logo

logo

logo

logo

logo

الهاشمي (ياسين-)

هاشمي (ياسين)

Al-Hashimi (Yasin-) - Al-Hashimi (Yasin-)

الهاشمي (ياسين ـ)

(1302 ـ 1356هـ/1884 ـ 1937م)

 

ياسين حلمي بن سلمان الهاشمي، ولد في بغداد، ودرس فيها المرحلة الإعدادية، ثم رحل إلى إصطنبول، والتحق بالكلية العسكرية فيها، وتخرج فيها برتبة ملازم سنة 1902، وأمضى بعد ذلك ستة عشر عاماً من حياته - حتى سنة 1918- في العمليات العسكرية تحت لواء الدولة العثمانية في البلقان وغيرها، وأثبت في معاركه كفاءة عالية وبطولة نادرة، ومنح أعلى الأوسمة العثمانية.

وعندما قامت حركة الشريف حسين المعروفة بالثورة العربية الكبرى كان الهاشمي قائداً للفيلق الثامن العثماني في فلسطين، فقاتل الإنكليز وحلفاءهم المخدوعين بهم. ثم صدر له الأمر بالانسحاب إلى دمشـق في خريف سـنة 1918، فانسحب، وتوارى فيها عن الأنظار.

التجأ إلى الأمير فيصل بن الحسين، فعهد إليه تدريب الجيش العربي وتنظيمه، ولكن الإنكليز لم يغفروا له عدم انضمامه إليهم كما فعل الآخرون، فدعاه قائدهم في دمشق إلى تناول الشاي معه في دارته في ضاحية المزّة، وهناك غدر به وساقه إلى فلسطين أسيراً، فقامت المظاهرات مطالبة بإطلاق سراحه، فلم يلتفت الإنكليز إليها، ولم يُطلقوا سراحه إلا بعد نحو ستة أشهر.

وفي سنة 1922 عاد إلى بغداد، فاستقبله الشباب هناك استقبالاً حماسيّاً. وفي العام نفسه فاز عن بغداد في المجلس التأسيسي العراقي، وترأس لجنة إعادة دراسة معاهدة سنة 1922. وفي شهر آب/أغسطس سنة 1924 ترأّس أول حكومة له، وبقي فيها حتى حزيران/يونيو 5291. وفي كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه شكَّل «حزب الشعب» ليكون حزب المعارضة الأقوى في المجلس النيابي، وكانت شعارات الحزب: «الإخلاص والتضامن والتضحية»، وهيئته الإدارية مكونة من تسعة نواب، معظمهم من بغداد. وعرف الحزب في الأوساط الشعبية بحزب ياسين الهاشمي، وهذا يعكس مدى شعبيّته، ولكن سرعان ما انهار هذا الحزب لانعدام الانسجام بين أعضائه، شأنه شأن معظم أحزاب الوطن العربي الأخرى.

وفي تشرين الثاني/نوڤمبر سنة 1930 أسس الهاشمي مع رشيد عالي الكيلاني حزباً جديداً أسمياه: «حزب الإخاء الوطني» وكان حزب المعارضة الأول في المجلس النيابي، وكان الهاشمي رئيساً لهذا الحزب الذي استطاع الوصول إلى السلطة في سنة 1933، فكانت هذه ظاهرة فريدة في تاريخ العراق السياسي. وفي سنة 1935 استقال الهاشمي من رياسة الحزب، وتفرّغ لمهامه الجديدة رئيساً للوزراء في يوم 17 آذار/مارس 1935.

كان من أهم أعماله في هذه الوزارة تزويد الجيش العراقي بالأسلحة والمعدّات الحديثة حتى صار من أقوى الجيوش العربية، وعَيّن أخاه الأصغر طه الهاشمي رئيساً لأركان هذا الجيش. وفي تشرين الأول/أكتوبر سنة 1936، وبينما كان أخوه في تركيا قام اللواء بكر صدقي بانقلاب عسكري، بدأه بقتل جعفر باشا العسكري، فاضطر الهاشمي إلى تقديم استقالته إلى الملك غازي، وغادر بغداد إلى بيروت حيث وافاه الأجل المحتوم، وشيّعت جنازته في لبنان رسمياً وشعبياً إلى الحدود السورية، وهناك شيّعه القناصل والوزراء والنواب والساسة وجماهير غفيرة من الشعب، وصُلِّي عليه في الجامع الأموي، وأبَّنهُ رئيس الوزراء جميل مردم بيك، ثم نقل إلى مثواه الأخير بجوار السلطان صلاح الدين الأيوبي وكان ذلك يوم 27 كانون الثاني/يناير 1937. وبعد ذلك بثلاث سنين ونصف رقد إلى جواره الزعيم عبد الرحمن الشهبندر.

كان الهاشمي إنساناً ورجل سياسة ينادي بالجامعة الإسلامية التي نادى بها مصطفى كامل وكثيرون.

وعندما عاد إلى بغداد كانت أفكاره تمثّل ثورة عارمة ضد بريطانيا؛ لذلك رحّب به الشباب والتفوا حوله.

وكانت «المسّ جرترودبل» رئيسة القلم الشرقي بدار الانتداب معجبة بأخلاقه ومروءته على اختلافها معه في الأفكار السياسية، وكانت تدعوه باستمرار إلى مائدتها، ويتناقشان في أمور السياسة.

وكان الهاشمي - شأنه شأن معظم العراقيين - يقدّر المسّ بل ويحترمها، ولسان حاله يقول لها: «لا تحبّينا كثيراً… ولا تتدخلي في شؤوننا كثيراً».

وصفه الريحاني فقال: «إنه كان شديد الكآبة عندما قابله بسبب وفاة ولده الوحيد، وكان مستسلماً تماماً لإرادة الله تعالى، هادئ الطبع، واسع الأفق، قليل الكلام، مسموع الكلمة، يتصف بالحكمة والرويَّة، لا تغيّره المناصب».

وبالمقابل فقد كان في أعماق نفسه ثائراً ومتمّرداً على إرادة المستعمرين وطغيانهم، وفي طليعتهم بريطانيا، التي كانت تُعدّ العدو التاريخي المبين للعرب والمسلمين.

كاميليا أبو جبل

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد الفتاح الياغي، العراق بين انقلابين (بيروت 1938م).

ـ أمين الريحاني، ملوك العرب (دار الجيل، بيروت 1987م).

ـ إبراهيم خليل أحمد حامد العلاف، المفصّل في تاريخ العراق المعاصر (دار الحكمة، بغداد 2002م).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 309
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1020
الكل : 58480283
اليوم : 52797

الخط (علم دلالة-)

الخط (علم دلالة ـ)   علم دلالة الخط graphologie هو دراسة الخط المكتوب وتحليله، بهدف معرفة طبيعة كاتبه وتقييم شخصيته. ويتضمن الخط عشرين عنصراً ونيّفاً من العناصر، منها انحناء الأحرف وعرضها وارتفاعها، والفراغات فيما بينها، وغيرها، وهي تمثل في مجملها جوانب شخصية الناسخ. لاحظ الصينيون منذ القرن الحادي عشر أن ثمة علاقة قائمة ما بين الخط وطبع ناسخه، واهتم الفنانون والمؤرخون والفلاسفة ورجال العلم منذ زمن بعيد بالعلاقة القائمة ما بين الناسخ وخطه. وفي القرن السابع عشر نشر الإيطالي كاميلو باليري Baleri أول بحث بشأن معنى الخط من الناحية النفسية.
المزيد »