logo

logo

logo

logo

logo

هند بنت النعمان بن المنذر

هند نعمان منذر

Hind bint al-Nu’man ibn al-Mundher - Hind bint al-Nu’man ibn al-Moundher

هند بنت النعمان بن المنذر

(…ـ 74هـ/… ـ 693م)

 

هند بنت النعمان بن المنذر بن امرئ القيس اللخميّة، تسمّى هند الصغرى تمييزاً لها من هند بنت الحارث بن عمرو بن حجر وأم عمرو بن المنذر، ولدت ونشأت في بيت الملك بالحيرة، وكانت نبيلة فصيحة، تُعرف بالحرقة، ولما غضب كسرى على أبيها النعمان حبسه، ومات في حبسه، فترهبت ولبست المسوح، وأقامت في دير بنته (بين الحيرة والكوفة) عرف بدير هند الصغرى للتمييز بينه وبين دير هند بنت الحارث، زارها خالد بن الوليدt لمّا فتح الحيرة في الدير، فسلّمت عليه، فقال لها لمّا عرفها: أسلمي حتّى أزوّجك رجلاً شريفاً مسلماً. فقالت له: أمّا الدين فلا رغبة لي عن ديني، ولا أبغي به بديلاً، وأمّا التزويج فلو كانت فيّ بقيّة لما رغبت فيه، فكيف وأنا عجوز هرمة، أترقّب المنيّة بين اليوم أو غد؟!. فقال: سليني حاجة. فقالت هؤلاء النصارى الذين في ذمّتكم تحفظونهم. قال: هذا فرض علينا أوصانا به نبيّنا محمدr. قالت: ما لي حاجة غير هذا، فإنّي ساكنة في هذا الدير الذي بنيته ملاصقاً لهذه الأعظم البالية من أهلي حتّى ألحق بهم. فأمر لها بمعونة ومال وكسوة، فقالت: إنّي في غنى عنها، فلي عبدان يزرعان مزرعة لي أتقوّت منها، وتمسك الرمق، وقد اعتددت بقولك فعلاً، وبعرضك نقداً. فقال لها: أخبريني بشيء أدركتِ. قالت: ما طلعت الشمس بين الخورنق والسدير إلاّ على ما هو تحت حكمنا، فما أمسى المساء حتّى صرنا خولاً لغيرنا، ثمّ أنشأت تقول:

فبينا نسوسُ النَّاسَ والأمرُ أمرُنا

                          إذا نحنُ فيهم سُوْقَةٌ نتنصّفُ

فتبّاً لدنيا لا يدومُ نعيمُها

                          تقلَّبُ تاراتٍ بنا وتصرّفُ

ثمّ قالت: اسمع منّي دعاء كنّا ندعو به لأملاكنا: شكرتك يد افتقرت بعد غنى، ولا ملكتك يد استغنت بعد فقر، وأصاب الله بمعروفك مواضعه، ولا أزال عن كريم نعمة؛ إلاّ جعلك سبباً لردّها إليه، ولا جعل لك إلى لئيم حاجة. فتركها وخرج، فجاءها النصارى، وقالوا: ما صنع بك الأمير؟ فقالت: صان لي ذمّتي وأكرم وجهي، إنّما يكرم الكريمَ الكريمُ.

وعمّرت هند طويلاً، دخل عليها المغيرة بن شعبة وقد عميت، فحادثها طويلاً، ثمّ خطبها، فضحكت، وقالت: شيخ أعور، وعجوز عمياء، والصليب ما أردتني طلباً للنسل، ولا رغبة في مال، ولا شغفاً بجمال، ولكنّك أردت أن تقول: نكحت ابنة النعمان، انصرف راشداً. فانصرف وهو يقول:

أدركْتِ ما منَّيّْتُ نفسي خالياً     

                          منْ دركٍ يا بنةَ النُّعمانِ

فلقدْ رددْتِ على المغيرةِ ذهنَهُ    

                          إنَّ الملوكَ ذُكيَّةُ الأذهانِ

وأنشد:

يا هندُ إنّكِ قد صدْقتِ فأمسكي

                          والصِّدقُ خيرُ مقالةِ الإنسانِ

إنِّي لحلفِكِ بالصَّليبِ مصدّقٌ

                          والصَّلبُ أصدقُ حلفةِ الرُّهبانِ

ودخل عليها عبيد الله بن زياد، وهانئ بن قبيصة، ثمّ الحجّاج لمّا قدم الكوفة سنة 74 للهجرة، وماتت في ديرها، ودير هند يقارب خطّة بني عبد الله بن دارم بالكوفة مما يلي الخندق في موضع نزه، وقد أكثر الشعراء من ذكر هذا الدير، فقال معن بن زائدة الشيبانيّ:

ألا ليتَ شعري هلْ أبيتنَّ ليلةً

                          لدى ديرِ هندٍ والحبيبُ قريب؟ُ

فنقضي لباناتٍ ونلقى أحبّةً

                          ويورقُ غصنٌ للسُّرورِ رطيبُ

وقال معن أيضاً:

لئِنْ طالَ في بغدادَ ليلي فربَّما     

                          يُرَى بجنوب ِالدَّيرِ وهوَ قصيرُ

وفي دير هند يقول أبو حيّان:

يا ديرَ هندٍ لقدْ أصبحتَ لي أنسا

                          ولمْ تكنْ قبلُ لي يا ديرُ مئناسا

سقياً لذلكَ ديراً كنتُ آلفُهُ

                          فيهِ أعاشرُ رهباناً وشمّاسا

عبد الكريم عيد الحشاش

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ الأصفهاني، الأغاني (دار الكتب العلمية، بيروت 1992).

ـ ياقوت الحموي، معجم البلدان (دار صادر، بيروت 1398هـ/1977م).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 572
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1059
الكل : 58492402
اليوم : 64916

غيمارايس روسا (جواو)

غيمارايس روسا (جواو -) (1908-1967)   جواو غيمارايس روسا João Guimarães Rosa روائي وقاص برازيلي ولد في كورديسبورغو Cordisburgo في مقاطعة ميناس جيراس Minas Gerais. درس الطب في بيلو هوريزُنتي Belo Horizonte وأقام في إيتاغوارا Itaguara في منطقة السيرتاو Sertão حيث مارس مهنته.
المزيد »