انضم إلى الحزب الشيوعي، ثمّ أصبح رئيساً لدائرة التخطيط في مركز عمله. ومع توجه الاتحاد السوڤييتي إلى التطوير السريع للصناعة انتسب كوسيغين إلى معهد لينينغراد للنسيج، وتخرج فيه عام 1935. وبعد ثلاث سنوات من العمل مهندسَ نسيج في مصنع أكتوبر بليننغراد صار مديراً له بسبب كفاءته الإدارية والإنتاجية.

وبدءاً من عام 1938 شهد نجم كوسيغين صعوداً سياسياً ووظيفياً سريعاً بدعم من أندريه جدانوف A.Jdanov، أمين منظمة الحزب في لينينغراد، فتسلم رئاسة اللجنة التنفيذية لمجلس السوڤييت في لينينغراد (رئيس بلدية). وفي عام 1939 عين في منصب مفوض الشعب (وزير) لصناعة النسيج، كما انتخب عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي. 

في أثناء الحرب العالمية الثانية أشرف كوسيغين على عمليات إجلاء السكان من لينينغراد في أثناء حصار الألمان لها، وبعد الحرب أصبح رئيس وزراء جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية. وبين عامي 1948 و1953 شغل كوسيغين مناصب رفيعة عدة: وزير مالية الاتحاد السوڤييتي، ووزيراً للصناعات الخفيفة، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، وعضواً احتياطياً، ثم عضواً كاملاً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي. إلا أنه بعد وفاة ستالين عام 1953 وتسلّم مالنكوف Malenkov قيادة الحزب والبلاد أُبعد عن «رئاسة الحزب» (وهي الهيئة التي حلت محل المكتب السياسي)، كما أبعد عن منصبه نائباً لرئيس مجلس الوزراء.

في حزيران/يونيو 1957- في عهد نيكيتا خروشوف N.Khrouchtchev- أعيد كوسيغين إلى رئاسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي عضواً احتياطياً، كما أعيد تعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء السوڤييتي. وفي هذه الفترة انكب كوسيغين على القضايا الاقتصادية بإشرافه على هيئة التخطيط (غوسبلان Gosplan)، ووضع برامج عديدة لتطوير الصناعة الاستهلاكية، كما بدأ بالسفر إلى الخارج في مهمات اقتصادية، فزار عدداً كبيراً من بلدان أوربا الغربية وآسيا وأمريكا اللاتينية. وفي تشرين الأول/أكتوبر من عام 1964 ساند كوسيغين بقوة الحملة التي قادها ليونيد بريجنيف Leonid Brejenev ضد سياسات خروشوف في اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي؛ والتي أدت إلى إزاحة خروشوف عن جميع مناصبه. وعين كوسيغين بعدها رئيساً لمجلس وزراء الاتحاد السوڤييتي، وأصبح عضواً في الترويكا (القيادة الثلاثية) التي ضمّت كلاً من بريجنيف (أمين عام الحزب) وبودغورني Podgorny (رئيس الدولة) وكوسيغين (رئيس الوزراء). ولكن نفوذ كل من بودغورني وكوسيغين أخذا بالانحسار أمام تصاعد نفوذ بريجنيف وازدياد صلاحياته. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1980 أعلن عن تسلّم بريجنيف منصب رئيس الدولة إلى جانب منصب الأمين العام للحزب، كما أعلن عن إحالة كوسيغين إلى التقاعد لأسباب صحية، ولم يلبث أن تُوفِّي بعدها بقليل في نهاية العام.

توجهاته الاقتصادية وإنجازاته

عُرف كوسيغين مسؤولاً إدارياً بارعاً ورجلَ اقتصاد ناجحاً يمتلك حساً تجارياً جيداً. أدخل إصلاحات شاملة لتحديث الاقتصاد السوڤييتي، فعمل على تفعيل الخطط الخمسية لتطوير الاقتصاد، واهتم بتحسين تقنيات الإدارة والإنتاج، وتبنى برنامجاً لتحسين الصناعة باعتماد مفهوم الربح في إدارة المنشآت الصناعية وتكييف برامجها الإنتاجية مع متطلبات السوق. وشجع مديري المصانع على اتخاذ المبادرات؛ وحررهم من تدخل الأجهزة المركزية في عملهم، كذلك عمل على تحسين الروابط التجارية مع الغرب، وأدت هذه الإصلاحات إلى تحسن واضح في الصناعة والزراعة، انعكس في وفرة البضائع في السوق الداخلية وارتفاع مستوى المعيشة لجميع العاملين.

سياسياً- انتهج كوسيغين دبلوماسية هادئة وحازمة في السياسة الخارجية، وبرز شخصيةً دولية ناجحة في معالجة بعض الأزمات الدولية الحساسة كالنزاع الهندي- الباكستاني (1960) ومعالجة الأزمة السياسية التي نشأت مع  حكومة دوبتشيك Dubcek في تشيكوسلوفاكيا (1968)، وعقد اجتماع قمة مع الرئيس الأمريكي جونسون Johnson في غلاسبورو Glassboro بولاية نيوجرسي عام 1967 للبحث في الأوضاع الدولية والعلاقات بين البلدين.

أحمد مكيّـس

الموضوعات ذات الصلة:

الاتحاد السوڤييتي ـ ستالين ـ خروشوف ـ بريجينيف.

مراجع للاستزادة:

ـ مجموعة من العلماء السوفييت، تاريخ الحزب الشيوعي في الاتحاد السوڤييتي (دار التقدم، موسكو 1975)، (بالروسية).

ـ ألكسي كوسيغين، الاتجاهات الأساسية في تطور الاقتصاد الوطني للاتحاد السوڤييتي (1966-1970)، (دار التقدم، موسكو1967)، (بالروسية).

ـ مجموعة من المؤلفين، غوسبلان ودورها في تقدم الاقتصاد السوفييتي (دار التقدم، موسكو 1978)، (بالروسية).


التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 560
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1048
الكل : 58491240
اليوم : 63754

إيلوار (بول-)

