ابن هبيرة (عمر بن هبيرة بن سعد)
هبيره (عمر هبيره سعد)
Ibn Hubayra (Omar ibn Hubayra ibn Saad) - Ibn Hubayra (Omar ibn Hubayra ibn Saad)
ابن هُبَيْرة (عمر بن هبيرة بن سعد)
(… ـ 110هـ/… ـ 728م)
أبو المثنى، عمر بن هبيرة بن سعد ابن عدي الفزاري، أمير من الدهاة الشجعان، أمه يسرة بنت حسان بن شريك بن نعيم بن ثعلبة العدوي بن عبد مناة.
ولد ابن هبيرة وترعرع في البادية بين أفراد قبيلة فزارة، وقد أتقن فنون الحرب وكان مقداماً شارك في غزو الروم مع عمرو بن معاوية العقيلي، وكان برفقة الجيش الذي أعدّه الحجاج ابن يوسف الثقفي لمحاربة مطرف بن المغيره بن شعبة الذي ثار على الحجاج سنة 77هـ، واستطاع ابن هبيرة أن يقتل مطرف، وأخذ رأسه إلى عدي بن زياد الإيادي وهو على الريّ، فأعطاه مالاً وسيرّه إلى الحجاج الذي أرسله إلى عبد الملك بن مروان الذي كافأه بإعطائه قرية «برزة» من قرى دمشق.
ولم تكن الأمور بينه وبين الحجاح مستقرة، فقد أخذ بعض الأموال وهرب، ولجأ إلى الخليفة الوليد مستجيراً به من الحجاج فأجاره، وكان أحد أولاد الوليد قد تزوج إحدى بنات الحجاج التي حاولت أن تثني والدها عن ابن هبيرة، فعظم شأنه بالشام، وفي سنة 97هـ غزا ابن هبيرة أرض الروم في عهد سليمان بن عبد الملك، وعندما انتقلت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز ولاّه الجزيرة، وفي عام 102هـ توجه لغزو الروم من ناحية أرمينيا وحقق نصراً كبيراً، وعندما تسلم يزيد ابن عبد الملك الخلافة كلّفه حيازة أموال بني المهلب، ثم ولاّه العراق وخراسان بدلاً من أخيه مسلمة بن عبد الملك، فعزل سعيد خُذَينة صهر مسلمة عن خراسان وولاها سعيد بن عُمَر الحَرْشي سنة 103هـ.
ويذكر الطبري أن ابن هبيرة عزل سعيداً سنة 104هـ عن خراسان وولاها مسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي؛ لعدم تقيد سعيد بأوامر ابن هبيرة واستخفافه به (وكان ابن هبيرة أول من تشدد في أمر وزن السكة وخلّص الفضة وجوّد الدراهم واشتد في العيار فيه).
وعندما توفي الخليفة يزيد سنة 105هـ، وانتقلت الخلافة إلى هشام بن عبد الملك عُزل عمر بن هبيرة عن العراق وما كان إليه من عمل المشرق، وولِّي ذلك كله خالد بن عبد الله القسري.
أمر خالد باعتقال ابن هبيرة وسجنه وألبسه مدرعة من صوف، فقال له: «بئس ما سننت على أهل العراق»، واستطاع ابن هبيرة بمساعدة أعوانه الفرار من السجن، والتجأ إلى دمشق واستجار بمسلمة بن عبد الملك ليشفع له عند الخليفة هشام، وعلى الرغم مما كان بينه وبين مسلمة فقد أجاره، وكلَّم الخليفة بشأنه وأخذ له الأمان منه، ومما يروى عنه أنه استفتى الشعبي والحسن البصري في تنفيذ أوامر يزيد ابن عبد الملك ولو كانت مجافية للحق والشرع، فجامله في بعضها الشعبي ولكن الحسن رفض وقال له: «إنك في الآخرة لن تجد يزيد وإنما ستجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
وكان يقدر ذلك للحسن البصري ويجزل له العطاء. ويمكن القول: إن عمر بن هبيرة الفزاري من الولاة الذين أخلصوا للبيت الأموي، وعرف إلى جانب جرأته ودهائه وشجاعته بقبول النصح والمشورة.
توفي ابن هبيرة وله من العمر نيف وخمسون سنة، ولم يحدد أي من المؤرخين سنة ولادته.
عبد الكريم العلي
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (دار المعارف، مصر 1970).
ـ ابن الأثير، الكامل في التاريخ (دار الكتاب العربي، بيروت 1967).
التصنيف :
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 374
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 58481868
اليوم : 54382
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون