logo

logo

logo

logo

logo

نافع بن عبد الرحمن (القارئ)

نافع عبد رحمن (قاري)

Nafi’ ibn Abdul Rahman (Al-Qari’) - Nafi’ ibn Abdul Rahman (Al-Qari’)

نافع بن عبد الرحمن القارئ

(… ـ 169هـ/… ـ 785م)

 

نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، يكنى بأبي رويم، ويقال له: أبو نعيم وأبو الحسن، وقيل في كنيته غير ذلك، ينحدر أصله من أصفهان كان مولى لجَعْونة «بفتح الجيم وسكون العين غير المعجمة وفتح الواو» بن شعوب الليثي، حليف حمزة بن عبد المطلب المدنيّ.

أحد القراء السبعة، عالم بوجوه القراءات، إمام فيها، اقتفى آثار الأَئمة في المدينة، وكان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين في مدينة رسول اللهr، أخذ أهل المدينة المنورة بقراءته وقرؤوا بها، ورجعوا إلى اختياره فيها، وتحوَّلوا إليها وتمسَّكوا بها، واحتفوا بأدائها وإتقانها، وما زالوا ينشطون إليها ويتلقونها إلى هذه الأيام، لذا يعدُّ نافع بحقٍّ إمام دار الهجرة في القراءات.

تبوَّأ مكان الرئاسة في القراءة في مدينة رسول اللهr، وكان المنظور إليه والمتأسى به فيها، وكانت قراءته أحب القراءات إلى الإمام أحمد بن حنبل، واعتقد الإمام مالك أن قراءته سنة، وبناء على هذا عُدَّت قراءة أهل المدينة المنورة سنة أيضاً لأنهم اجتمعوا على قراءة نافع.

قرأ على سبعين من التابعين الذين أخذوا القراءة عن الصحابييْنِ الجليلين ابن عباس وأُبيّ بن كعب، وممن تلقى القراءة منهم من تابعي أهل المدينة عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وأبو جعفر القارئ، وشيبة بن نصاح، ويزيد بن رومان، والأصبغ بن عبد العزيز النحوي، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأبو ميمونة مولى أم سلمة زوج رسول اللهr. روى القراءة عنه عَرْضاً وسماعاً إسماعيل بن جعفر، وعيسى بن وردان، وسليمان بن مسلم بن جماز، ومالك ابن أنس، وكلهم من أقرانه، وروى عنه خلق كثير من أهل الأمصار، فممَّن روى عنه من أهل المدينة إسحاق بن محمد، وأبو بكر وإسماعيل ابنا أبي أويس، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ومحمد ابن عمر الواقدي وغيرهم.

وممَّن روى عنه من أهل الشام عتبة ابن حماد الشامي، وأبو مسهر الدمشقي، وروى عنه الوليد بن مسلم حرفاً واحداً، في الآية السادسة من سورة المائدة وهو «وأرجلكم» من قوله تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ[ (المائدة: 6)، روى «وأرجلكم» بالرفع.

وأخذ عنه القراءة ثلة من العلماء المشاهير المشهود لهم بالثقة والعدل والرسوخ في العلم من مثل أبي عمرو ابن العلاء، وأبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي.

أقرأ الناس كتاب الله زمناً طويلاً يزيد على سبعين عاماً، وروى قراءته رواة كثيرون أشهرهم اثنان حملا عنه قراءته وروياها، أولهما: عثمان بن سعيد، وقيل: سعيد بن عبد الله، ولقبه ورش بفتح الواو وإسكان الراء، (والورش: شيء يصنع من اللبن، ولقِّب به لبياضه)، وثانيهما: عيسى بن مينا، ولقبه قالون، لقَّبه به نافع لجودة قراءته، (ويعني بلغة الروم الجيد)، لازم قالون نافعاً وكان ربيباً له.

كان نافع صبيح الوجه حَسَنَ الخَلْق والخُلُق، طاهراً زاهداً كريماً ثقة صالحاً، أدَّى الصلاة في مسجد المدينة ستين عاماً، وكان فيه دعابة، أسود شديد السواد، ومما يؤثر عنه أنه كان إذا تكلَّم تضوَّع من فيه رائحة المسك، ذلك لرؤيا رأى فيها الرسولr.

ابراهيم عبد الله

مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن مجاهد، كتاب السبعة في القراءات، تحقيق شوقي ضيف (الطبعة الثالثة، دار المعارف، د.ت).

ـ ابن الجزري، غاية النهاية في طبقات القراء، تحقيق برجستراسر (دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت).v


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 379
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1023
الكل : 58480313
اليوم : 52827

المناسبات (علم-)

المناسبات (علم ـ)   نزل القرآن الكريم على النبي محمدr منجماً في بضع وعشرين سنة تبعاً للحوادث التي رافقت نزوله، ولهذا كان له ترتيبان واحد في النزول، وآخر في المصحف. الترتيب الأول هو بحسب تواريخ نزوله، أما الآخر فتوقيفي؛ يدلّ على ذلك الحديث الذي يرويه أحمد بن حنبل في مسنده عن عثمان بن أبي العاص، قال : كنت عند رسول اللهr جالساً، إذ شخص ببصره، ثم صوبه حتى كاد أن يلزقه بالأرض، قال: ثم شخص ببصره، فقال «أتاني جبريلu فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة: }إن الله يأمر بالعدل والإحسان{ (البقرة، 281)» وقال القاضي أبو بكر الباقلاني: «قد صحّ وثبت أنه لا رأي لهم في ترتيب الآي».

المزيد »