إيلوار(بول-) (1895-1952)   بول إيلوار Paul Éluard  شاعر وكاتب فرنسي ولد في بلدة سان دُني Saint-Denis  بالقرب من باريس كان والده محاسباً وكانت والدته خيّاطة. أصيب إيلوار في صباه بالسل مما حال بينه وبين متابعة دراسته النظامية، فاعتمد على المطالعة في تثقيف نفسه. خلال الحرب العالمية الأولى خدم إيلوار في مستشفى ميداني وأصيب بتسمم غازي. وانحاز إلى الذين يرفضون القيم الزائفة في عالم يتحكم فيه العنف بعد أن شاهد ويلات الحرب وعانى من آلامها، فغيّر عنوان ديوانه الأول من «الواجب»  (1916) Le devoir إلى «الواجب والقلق» (1917) Le devoir et l` inquiétude، ثم نشر غير آبه للرقابة ديوان «قصائد من أجل السلم» (1918) Poèmes pour la paix. وقد قربته تجربة الحرب إلى الحركة الدادئية[ر] DadaÎsme الثائرة على القيم الموروثة ثم إلى الحركة السريالية[ر] Surréalisme. قام إيوار برحلة طويلة إلى شرق آسية وشارك بصورة فعّالة عام 1930 في المؤتمر العالمي للكتاب الثوريين الذي انعقد في مدينة خاركوف Charkov السوفييتية. وقد انعكست المسائل الاجتماعية السياسية لتلك المرحلة ممزوجة بحياة الشاعر العاطفية المضطربة في دواوين عدة، مثل: «الموت من عدم الموت» (1924) Mourir de ne pas mourir و«عاصمة الألم» (1926) Capitale de la douleur و«الحب، الشعر» (1929) L’Amour, la poésie، و«الحياة المباشرة» (1932) La vie immédiate الذي تضمن موقفه النقدي من الحركة الشعرية ووظيفة الشعر الاجتماعية، وكذلك في ديوان «الوردة العامة»  (1934) La rose publique الذي ضم آخر أشعاره السريالية. ساعدت الدادئية والسريالية بتجاربهما إيلوار على تكوين لغته الخاصة. المتحررة من التقاليد الشعرية السائدة ومن المعاني المتداولة. ومن أعماله المشتركة مع السرياليين كتاب «الحَبَل بلا دَنَس» (1930) L’Immaculée conception الذي أعده مع أندريه بروتون[ر]A. Breton والذي تلا تجارب الكتابة التلقائية والاستماع إلى الأحلام، وألقى إيلوار بمناسبة معرض فني سريالي في لندن عام 1936 محاضرة عن «البداهة الشعرية» L’Evidence poétique ركز فيها على بداهة ارتباط الشاعر بحياة الناس العامة وبحريتهم. وبمناسبة انعقاد معرض باريس العالمي عام 1937 ألقى إيلوار محاضرة مهمة بعنوان «مستقبل الشعر» L’avenir de la poésie. انضم إيلوار عام 1927 إلى الحزب الشيوعي منطلقاً من محاولة السرياليين التوفيق بين الشعر الطليعي وإرادة التغيير الثوري، ولكن صعوبة تقيده بتعليمات ونظام الحزب جعلته يبتعد عنه دون التوقف عن متابعة كفاحه في سبيل تحرير الشعوب. فقد ناهض حرب الريف Rif الاستعمارية في المغرب ونظم قصيدته «تشرين الثاني/ أكتوبر»  (1936) Octobre مندداً بالعنف، ودعم الجمهوريين الإسبان في قصيدته الشهيرة «نصر غيرنيكا» (1937) La victoire de Guernica، وقد متنت هذه المرحلة النضالية الروابط بين الشاعر والشعب. وفي الحرب العالمية الثانية في فرنسة انضم إيلوار إلى المقاومة السرّية ضد الاحتلال النازي وأسهم في ازدهار «دار نشر نصف الليل» Editions de minuit السريّة. وقد صدر له في هذه المرحلة مجموعة «شعر وحقيقة» (1942) Poésie et vérité التي اكتمل بها تطوره، ثم مجموعة «إلى الملتقى الألماني» (1944) Au rendez-vous allemand التي ضمت قصائده المنشورة تحت أسماء مستعارة. وبعد تحرير فرنسة من الاحتلال تابع إيلوار كتابة مجموعة «قصائد سياسية» (1948) Poèmes politiques و«درس أخلاقي» (1949) Une Leçon de morale متغنياً بمستقبل الإنسانية وبتغلب الفضيلة. وآخر دواوينه هو «طائر الفينيق» (1951) Le Phénix الذي انتقل في قصائده من موضوع الحب الفردي إلى الأفكار الاجتماعية والإنسانية. وقد توفي الشاعر بسبب نزلة صدرية في باريس. تمتع إيلوار بشعبية واسعة لقربه من الجماهير ولشعوره بشعورها، وقد جعلته موضوعات ولغة قصائده أحد أهم شعراء فرنسة.   زكي عروق   الموضوعات ذات الصلة:   الأدب الفرنسي، الدادئية، الرمزية، السريالية.   مراجع للاستزادة:   - A. MINGELGRÜN, Essai sur L’évolution esthétique, de Paul Eluard Peinture et Langage,  (Lausanne, L’Age d’homme 1977). - L. KITTANG , Paul Eluard (Lettres modernes 1969). - L. PERCHE, Eluard (Ed. Universitaires 1964). - Paul Eluard , Numéro spécial d’Europe (nov1962). - R. JEAN, Paul Eluard, par lui-même (Le Seuil 1968).  
المزيد »